في ختام قمة مجموعة العشرين

ترامب يرفض البقاء في معاهدة باريس حول المناخ

ترامب يرفض البقاء في معاهدة باريس حول المناخ
  • القراءات: 1568
مولود مرشدي مولود مرشدي

اختتمت أشغال قمة مجموعة العشرين الأكثر تصنيعا في العالم مساء أمس، بمدينة هومبورغ الألمانية، بعد يومين من المفاوضات العسيرة والتي تخللتها مواجهات دامية بين 20 ألف متظاهر من مناهضي العولمة وتعزيزات قوات الشرطة الألمانية.

 

وتوجت القمة بإصدار بيان ختامي تم التوصل إليه بشق الأنفس بعد أن تباينت مواقف 19 دولة من جهة والولايات المتحدة من جهة ثانية حول مسألتي انسحاب هذه الأخيرة من معاهدة باريس، حول المناخ والسياسة الاقتصادية الحمائية التي انتهجتها منذ وصول الرئيس دونالد ترامب، إلى سدة الحكم شهر جانفي الماضي.

ولم يجد قادة الدول المشاركون سوى تقديم تنازلات للرئيس الأمريكي سواء بالنسبة للمناخ أو التجارة العالمية على أمل الإبقاء على شعرة معاوية بين بلدانهم والولايات المتحدة والاحتفاظ بهذه الأخيرة في عضوية مجموعة العشرين.

وعكس البيان الختامي الذي توج يومين من الاجتماعات الساخنة سواء داخل قاعات النقاش أو في الشوارع المحيطة لقصر المؤتمرات بمدينة هومبورغ حدة الخلاف بين الولايات المتحدة والدول الصناعية الكبرى.   

وقال الرئيس الروسي خلال ندوة صحفية عقدها في ختام الأشغال على توصل الدول المشاركة إلى حل توافقي بخصوص مسألة المناخ التي كانت من بين أهم القضايا التي تمت مناقشتها في جدول أعمال قمة هومبورغ رغم انسحاب الولايات المتحدة من عضويتها، بينما أكد نظيره الفرنسي مانويل ماكرون، على احتضان بلاده يوم 12 ديسمبر القادم، قمة عالمية لإعادة بحث مسألة المناخ عامين بعد التوقيع على معاهدة باريس.

ورغم إصرار الرئيس الأمريكي على انسحاب بلاده من هذه المعاهدة إلا أن نظيره الفرنسي مانويل ماكرون، ما زال الأمل يراوده بإمكانية إقناعه بالعدول عن قرار انسحابه بمناسبة حضوره احتفالات الثورة الفرنسية الجمعة القادمة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، محط أنظار العالم كونها المرة الأولى التي يحضر فيها أشغال هذه القمة التي يحضرها بسبب مواقفه التي ما انفك يتخذها منذ توليه مهامه شهر جانفي الماضي، وخرجت كلها عن مألوف مواقف الإدارات الأمريكية السابقة.

وهو ما يفسر الهالة التي أحيطت بأول قمة تجمعه أيضا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي تزامنت مع الحملة التي يتعرض لها داخل بلاده على خلفية الدور الذي تكون قد لعبته المخابرات الروسية في فوزه بالانتخابات الرئاسية شهر نوفمبر الماضي.

والتقى الرئيسان لبحث العلاقات الثنائية والعلاقات بين موسكو وجيرانها في القارة العجوز والتي أصبحت تنظر إليها واشنطن بكثير من القلق وخاصة بسبب الدور الروسي في أوكرانيا وضمها لشبه جزيرة القرم إلى أراضيها وكذا دورها في الحرب السورية بعد أن تم الاتفاق على إقامة منطقة عازلة ووقف إطلاق النار في جنوب غرب هذا البلد.

ويكون التوافق قد وقع بين الرئيسين إلى الحد الذي جعل دونالد ترامب، يصف أول لقاء بينه وبين بوتين بـ»الرائع» بينما وصف الرئيس الروسي ترامب بـ»المختلف كثيرا عما نراه في شاشات التلفزيون».

ورغم التساهل الذي أبدته الدول الكبرى تجاه الولايات المتحدة إلا أن ذلك لم يمنع صحيفة «نيويورك تايمز» من القول بتراجع الدور الأمريكي في الساحة الدولية إلى الحد الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة تواجه عزلة واضحة. وهي التي كانت إلى وقت قريب تفرض هيمنتها على جدول أعمال قمة العشرين.

واستشهدت الصحيفة باعتراف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بوجود خلافات بين الولايات المتحدة وبقية دول  العالم بما يحول دون التوصل إلى حل توافقي معها إلا إذا استوعب كل طرف وجهات نظر  الآخر.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي جعل هذه القمة مجرد فرصة للظهور البروتوكولي فقط بدليل أنه اختفى عن اجتماعات اليوم الثاني وكلف ابنته ايفانكا، لخلافته مع أنها مجرد مستشارة في البيت الأبيض، حيث تناولت الكلمة أمام رؤساء الدول المشاركين وهو ما أثار حفيظة الرؤساء الآخرين وخاصة ما تعلق بجدية الإدارة الأمريكية في التعاطي مع قضايا تهم كل العالم.