فيما عرض غوتيريش ورقة الطريق الجديدة لتسوية الأزمة

مساهل يجدد دعم الجزائر للأطراف الليبية في إطار المصالحة

مساهل يجدد دعم الجزائر للأطراف الليبية في إطار المصالحة
  • القراءات: 501
  م.خ م.خ

شارك وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل  بنيويورك في اجتماع رفيع المستوى حول ليبيا، نُظم على هامش أشغال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تم من خلاله عرض ورقة الطريق الجديدة لتسوية الأزمة الليبية من طرف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة. كما كان اللقاء مناسبة للمشاركين للتطرق لآخر تطورات الأزمة الليبية؛ من خلال تعزيز تجنيد المجتمع الدولي لدعم المسار الأممي، الذي سيسمح بالخروج من الأزمة.

وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية، عبّر السيد مساهل في تدخله عن دعم الجزائر الكامل لورقة الطريق الجديدة حول ليبيا، مذكرا بأن الأزمة الليبية لا يمكنها أن تُحل إلا سياسيا، وأن الاتفاق السياسي الليبي -الليبي الموقَّع في ديسمبر من سنة 2015، سيبقى الإطار الوحيد للخروج من الأزمة، والمصدر الوحيد لشرعية  المؤسسات الليبية.

كما أوضح في هذا السياق أنه يجب على الليبيين تقديم التعديلات التي يرونها مناسبة لتطبيق الاتفاق بالإجماع ولإسراع مسار الخروج من الأزمة، مبرزا أن الليبيين يتحلون بالموارد والقدرات التي تسمح لهم بحل الخلافات والمضيّ قدما في تطبيق الاتفاق السياسي وإعادة البلاد على درب الحوار والمصالحة الوطنية وإسراع مسار عودة السلم والاستقرار في ليبيا.

فيما يخص جهود الجزائر الرامية إلى حل الأزمة الليبية، أشار السيد مساهل إلى أن الجزائر ستواصل دعمها ومسايرتها لجميع الأطراف الليبية في إطار الحوار الشامل والمصالحة الوطنية، مذكرا في هذا الشأن بالزيارات الميدانية التي قام بها بمختلف المناطق الليبية في أفريل 2016 وأفريل وماي 2017 بتعليمات من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وقال في  هذا السياق: «لقد عاينت خلال مختلف المراحل درجة المأساة التي يواجهها هذا البلد وشعبه يوميا والذي ينتظر الكثير  من دول الجوار والمجتمع الدولي، للوصول إلى حل نهائي ودائم للأزمة».

لا لتعدّد المبادرات في حل الأزمة

في سياق الأزمة الليبية دائما، أجرى وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أول أمس مع نظيريه المصري سامح شكري والتونسي خميس الجهيناوي، لقاء تشاوريا في إطار المبادرة الثلاثية حول ليبيا على هامش أشغال الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة.    اللقاء كان فرصة للوزراء الثلاثة لاستعراض آخر تطورات الوضع في ليبيا، معبرين عن «رفضهم تعدد المبادرات بخصوص ليبيا». كما أكدوا من جديد على «دعمهم جهود الأمم المتحدة والمبعوث الخاص غسان سلامة».

السيد مساهل تحادث في هذا الإطار مع مبعوث الأمم المتحدة رئيس بعثتها للدعم في ليبيا غسان سلامة على هامش أشغال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشاد السيد سلامة بدعم الجزائر لورقة الطريق الجديدة لتسوية الأزمة الليبية.

من جهته، جدد الوزير إرادة الجزائر في مواصلة جهودها لمرافقة الأشقاء الليبيين في طريق الحوار والمصالحة الوطنية لتجاوز الخلافات، وإيجاد حل سلمي  للأزمة الليبية.   فيما يتعلق بالوضع في مالي ترأّس السيد مساهل مناصفة مع نظيره المالي عبدو اللاي ديوب والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اجتماعا وزاريا حول تطبيق اتفاق السلام والمصالحة في مالي، أكد خلاله رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن التطورات الإيجابية التي يشهدها الوضع في مالي «يتعين تعزيزها عبر مشاركة أكبر لبعثة (مينوسما) بنشاط أكبر نحو تطبيق  فعلي للاتفاق، الذي يبقى الرهان الوحيد من أجل عودة نهائية للأمن والسلام في مالي».  واتفق السيدان مساهل ومحمد صالح النظيف الممثل  الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة ومتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار بمالي (مينوسما)، على مواصلة التشاور من أجل مرافقة الماليين قصد تجاوز التحديات الراهنة والالتزام بشكل أكبر من أجل تنفيذ حقيقي لاتفاق السلام في هذا البلد. دائما في إطار الأزمات التي مازالت تشهدها المنطقة العربية، شارك وزير الشؤون الخارجية أول أمس بنيويورك في الاجتماع رفيع المستوى حول الأزمة  السورية. وكان هذا اللقاء الذي نظمه الاتحاد الأوروبي، فرصة للمشاركين من أجل استعراض آخر التطورات التي شهدتها هذه الأزمة والمراحل القادمة لمسار التسوية.

لقاءات مكثفة على هامش أشغال الجمعية الأممية

على هامش أشغال الجمعية الأممية تحادث وزير الشؤون الخارجية أول أمس مع السيدة فيديريكا موغيريني الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية.

وتمحورت المباحثات حول التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات، إلى جانب سبل ووسائل تطويرها. كما تم الحديث عن التحضير لأهم المواعيد المطروحة على أجندة العلاقات الثنائية، فضلا عن عدة قضايا ذات الاهتمام المشترك، ومنها على الخصوص الوضع في ليبيا وفي مالي.

كما استقبل وزير الخارجية من طرف الوزير الأول لجمهورية موريس برافيند كومار جوغنوث، الذي أبدى ارتياحه لجودة العلاقات القائمة بين بلده والجزائر في مختلف المجالات. وعبّر الوزيران مساهل وجوغنوث عن استعدادهما لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوسيعها إلى مجالات جديدة واعدة، على غرار الفلاحة والسياحة.   كما أجرى وزير الشؤون الخارجية بنيويورك مباحثات مع نظيره الفرنسي جون ايف لودريان. وتناول اللقاء «تحضير المواعيد المقبلة الخاصة بالتعاون الثنائي المبرمجة للثلاثي الأخير من السنة الجارية».  مساهل تحادث أيضا مع نظيره الروسي السيد سرغاي لافروف، إذ تطرق الجانبان لتحضيرات زيارة الوزير الأول الروسي ديميتري ميدفيديف المقبلة، إلى الجزائر في إطار تدعيم العلاقات الثنائية وبعث ديناميكية جديدة في العلاقات الجزائرية - الروسية.

رئيس الدبلوماسية الجزائرية كانت له لقاءات مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري ونظيره الفنزويلي خورخي  أريازاي ووزير خارجية كرواتيا ماريخا بيجسينوفيتش بورتشي ووزير الشؤون الخارجية الأوغندي سام كوتيسا.

  الوزير تحادث أيضا مع نظيرته الجنوب إفريقية مايتن كوانا ماشبان ونظيره الإستوني السيد سفن ميكسر ووزير الغاز البوليفي السيد لويز ألبرتو سانشار، حيث تم التطرق للقمة القادمة لمنتدى الدول المصدّرة للغاز  المقرر انعقادها في بوليفيا في شهر نوفمبر المقبل.