رغم كونها غير متخصّصة

سكيكدة رائدة في إنتاج الحبوب وتوفير البذور

سكيكدة رائدة في إنتاج الحبوب وتوفير البذور
  • القراءات: 1668
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

أكّد مدير المصالح الفلاحية بولاية سكيكدة معمر ميلود، أنّ الولاية تقوم بإنتاج حوالي 200 ألف قنطار من بذور مختلف الحبوب ذات النوعية الجيدة، أغلبها يسوّق إلى العديد من ولايات الوطن على أساس أنّ سكيكدة لا تحتاج منها سوى إلى 30 ألف قنطار، كاشفا رغم أنّ سكيكدة ليست ولاية متخصّصة في إنتاج الحبوب، إلاّ أنّها تمكّنت من تحقيق موسم حصاد متميّز للغاية.

أفاد المسؤول بأنّ كمية الحبوب المحصّلة على مستوى مخازن تعاونية الحبوب والبقول الجافة خلال موسم الحصاد المنقضي، قُدّرت بـ 415 ألف قنطار مقابل 336 ألف قنطار خلال موسم حصاد 2016 ـ 2017، مؤكدا أنّ تعاونية الحبوب والبقول الجافة بسكيكدة ولأوّل مرّة منذ سنوات، تستقبل كلّ هذه الكمية من القمح، 60 بالمائة منها قمح صلب، علما أنّ زراعة الحبوب بأنواعها في ولاية سكيكدة، تنحصر في سهول رمضان جمال، والحروش، وسيدي مزغيش، ومجاز الدشيش، والصفصاف، وبني ولبان وأم الطوب.

وأرجع المتحدث سبب تحقيق هذا الإنتاج القياسي إلى جملة من العوامل، منها التحفيزات التي تقدّمها الدولة للمزارعين، ومرافقتها إياهم بداية من عملية الحرث إلى البذر إلى الحصاد بدون إغفال الدعم الكبير الذي يتلقاه الفلاح، سواء في مجال الأسمدة أو في مجال البذور وحتى في مجال القروض، مثل «قرض التحدي»، الذي هو قرض موسمي ممول من قبل «بدر بنك»، الذي عرف هو الآخر تطوّرا من سنة إلى أخرى، فبعد أن كان عدد الفلاحين الذين استفادوا منه في سنة 2010 يقدر بـ 397 فلاحا تحصلوا على ما قيمته 21 مليار سنتيم، فإنّ عددهم خلال السنة الجارية قد بلغ 629 فلاحا تحصلوا على قرض إجمالي يقدّر بـ 40 مليار سنتيم، مشيرا إلى أنّ 99 بالمائة من هؤلاء الفلاحين المستفيدين من هذا القرض سدّدوا ديونهم لدى البنك.

زيادة على كلّ ذلك، فإنّ توسيع زراعة الحبوب الشتوية والاستعانة بالري الصغير والمتوسط وتحويل مياه سدّ «زيت العنبة» الكائن ببلدية بكوش لخضر لسقي مساحات كبيرة من هذه الزراعة الأساسية، ساهم بشكل كبير في تحقيق تلك النتائج المعتبرة جدا في هذه الشعبة بدون إغفال عامل توفّر الولاية على معدل التساقط السنوي للأمطار الذي قد يفوق أحيانا ألفي ملم في السنة، ناهيك عن وجود مساحات شاسعة قابلة للإصلاح والاستغلال، بإمكانها أن تساهم في توسع زراعة الحبوب في كل جهات الولاية، ومنه الزيادة في القدرات الإنتاجية السنوية التي تبقى مرهونة أيضا بالاعتماد على الطرق العصرية المتبعة في دول العالم في مجال زراعة القمح بنوعيه، حسبما جاء في تقرير للمجلس الشعبي الولائي.

للتذكير، تتوفّر ولاية سكيكدة حاليا على أراض فلاحية خصبة تقدّر مساحتها الإجمالية بحوالي 879,131 هكتارا، موزّعة على مناطق جبلية، كجبال القل، أم الطوب، أولاد احبابة وعزابة، إلى جانب الأراضي السهلية الخصبة الموزّعة على كلّ من مناطق واد الصفصاف، وواد القبلي، وواد الكبير وعلى الأراضي السفحية المتمركزة بكلّ من الحروش، عين بوزيان، سيدي مزغيش والسبت، وبالتالي فهي تمثّل حوالي 32 بالمائة من المساحة الإجمالية، منها ما يقدّر بـ 11686 هكتارا، عبارة عن مساحات زراعية قابلة للسقي، علما أنّ الاحتياط من مياه السقي بالولاية يقدّر بحوالي 49 مليون متر مكعب سنويا، بينما تقدر المساحة الإجمالية للري الصغير والمتوسط بحوالي 45,137 هكتارا، والتي تسقى انطلاقا من الموارد المائية الأخرى كالآبار العادية والارتوازية والحواجز المائية والمنابع المائية.