بعدما روجت لها السينما الأمريكية

ثقافة التخييم تنتشر وسط الشباب الجزائري

ثقافة التخييم تنتشر وسط الشباب الجزائري
  • القراءات: 2133
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

بعد العطل الصيفية والاستجمام على الشواطئ، يعود عشاق موسم الحر إلى مقاعد دراستهم وآخرون إلى عملهم، ليتركوا الفسحة لمحبي الأجواء الأقل حرارة، يجدون بذلك نشاطات أخرى يقومون بها غير النزول إلى البحر، ومن بينها التخييم في أجواء لطيفة بعيدة عن حر الصيف وعن برودة الشتاء، ولمعرفة ثقافة الشباب في أنشطة التخييم.

ثقافة التخييم جد قديمة، فقد عرفتها العديد من الدول، خاصة أنها كانت ولا تزال قصصا خصبة تلهم كتاب السيناريوهات والمخرجين، وفي المقابل، لم تكن ثقافة التخييم قبل سنوات منتشرة في العالم العربي بشكل كبير، إلا أنها تجربة تبنتها مختلف تلك الدول حديثا، بفضل الوعي بمدى روعتها، لاسيما أنها تمنح الحرية المطلقة للفرد للعيش وسط الطبيعة دون أية بروتوكولات، وما يزيد من روعتها حسب مجربيها، الشعور بنوع من «العذاب المؤقت» الذي يصفه هؤلاء بالمريح، والذي يمنح الفرد تجربة مميزة.

في الجزائر، أصبحت هذه الثقافة ـ حسب عبد الحميد نوفل سعدي ـ مدير وكالة «الكرم تور» منتشرة بين الشباب، أكثرهم من متتبعي الأفلام الأمريكية التي كثيرا ما روجت لهذا النشاط عبر أفلامها، حتى أنه لا يمكن القول بأنها جديدة، إلا أنها اليوم أكثر تأطيرا مما كانت عليه، فبفضل الطبيعة المميزة للجزائر بصحرائها وجبالها وشواطئها الرائعة، فالشباب عشق منذ سنوات عديدة فكرة التخييم رفقة الأصدقاء، وشكل مجموعات صغيرة من الأصدقاء تبيت في الهواء الطلق، ويستعينون بما لديهم فقط لتنصيب مكان مريح للنوم، وإشعال النار للتدفئة ليلا أو لإبعاد الحيوانات الضالة، أو لطهي الأكل، وكان يتم ذلك بشكل عام على شواطئ البحر، لكن لم نكن نجد أية عائلة ترغب في القيام بذلك لأسباب عديدة، سواء خوفا من انعدام الأمن في تلك الأماكن أو انعدام الراحة..

وأضاف محدثنا أن الشباب اليوم لا يزال يقبل على أنشطة التخييم، لسببين مهمين؛ أولهما أنه ليس متطلبا كثيرا، ولا يشتكي عادة من الوضعيات الصعبة التي قد يجد نفسه فيها، بل بالعكس يرى فيها نوعا من تحدي صعوبات الطبيعة، وقساوة الحياة بعيدا عن التكنولوجيا والتحضر، مما يدفعهم إلى الاستمتاع كليا بما يقومون به.

وعن السبب الثاني، يضيف مدير الوكالة، أن الميزانية المحدودة للشباب تجعله يبحث عن بدائل بتكاليف منخفضة تسمح لهم بتمضية عطل بذكريات جميلة مع الأصدقاء، دون الاضطرار إلى المبيت في فنادق 4 أو 5 نجوم بأسعار مرتفعة، فالتخييم لا يكلف الكثير بل العكس، يتم عبر دفع كل واحد من المجموعة مبلغ مالي معين لاقتناء ما يحتاجونه طيلة 3 أيام أو أسبوع أو شهر، حسب الفترة المقرر تمضيتها في التخييم بعيدا. وأوضح محدثنا أن اليوم كل مستلزمات التخييم متوفرة في الأسواق، ومنها ما يقتنيها المعتادون على ذلك من الدول الأجنبية الرائدة في هذا المجال، وتوفر تلك المستلزمات ساعد على انتشار تلك الثقافة وسط الشباب، مثل الخيمات، كيس النوم، المصابيح اليدوية، إلى جانب مستلزمات الطبخ..

ويضيف السيد نوفل سعدي: «للتخييم فوائد مختلفة، منها منحه فرصة الشعور بالحرية بالابتعاد عن التكنولوجيا، كما أنها تمنح الفرد مغامرة فريدة تقربه من الطبيعة وتجعله جزءا منها، تساعده على الاسترخاء والشعور بالراحة النفسية، وقد باتت وكالات السياحية تنظم هذا النوع من النشاطات، خصوصا على جبل تيكجدة، وكذا في الصحراء، وينطلق هذا الموسم خلال شهر أكتوبر..