الحرفي ناصر بوحجام يعرض صورا للجزائر العتيقة

الحرفي ناصر بوحجام يعرض صورا للجزائر العتيقة
  • القراءات: 1193
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تخصص الحرفي ناصر بوحجام محمد، منذ أكثر من ثماني سنوات، في طباعة لوحات لأرشيف الجزائر العتيقة، بعض من تلك الصور للجزائر القديمة من حقبات مختلفة من التاريخ، تشكل مراجع مهمة للعديد من المؤرخين، الكتاب، والنخبة المثقفة، ولأشخاص عاديين وهواة الصور الذين يبحثون على اقتنائها على شكل لوحات فنية لتزيين البيت والمكتب فيها..

نجح الحرفي في الإبداع في اللوحات التشكيلية من نوع آخر، فلم يحمل يوما فرشاة وألوانا زيتية، لكن اكتفى باللوحات القماشية لإعادة طباعة بعض الصور التاريخية عليها، جعلته يتخصص في جانب من التاريخ الذي حوله من صفحات من الكتب القديمة إلى لوحات فنية..

خلال مشاركته في معرض الصناعة التقليدية بساحة البريد المركزي، اقتربت «المساء» من ابن مدينة القرارة في ولاية غرداية، الذي أوضح لنا أن مشاركته في هذا النوع من المعارض فخر له، لاسيما أن لوحاته الفنية التي هي مزيج من الأصالة والعصرنة، تعكس جانبا من هويته التي يعتز به، وهي انتماؤه للجزائر، حاول من خلال فنه إعادة إحياء العديد من الصور النادرة للجزائر العاصمة ومناطق أخرى من ولايات الوطن، لا يزال بعضها عبارة عن معالم قائمة، في حين تغيرت أخرى كليا وأصبحت تختلف تماما على ما كانت عليه سابقا، فضلا على لوحات فنية جد قديمة من الحقبة التاريخية من العهد الاستعماري لفنانين مختلفين.

تمثل تلك اللوحات في نظر الفنان مرآة عاكسة لأصالة الجزائر بتاريخها العريق، بوضح من خلال تلك الصور جمالها المعماري، عاداتها وتقاليدها، وكذا عظمة تاريخها، منها صور لأزقة العاصمة، وأخرى لولايات مختلفة من الوطن، وبعضها الآخر لقعدات النسوة في البيوت العربية العتيقة، في حين عكست بعض اللوحات جمال المرأة الجزائرية بزيها التقليدي الذي يحمل هويتها التي تفتخر بها، جالت تلك اللوحات بزوار المعرض إلى حقبات مختلفة من الزمن، تأمل فيها العديدون مطولا، ليشعروا بذلك أنهم أمام كتاب تاريخ مفتوح يعكس بصورها حكايات عاشها أجدادنا وأسلافنا قديما..

وأوضح الفنان أن زوار المعارض الفنية دائما ما ينجذبون نحو القطع النادرة، وتعد تلك اللوحات التي يعرضها نادرة لم يسبق لجزائري أن رآها من قبل، حتى وإن كانت تمثل جزءا مهما من هويته، يقول: «وهذا ما يدفعني في كل مرة إلى البحث عن صور جديدة لعرضها على الجمهور، بحيث أعمد خلال فترة ما قبل تصميم اللوحة إلى أن أكون باحثا في الصور القديمة، تكون عبر تصفحي للكتب التاريخية النادرة، ولا أعتمد كثيرا على الأنترنت التي نجد فيها عادة صورا متداولة ومعروفة»..

اختلفت لوحات ناصر بوحجام بين اللونين الأبيض والأسود وكانت لإحياء العاصمة كالقصبة، البريد المركزي، شارع ديدوش مراد، وشوارع أخرى من زوايا قد لا يسبق لعاصمي أن شاهدها.

استلهم الحرفي فنه من فكرة إيجاد أسلوب جديد لتمتيع المتأمل في لوحته، وليس فقط طريقة عملها، ليكون التركيز في محتوى الصورة وليس طريقة الإبداع فيها، بإعادة إحياء ألوانها واختيار أكثر الصور تعقيدا التي يصعب على الفنان التشكيلي إعادة صياغتها، لاسيما أنها قد تأخذ أشهرا طويلة للنجاح في تحقيقها.