أبدى والي سطيف ناصر معسكري عدم رضاه عن بطء وتيرة الأشغال التي تشهدها العديد من المشاريع المحلية، لاسيما بقطاع الصحة؛ لما له من علاقة مباشرة بحياة ويوميات المواطن، على غرار مشروعي العيادة متعددة الخدمات ببلدية قلال ومستشفى 60 سريرا ببلدية بني عزيز، اللذين يعرفان تأخرا فادحا في نسبة الإنجاز مقارنة بالمدة الزمنية المتفق عليها في دفتر الشروط.

هدد المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بولاية سطيف، باتخاذ جميع الإجراءات القانونية بما فيها فسخ عقود المقاولات التي تسجل تأخرا كبيرا في إنجاز المشاريع، كما هي حال مشاريع قطاع الصحة، التي شكلت أهم محطات الزيارة التي قام بها نهاية الأسبوع المنقضي بمعية عدد من إطارات الولاية، والتي استهلها بالمنطقة الشمالية الشرقية وتحديدا بمدينة بني عزيز، التي انفجر فيها الوالي غضبا على المسؤولين بسبب مشروع توسعة العيادة متعددة الخدمات إلى مستشفى 60 سريرا الذي يشهد تأخرا فادحا، إذ بعد معاينة الوالي جميع أجنحة العيادة واستماعه للشروحات، رفض جميع التبريرات المقدمة من قبل القائمين على المشروع، مبديا عدم رضاه عن وتيرة الأشغال والمدة الزمنية الكبيرة التي استغرقها، وأعطى أوامر وتعليمات صارمة لكل المتداخلين في المشروع بضرورة تدعيم المشروع باليد العاملة واستئناف الأشغال بوتيرة أسرع لاستلامه وتجهيزه ودخوله حيز الخدمة في أقرب الآجال، للتخفيف من معاناة سكان المنطقة، الذين يجبَرون على قطع مسافات طويلة لنقل مرضاهم لتلقي العلاج. وحمّل المسؤول المشرفين على المشروع مسؤولية إنهائه، مؤكدا أنه لن يتوانى في اتخاذ إجراءات ردعية ومعاقبة كل متخاذل، على حد تعبيره، وأنه سيقوم بزيارة ثانية في أقرب الآجال لمعاينة مدى تقدم الأشغال ومدى تطبيق التعليمات التي أسداها خلال هذه الزيارة.

المناسبة كانت فرصة للوالي للالتقاء بمواطني المنطقة والاستماع إلى انشغالاتهم، التي انصبت في مجملها حول مشكل التزويد بمياه الشرب والسكن بمختلف أنماطه والتهيئة، حيث طمأن الوالي المواطنين بالتكفل بهذه الانشغالات، موضحا أنه سيتم في القريب نشر القائمة السكنية الخاصة بالسكن الاجتماعي، إضافة إلى استئناف أشغال الطريق الذي يربط المنطقة بولاية جيجل الذي يشهد تدهورا كبيرا في الآونة الأخيرة.

وبخصوص التزويد بالماء الشروب أكد ناصر معسكري أن ظاهرة نقص المياه لا تخص منطقة بني عزيز فحسب وإنما تشهدها معظم مناطق الولاية؛ نظرا لتدني مستوى كمية المياه؛ حيث وعد بالعمل على إيجاد حلول استعجالية، وهو ما تقوم به المصالح المعنية من خلال استغلال بعض الأنقاب القديمة والجديدة.

وبنفس المكان استفسر الوالي عن وعاء عقاري بوسط المدينة خُصص لمشروع إنجاز تجزئة من طرف البلدية، حيث أعطى تعليمات صارمة بضرورة إعطاء الأولوية للمشاريع ذات المنفعة العامة، خاصة أن القطعة تتوسط مدينة بني عزيز.

ثاني محطة قادت الوالي في زيارته الميدانية عشية عيد الأضحى المبارك كانت بلدية العلمة، التي عاين بها مشروع إنجاز مستشفى 240 سريرا. هذا المشروع بالرغم من أن نسبة الأشغال به تسير بوتيرة جيدة، إلا أن الوالي أمر بضرورة مضاعفة المجهودات لتسريعه مع الانطلاق في أشغال باقي الحصص بالتوازي لاستدراك الأمور وربح الوقت، حتى يتم استلامه في الآجال القريبة؛ خدمة للمواطنين ويكون إضافة ودعما لقطاع الصحة بهذه المدينة التي تحصي ثاني أكبر تعداد سكاني بعد عاصمة الولاية سطيف.

وببلدية قلال الواقعة بالجهة الجنوبية للولاية، تفقّد الوالي مشروع عيادة متعددة الخدمات، حيث أبدى امتعاضه الشديد للمدة التي استغرقها هذا المشروع، وأمر القائمين عليه بضرورة تسليمه قبل نهاية السنة، مؤكدا أنه يولي أهمية قصوى لمثل هذه المشاريع التي لها صلة مباشرة بالمواطن، وأن مصالحه ستتابع كل المشاريع مع إيفاده بتقارير يومية حول مدى سير الأشغال بها، ليختتم زيارته بعاصمة الولاية سطيف التي تفقّد بها مشروع إعادة تهيئة مصلحة طب الأطفال بمستشفى الأم والطفل بحي كعبوب، وهو المشروع الذي تكفل به أحد المحسنين، حيث ثمّن الوالي هذه المبادرات التي تساهم، حسبه، في التنمية وتفعيل العمل الخيري، مبديا ارتياحه لوتيرة ونوعية الأشغال التي عرفت تقدما كبيرا، حيث يُرتقب استلامه في منتصف شهر أكتوبر القادم.

المناسبة كانت فرصة للوالي لزيارة مختلف أجنحة هذا الصرح الصحي والاطلاع على ظروف التكفل بالمرضى، مثمنا تواجد جمعية الأيادي المتضامنة التي تضم جامعيين يسهرون على تقديم خدمات كبيرة للمرضى، خاصة من الناحية الترفيهية والتسلية بتخصيص وتجهيز مكان خاص لراحة الأطفال.