في بادرة تعد الأولى وطنيا تحضرها الصحافة ونواب بالبرلمان

والي بومرداس ينظم جلسات استماع لحصائل المجالس المنتخبة

والي بومرداس ينظم جلسات استماع  لحصائل المجالس المنتخبة
  • القراءات: 1535
حنان.س حنان.س

قامت السلطات الولائية لبومرداس، في بادرة تعد الأولى وطنيا، بمراسلة كل المجالس البلدية المنتخبة في 32 بلدية بإعداد تقارير مفصلة تتضمن حصيلة كل مجلس شعبي بلدي طيلة العهدة الانتخابية 2012-2017، وأمر الوالي بأن يكون البث مباشرة عبر الإذاعة المحلية، وأن يحضر إلى جانب الصحافة نواب بالبرلمان عن الولاية وحتى مواطنون، حيث يستمع الجميع لما تم إنجازه من قبل المجالس المنتخبة، وقد استهلت بومرداس هذه الجلسات أول أمس، من بلدية بوزقزة قدارة.

أقر المجلس الشعبي البلدي لبوزقزة قدارة، جنوب ولاية بومرداس، خلال عهدته 2012-2017 حوالي 298 مداولة، صادق على أغلبها وتخص مختلف مجالات التنمية المحلية، بما فيها الربط بالماء الشروب الذي وصل إلى 80 بالمائة في نهاية العهدة، وبقنوات الصرف الصحي التي وصلت إلى نسبة 85 بالمائة، أما الربط بالغاز الطبيعي فقد بلغ ببلدية بوزقزة قدارة 70 بالمائة، فيما وصلت نسبة الربط بالكهرباء إلى 85 بالمائة.

نسبة نمو تراوحت بين 4 و6 % خلال سنتي 2012 و2016

وحققت البلدية نسبة نمو تتراوح بين 4 و6 بالمائة بين عامي 2012 و2016 بفضل تطور الجباية المحلية وإعانات الدولة، حيث قفزت الميزانية سنة 2012 من 222 مليون دينار إلى 293 مليون دينار، وهو ما يترجمه تحقيق ما تم ذكره من مشاريع تنموية لتحسين الإطار المعيشي للمواطن. وبالنسبة لتحسين مداخيل البلدية وتثمين ممتلكاتها، تملك البلدية محشرا، حقق مداخيل تفوق قليلا 3 ملايير سنتيم في 2017، بمعدل نمو يصل إلى 18 بالمائة، وتفتقر في المقابل إلى أسواق جوارية أو عدد كبير من المحلات، مما دفع السلطات بها إلى اقتراح تحويل ملحقة التكوين المهني إلى قاعة حفلات «بسبب انخفاض الطلب على التكوين»، حسبما يوضحه رئيس البلدية كمال أخزرون، ولقي معارضة من طرف الوالي عبد الرحمان مدني فواتيح، الذي أشرف على أشغال عرض حصيلة المجلس المنتخب، فيما أسماه بـ»سنة تقييم العهدات الانتخابية للمجالس المنتخبة، حتى نمنح الفرصة للناخبين والناخبات لمعرفة مدى توفيق من انتخبوهم في تحقيق وعودهم». وأضاف الوالي أنها «فرصة باقتراب تجديد المجالس البلدية والولائية في محليات نوفمبر القادمة، لدعوة الناخبين إلى التصويت على من هم أهل لوضع الثقة فيهم».

وفي سياق حصيلة بلدية بوزقزة قدارة، تم إنجاز 80 محلا تجاريا في سياق برنامج 100 محل مهني لكل بلدية، أنجز منها 80 ووزعت منها 70، في حين استغل منها 53 محلا فقط إلى حد الآن. وحسب «المير»، فإن أسباب ذلك تتراوح بين رفض المستفيدين استلام محلاتهم بحجة عدم ملاءمة موقع المحل مع النشاط التجاري، معلقا بقوله: «في حالة استغلال جميع المحلات التجارية، سوف تساهم في رفع مداخيل ميزانية البلدية، غير أنه لا بد من تحيين الإيجار دوريا».

