رئيسة جمعية النساء المقاولات في الاقتصاد الأخضر لـ«المساء»:

المشاريع البيئية نادرة عندنا والنساء أفضل من يستثمر فيها

المشاريع البيئية نادرة عندنا والنساء أفضل من يستثمر فيها
  • القراءات: 3197
حنان حيمر حنان حيمر

مازال الاستثمار في المجال البيئي أو ما يعرف بالاقتصاد الأخضر ضعيفا ببلادنا، رغم وجود سوق واحتياجات كبيرة في هذا القطاع تمتد من الاسترجاع وجمع النفايات إلى الطاقات المتجددة. وتعترف رئيسة جمعية النساء المقاولات في الاقتصاد الأخضر السيدة كريمة برغل بهذا الواقع، لكنها عبر الجمعية تعمل منذ 2013 على تغييره من خلال تشجيع النساء الراغبات في تجسيد استثمارات بيئية على تحقيق حلمهن.

وبغرض التعريف بأهمية الاقتصاد الأخضر وعرض تجارب رائدة لنساء مقاولات في هذا المجال، سيتم تنظم يوم دراسي هذا السبت بالتعاون مع السفارة الهولندية بالجزائر حول موضوع «المقاولاتية النسوية»، مع التركيز على المشاريع ذات البعد البيئي.

وأوضحت السيدة برغل في تصريح لـ«المساء» أن هذا اللقاء سيكون فرصة مناسبة لإبراز القصص الناجحة لمقاولات تمكن من إنجاز مشاريع بيئية. وتقول في هذا السياق «إننا نتحدث كثيرا عن المقاولاتية النسوية في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أننا نلاحظ أنه في الجزائر هناك أشياء تنجز لكن تبقى محتشمة. ولأننا جمعية تعمل في مجال الاقتصاد الأخضر، فإننا نعمل على ترقية الاستثمار النسوي في هذا المجال».

وتوضح أن الجانب الهولندي ينظم كل سنة لقاءات لعرض قصص ناجحة في عدة مجالات، وفي هذه السنة، تم اختيار موضوع المقاولاتية النسوية. و«لأننا نعمل في هذا المجال وأنجزنا دراسة، فإنهم اقترحوا علينا أن نتعاون معا لإبراز نجاح المرأة صاحبة المؤسسة في الاقتصاد الأخضر».

وذكرت أن الجمعية أنشئت في 2013 من أجل تشجيع المقاولاتية النسوية والبيئة، لاسيما وأن المؤسسات الخضراء «نادرة جدا في الجزائر»، وأنه منذ 2013 بدأت بعض مؤسسات الاسترجاع المسيرة من طرف النساء تظهر للوجود.

ولذا فإن اليوم الدراسي، ورغم أنه يطرح مسألة المقاولاتية النسوية عموما فإنه سيركز على موضوع الاقتصاد الأخضر، لإظهار نجاح مقاولات في هذا المجال. تقول محدثتنا التي تسجل بأن هذا النوع من المهن غير معروف لكنه «الأصعب»، ورغم ذلك فإن نساء تعبن ونجحن في مسار مقاولتهن.

وأضافت قائلة «جمعيتنا تحاول تشجيع النساء وتوجيههن إلى الاقتصاد الأخضر، لأن هناك نساء يملكن أفكارا عامة ويحتجن لتوجيه لتوضيح وتحديد نوعية مشروعهن ويجهلن كيفية إنجازه، ودورنا هو جلبهن وتوجيههن وتكوينهن». وأوضحت أن فكرة إنشاء الجمعية انطلقت من مجموعة من النساء العاملات في المجال البيئي بالمركز الوطني للطاقات المتجددة و«لاحظنا وجود مشاريع دراسات عديدة في مجال البيئة هامة ويمكن تثمينها لكنها لاتجد من يجسدها، وغير معروفة لذا أردنا أن نحسس بأهميتها وقررنا أن نستهدف النساء لأنهن الأكثر حبا للبيئة وإحساسا بأهميتها».

ومن بين الأمثلة الناجحة التي ستعرض، مشروع لاسترجاع ورسكلة البلاستيك، بدأته صاحبته بجمع نفايات البلاستيك وبيعها لمصانع، ثم تطورت لتعمل في الفرز والاسترجاع والتحويل، وهي حاليا تفكر في توسيع مشروعها بعد أن تحصلت على قطعة أرض. وفي نفس المجال، استطاعت سيدة بالبيض أن ترفع التحدي وتنتقل من جمع المواد البلاستيكية إلى رسكلتها وتحويلها إلى مواد أولية، لم تكتف ببيعها هنا، بل شرعت في تصديرها إلى الخارج.

ومن وهران مثال آخر عن أختين أكملتا دراستهما في مجال الهندسة المعمارية، اختارتا الاستثمار في مجال إنتاج «الطوب» أي الآجر المصنوع من التربة، وهي مواد بناء طبيعية تستجيب لمبدأ البناء الأخضر.

وخلال اليوم الدراسي، سيتم شرح الإجراءات والتدابير التي ساعدت هذه النسوة في تحقيق مشاريعهن لاسيما في إطار تدابير التشغيل.