التنمية المستدامة في الأوساط البيئية

استغلال الموارد الطبيعية مرهون بالحرص على الأجيال القادمة

استغلال الموارد الطبيعية مرهون بالحرص على الأجيال القادمة
  • القراءات: 1721
م.أجاوت م.أجاوت

شكّل مفهوم التنمية المستدامة وتعدد مجالاتها موضوع الورشة الرابعة للأسبوع التكويني في المجالات البيئية والطاقات المتجددة الموجه لفائدة الصحفيين المشاركين في هذا الحدث الهام الذي ينظمه المعهد الوطني للتكوينات البيئية منذ التاسع جويلية الجاري، حيث انصب مضمون هذه الورشة حول العلاقة الوطيدة بين ركائز التنمية المستدامة والأهداف الرئيسية التي سطرتها الأمم المتحدة، في سبيل الحفاظ على الموروث البيئي والأيكولوجي للأجيال القادمة. 

وسلّط المنشط البيئي بمعهد التكوينات البيئية السيد حمزة قرطبي، أمس، في الشق الثاني لورشة التربية البيئية الضوء على مفهوم التنمية المستدامة كأحد الأهداف والرهانات المراد بلوغها في مجال الحفاظ على البيئة والتنوع الأيكولوجي، باعتبار أن العصر الحالي أصبحت فيه الطبيعة محتواة في البيئة بعدما كانت في السابق جزء منها، وهو ما يستعدي بالضرورة التفكير في كيفية عقلنة وترشيد استغلاها وبالتالي صونها لأجيال الغد خاصة أمام ظواهر نهب الثروات ورهانات التغيرات المناخية.

وأشار السيد قرطبي، في شرحه المستفيض لمفهوم هذه التنمية المرتبطة بخاصية الديمومة، إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ركائزها الثلاث الأساسية القائمة على الشق الايكولوجي والشق الاجتماعي والاقتصادي، موضحا أن تحليل أو مناقشة أي موضوع مرتبط بمجال البيئة والطاقات المتجددة والمشاكل التي تواجهها لاسيما النفايات والتلوث، لابد أن تراعى فيه هذه الركائز الثلاث من انعكاسها على البيئة والجانبين الاقتصادي (كثرة أو قلة التكاليف)، والاجتماعي من خلال (النتائج المتوقعة في الحياة الاجتماعية للفرد أو المواطن. كما ربط نجاح تحقيق كل ذلك بمدى الإلمام بالمعرفة كمفهوم عام والمعرفة العلمية، ومن ثم المعرفة السلوكية التي يترجمها الفرد إلى سلوك بيئي ايجابي بعيدا عن العشوائية والأخطاء المتداولة في ذلك.

وتطرّق المنشط البيئي الذي له خبرة مهنية عريقة من خلال مساهماته القيّمة في هذا المجال عبر 48 ولاية، -بعد أن ذكّر بأن مصطلح التنمية المستدامة ظهر مطلع الثمانينيات وحظي بالاهتمام من قبل هيئة الأمم المتحدة، وأصبحت ملزمة بالنسبة للحكومات- إلى أهدافها الأساسية التي حدّدت في 22 هدفا في السابق، لتقلّص بعد قمة أممية طارئة سنة 2015 إلى 17 هدفا حسب متطلبات شعوب المعمورة وعلاقتها بالطبيعة، ويتعلق الأمر بالقضاء على الفقر والقضاء التام على الجوع (الأمن الغذائي)، والصحة الجيدة والرفاه، والتعليم الجيّد والمساواة بين الجنسين (الرجل والمرأة)، والمياه النظيفة والنظافة الصحيّة، وطاقة نظيفة وبأسعار معقولة، والعمل اللائق ونمو الاقتصاد والصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، والحد من أوجه عدم المساواة، ومدن ومجتمعات محلية مستدامة، والاستهلاك والإنتاج المسؤولان، والعمل المناخي والحياة تحت الماء، والحياة في البر، والسلام والعدل والمؤسسات القوية، وأخيرا عقد الشراكات لتحقيق الأهداف.

كما أشار المتحدث في السياق إلى برنامج تربوي إعلامي يساعد على تجسيد مفهوم التنمية المستدامة من خلال القيام بسلوكات قيّمة وبسيطة في المنزل أو في الحياة العامة للحفاظ على البيئة والتقليل من استهلاك الطاقة، وتصحيح بعض الممارسات الخاطئة كترك أكثر من مصباح مشتعل دون فائدة، ترك الأجهزة الإلكترونية في حالة تشغيل دون غرض وغيرها، حيث ذكرها كما وصفتها الأمم المتحدة في (السوبر نجم مرتاح على الأريكة، وبطل الأسرة، والجار الطيّب)، وكلها ترمي لما يسمى بالحفاظ على التبذير وحماية المحيط البيئي بالمنزل وحتى بالمحيط الخارجي.

للاشارة، سيكون آخر موضوع يناقش اليوم الخميس، في إطار هذا البرنامج التكويني يتعلق بمفهوم التنوّع البيولوجي بمختلف الأوساط البيئية. ليتم بعد اختتام هذه التظاهرة التكوينية تكريم الصحفيين المشاركين فيها بشهادات تكوين في مجال البيئة.