الوالي هدد بعدم تقديم الدعم للبلديات المتأخرة في إنجاز برامجها

بالنسبة للعمليات التنموية خلال العهدة، تم تسجيل 68 عملية،  أنجز واستلم منها 64 عملية بنسبة إنجاز مادي لمجموع العمليات يصل إلى 94 بالمائة، بينما وصل عدد العمليات المسجلة في إطار المخطط البلدي للتنمية 47 برنامجا، بمبلغ إجمالي يفوق 254 مليون دينار، أنجز منها واستلم 45 مشروعا بمبلغ يفوق 212 مليون دينار. مع الإشارة إلى وجود مشروع واحد في طور الإنجاز وواحد آخر لم ينطلق بسبب انتظار نتائج الدراسة التقنية بشأنه، حسبما استفيد من «المير» الذي أوضح كذلك بأن نسبة الاستهلاك المالي لمجموع العمليات وصل إلى 83 بالمائة، مع إعطاء الأولوية للمشاريع المتعلقة بالري والإنارة العمومية وشبكة الطرق والتهيئة الحضارية والبناء.

في السياق، ذكر الوالي في جلسة الاستماع لحصينة المجلس الشعبي البلدي ببوزقزة قدارة، أول أمس، بأن الإعانات المالية لن تصرف لأي بلدية لم تحقق نسبة استهلاك توازي أو تفوق 80 بالمائة بالنسبة للبرامج التنموية البلدية، و60 بالمائة بالنسبة للبرامج التنموية القطاعية. وعلق مطولا على مسألة الانسدادات التي تسجل ببعض المجالس المنتخبة والتي تحول ـ حسبه ـ دون تقدم التنمية، بالتالي تحسين الإطار المعيشي للمواطنين.

أما بالنسبة للعمليات التنموية في إطار إعانات ميزانية الولاية خلال نفس العهدة، فقد تم تسجيل 38 عملية بمبلغ إجمالي يفوق 195 مليون دينار، أنجز واستلم منها 31 مشروعا و03 عمليات في طور الإنجاز و4 عمليات لم تنطلق، ووصل الإنجاز المالي في هذا السياق إلى 84 بالمائة، بنسبة استهلاك مالي بلغ 54 بالمائة.

تحصي بلدية بوزقزة قدارة ثمان ابتدائيات ومتوسطتين وثانوية واحدة، تم تدشينها أول أمس على هامش زيارة الوالي للبلدية،  مع إطلاق تسمية الشهيد «اموشان رابح» عليها، وهو ما سيقضي على مشكل تنقل التلاميذ إلى ثانويات بودواو على مسافات بعيدة. كما توفر البلدية 6 مطاعم مدرسية جلها تقدم وجبات ساخنة.

خدمة صحية متعثرة وطرق مهترئة

الوضعية الصحية بالبلدية لا تلبي احتياجات السكان، بالنظر إلى التوسع السكاني والعمراني، مما يتطلب إعادة دراسة لتوزيع الهياكل الصحية والإطار الطبي أيضا، «حيث تحصي البلدية منذ بداية العهدة 04 هياكل صحية، منها قاعة متعددة الخدمات و03 قاعات علاج»، وهي هياكل لا تلبي إطلاقا حاجيات السكان، حيث لا تضمن المداومة خلال الفترة المسائية ولا في المناسبات الدينية والوطنية، ولا في عطل نهاية الأسبوع، يوضح «المير» كمال اخزرون، في انتظار رد مديرية الصحة والسكان على هذا النداء الحيوي المتعلق بتحسين الخدمات الصحية في سبيل تحسين الحياة عموما.

وإذ تتحسن التنمية المحلية بتحسن شبكة الطرق، فإن المجلس الشعبي لبوزقزة قدارة قام خلال عهدته الانتخابية بمجهودات في قطاع المنشآت القاعدية من طرق ومسالك على مسافة تفوق 20 كلم، لكنها تبقى مجهودات غير كافية لتغطية قرى ومداشر البلدية بسبب نقص الاعتمادات المالية، وهو ما جعل مسافة 04 كلم بين الطرق الترابية والمسالك البلدية والطريق الولائي يعرفون وضعيات متفاوتة بين مهترئة ومتوسطة، حسبما استفيد من العرض.

