جيجل خزان المياه بمناطق شرق البلاد

مشاريع ربط وتجديد الشبكات تقضي على أزمة العطش

مشاريع ربط وتجديد الشبكات تقضي على أزمة العطش
  • القراءات: 4568
زايدي منى زايدي منى

تُعرف ولاية جيجل الساحلية بطابعها الغابي الكثيف المخضرّ طيلة السنة، بسبب تهاطل كميات كبيرة من الأمطار مقارنة بالعديد من مناطق الوطن، حيث تتراوح كمياتها من 800 إلى 1200، و1800 ملم في بعض الأحيان، ما جعلها تمتاز بمنسوب مائي وشبكة مائية كثيفة، ويتعلق الأمر بـتوفرها على 20 واديا و74 مليون متر مكعب من المياه الجوفية سنويا، وأزيد من 59 مليون متر مكعب يمكن استغلالها، في حين تقدَّر المياه الصالحة للشرب بـ 48 مليون متر مكعب، ومياه السقي بـ 22 مليون متر مكعب سنويا، إضافة إلى توفر جيجل على عشرات الحواجز المائية.

كل هذا أهّل جيجل لأن تصبح خزانا مائيا بالنسبة لمناطق شرق البلاد، سيما بإنجاز شبكة من السدود عبر تراب الولاية، التي بلغت حاليا 05 سدود من شأنها أن توفر طاقة تخزين إجمالية تزيد عن 400 مليون متر مكعب، ويتعلق الأمر بسد إراقن بسعة 200 مليون متر مكعب، الذي يموّل جميع مشاتي منطقة إراقن إلى جانب تزويد منطقة «بابور» بسطيف، وسد كسير بطاقة تقدر بـ 68 مليون متر مكعب، والذي يُعد أحد أهم المشاريع المنجزة على مستوى ولاية جيجل، كلف الخزينة العمومية أزيد من 11 مليار دج، مزود بمحطة لتصفية المياه بمنطقة كسير، تقوم هذه الأخيرة بتزويد 170 ألف نسمة بمنطقة العوانة وبلدية جيجل بما يقدَّر بـ 100 ألف متر مكعب يوميا، ما جعلها تقضي نهائيا على أزمة المياه التي كانت مطروحة خلال السنوات السابقة  بالمنطقتين، إلى جانب سد العقرم بسعة 34 مليون متر مكعب يموّل منطقة الطاهير والبلديات المجاورة لها، وسد «بوسيابة» بدائرة الميلية، بطاقة تقدر بـ 120 مليون متر مكعب، من شأنه أن يمول دائرة الميلية بمختلف البلديات المجاورة لها بـ 11 مليون متر مكعب، وتمويل مركب الحديد والصلب ومحطة توليد الكهرباء بمنطقة بلارة، وتحويل 69 مليون متر مكعب لسد «بني هارون» بولاية ميلة، لتزويد سكان الولاية وسقي الأراضي الفلاحية، في حين الأشغال توشك على الانتهاء بسد «تابلوط» من قبل الشركة الفرنسية «رازال» بطاقة استيعاب تقدّر بـ 286 مليون متر مكعب، الذي من شأنه أن يزود البلديات النائية المتاخمة له على غرار منطقة تاكسنة، جيملة وبني ياجيس، إذ سيتم تحويل جزء منه بمتوسط 42.5 مليون متر مكعب لتزويد سد «دراع الديس» بمنطقة العلمة بسطيف للتموين بمياه الشرب، و148 مليون متر مكعب من أجل سقي 30 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية.

مشاريع لربط المناطق المعزولة بمياه الشرب

إن الإمكانيات الطبيعية والمنشآت الكبرى التي تم إنجازها عبر إقليم ولاية جيجل، لم تقف أمام حدة أزمة مياه الشرب بالعديد من بلديات الولاية، حيث أصبحت ظاهرة اقتناء مياه الصهاريج تؤرق جيوب المواطنين، إذ عرفت ولاية جيجل في هذا الإطار تسجيل وإنجاز العديد من المشاريع الخاصة بتجديد شبكة قنوات التزويد بمياه الشرب التي كانت مهترئة، ويتعلق الأمر باستفادة سكان بلدية جيجل سابقا من مشروع لتجديد شبكة المياه بطول 101 كلم بغلاف مالي يقدر بـ 260 مليار سنتيم تم إنجازها من قبل شركة صينية، ويتضمن 11 ألف عملية ربط تمس 10 خزانات بسعة 1000 و2000 متر مكعب؛ من أجل تحسين خدمة التزويد بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من محطة تصفية المياه بسد كسير وبتوقيت زمني حالي يقدر بـ 24/24 ساعة، وهي العملية التي استحسنها سكان بلدية جيجل ومنطقة العوانة الذين ودّعوا أزمة انقطاع المياه عن حنفياتهم لفترات طويلة.

ومن المشاريع التي تدخل في إطار تحسين عملية تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب، ربط بلدية الطاهير والمناطق المجاورة لها انطلاقا من سد العقرم على مسافة 43 كلم بغلاف مالي يقدَّر بـ 1.5 مليون دج، في حين يشهد مشروع تجديد شبكة قنوات المياه ببلدية الطاهير والمناطق المجاورة لها والذي خُصص له غلاف مالي فاق مليار سنتيم، يشهد تقدما ملحوظا فاق 90 بالمائة، بهدف التخفيف من معاناة السكان في الحصول على الماء الصالح للشرب.

9300 مليار سنتيم لربط بوسيابة بـ 06 بلديات ومنطقة بلارة

وفي ذات الإطار تشهد عاصمة السدود جيجل  تسجيل وانطلاق أكبر مشروع للقضاء على أزمة مياه الشرب بدائرة الميلية، التي تُعد ثالث أكبر بلديات الولاية، والتي شهدت لسنوات أكبر عدد من الشاحنات المحملة بالصهاريج وانتشار ظاهرة تجارة المياه التي نغّصت حياة سكان الميلية والمناطق المتاخمة لها، حيث يُنتظر أن ينطلق مشروع ربط سد «بوسيابة « بست بلديات مجاورة لها، على غرار الميلية، غبالة، أولاد رابح، أولاد يحيى خدروش وسطارة، وربط هذا السد بالمنطقة الصناعية بلارة، التي تتوفر على مشاريع استراتيجية كبيرة في إطار مشروع خُصص له حسب القائمين على ملف المياه بجيجل، غلاف مالي يقدَّر بـ 9300 مليار سنتيم، من شأنه أن يقضي نهائيا على أزمة المياه شرق الولاية، ويزود سد بني هارون بولاية ميلة، ويعمل على دعم المصانع المتواجدة ببلارة الصناعية.