أما بخصوص ملف الماء الصالح للشرب بالبلدية، فتحتوي على سد قدارة الذي يزود سكان العاصمة بالماء، بينما تعاني بلديته الأم من أزمة عطش، لاسيما خلال الصيف، وهو ما جعل رئيس البلدية يطالب بتخصيص إعانات مالية أكثر للوصول إلى نسبة ربط بهذه المادة الحيوية إلى نسبة جيدة، حيث لم تتعد في 2012 نسبة 55 بالمائة ولم تتجاوز 65 بالمائة بنهاية نفس العهدة، بينما حققت قنوات الصرف الصحي نسبة ملحوظة، إذ قفزت من 24 بالمائة إلى 80 بالمائة بين بداية ونهاية العهدة الانتخابية، مع الإشارة إلى أن نسبة أخرى تبقى مبرمجة لاحقا.

الإعلان عن برامج بناء ريفي مجمّع

قطاع السكن الحيوي ببوزقزة قدارة له خصوصية لا يمكن إغفالها، فالبلدية ذات الطابع الريفي الجبلي لها خصوصية البناء الريفي، حيث تم تسجيل سنة 2012 مجموع 625 من 100 منها، و90 في طور الإنجاز، بينما لم تسجل البلدية أية برامج سكنية من أي نوع كان ولا في أية صيغة أخرى، وهو ما جعل «المير» يؤكد بأن العهدة الانتخابية المنتهية حاليا استفادت من إعانة مالية كبيرة فيما يخص البناء الريفي، ويطالب أيضا بضخ إعانات أخرى للوصول إلى تلبية مطالب المواطنين، وهي النقطة التي علق عليها الوالي بقوله: «سأعمل على تشجيع برامج السكن الريفي المجمّع بكل بلدية لها طابع فلاحي، وسأرافق كل بلدية ريفية لها برنامجها في هذا الإطار لتأسيس البناء الريفي المجمع».

أما بالنسبة لوضعية السكن الهش، فقد تم إحصاء 300 سكن هش خلال 2007، هدم منها 280 مع إسكان عائلاتها، بقي 20 سكنا هشا، وتم مؤخرا إحصاء 27 سكنا هشا، مما يعني بناء سكنات فوضوية هنا وهناك، من أجل الاستفادة من عملية إعادة إسكان، وهو ما شدد عليه المسؤول الأول للولاية بقوله «ابني براكة وأرواح تدي دار ما تاكولش عندي»، بمعنى آخر، التشديد على المسؤولين المحليين بأهمية مراقبة أقاليمهم البلدية حتى لا تعم فوضى البناء القصديري.

إقامة منتجع رياضي ترفيهي كبديل عن منطقة نشاطات

بالرغم من عدم تسجيل المجلس الشعبي البلدي بوزقزة قدارة، لأي انسداد بين أعضائها، وهو ما لاقى استحسان الوالي، وعلق بشأنه أن الانسداد عدو تقدم المشاريع والتنمية عموما، وبالرغم من المشاريع التنموية المنجزة، إلا أن البلدية تبقى ضعيفة بسبب نقص الاستثمار فيها، إلا ما سجل في مجال الفلاحة من تربية النحل والمواشي وأشجار الزيتون والأشجار المثمرة، وهو الأمر الذي جعل الوالي عبد الرحمان مدني فواتيح يلفت الانتباه إلى أن «المنطقة الجبلية الريفية لها مقومات لإنشاء منتجع رياضي أو ترفيهي سياحي يمكن من خلق مناصب شغل، ودر عائدات جبائية حسنة على البلدية، وهذا يدخل ضمن فلسفة إنشاء مناطق نشاطات في كل بلدية، تحسينا للجباية المحلية، بسبب الظرف الاقتصادي الصعب الذي يمر به الوطن».