الحكومة تراهن على جعلها حاضرة متوسطية

العاصمة.. مشاريع تتجسّد ووجه يتجدد

العاصمة.. مشاريع تتجسّد ووجه يتجدد
  • القراءات: 4825
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

استطاعت ولاية الجزائر أن تجسد العديد من المشاريع التنموية خلال 2016، أبرزها في قطاع السكن الذي خصصت له الدولة برامج ضخمة لمختلف الأنماط أكبرها السكن الاجتماعي التي يزيد عن 84 ألفا، تليها مشاريع المساحات الخضراء التي ركزت عليها السلطات الولائية تنفيذا لتعلميات الحكومة التي تراهن على تغيير وجه العاصمة، وجعلها حاضرة متوسطية بامتياز، وكانت الإستراتيجية المتخذة هو القضاء على النقاط السوداء وتشبيبها عن طريق إنشاء الأحياء السكنية خارج النسيج العمراني القديم الذي يعد هاجسا كبيرا وعبئا لا يستهان به.

بانتهاء سنة 2016 تكون ولاية الجزائر قد قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ برنامج الحكومة الذي يمس مختلف القطاعات، كالسكن، البيئة، الأشغال العمومية، التجهيزات العمومية بما فيها التعليم والصحة والمرافق الرياضية والثقافية، ففي مجال الترحيل تمكنت الولاية من بلوغ رقم يزيد عن 46 ألف عائلة تم ترحيلها إلى سكنات لائقة بمختلف الأحياء الجديدة التي تم استحداث أغلبها بالبلديات شبه الحضرية بضواحي العاصمة، نظرا لغياب العقار بالمناطق الحضرية، فيما تم استغلال ما تم استرجاعه من أوعية عقارية كانت مشغولة بالشاليهات والبيوت الهشة أو القصديرية في مشاريع ذات منفعة عامة، توزعت بين مشاريع لشق الطرقات وتوفير مرافق وتجسد مشاريع سكنية، مثلما هو الحال ببلدية برج الكيفان التي يجري بها إنجاز عدد هائل من السكنات من مختلف الأنماط.

مشروع "خليج الجزائر 2029" 

ومن بين المشاريع التي عرفت وتيرة إنجازها تحسنا خلال السنة المنقضية، الاهتمام بالمشروع الاستراتيجي "خليج الجزائر 2029" الذي تم تحقيق جزء منه، ويتعلق الأمر باستكمال مشروع منتزه الصابلات الذي يمتد على مسافة 5 كلم من حدود جسر وادي الحراش على الطريق السريع إلى شاطئ "الرميلة" بمحاذاة مركب تحلية مياه البحر بالحامة، والذي أصبح قبلة العائلات العاصمية وحتى من الولايات المجاورة من ولاية بومرداس والبليدة، فالمنتزه يعرف تزايدا يوميا من حيث إقبال الوافدين إليه، حيث نافس منتزه سيدي فرج وكيتاني بباب الوادي، وبات مكانا لموائد العشاء خارج المنازل ووسط مساحة خضراء، كما صار شاطئه صيفا منتجعا للاصطياف، حيث يضم المنتزه ملاعب مهيأة بالعشب الصناعي على غرار ملاعب لكرة اليد وكرة القدم والسلة.

يضاف إلى ذلك تدشين أول مشروع للمدن الجديدة بالجزائر ويتمثل في المدينة الجديدة سيدي عبد الله التي تعتبر أول مدينة ذكيّة بالجزائر.

ويعد منتزه الصابلات امتدادا لمشروع وادي الحراش الذي كان في سنوات قريبة أكبر مصب لمياه الصرف الصحي التي تصب مباشرة في عرض البحر المتوسط، الذي تراهن الدولة على جعله أجمل واد في العاصمة بعد أن شهد عمليات تصفية وتهيئة من خلال استغلال المساحات بضفّتيه وتحويلها إلى مساحات خضراء بعد هدم الأكواخ القصديرية وترحيل شاغليها.

كما تعد مشاريع إعادة تأهيل البنايات القديمة بالعاصمة جزأ من برنامج "خليج الجزائر"، إذ تحولت مختلف الشوارع الرئيسية إلى ورشات لا تزال قائمة لحد الآن، والتي تم من خلالها ترميم ما يمكن ترميمه من الوجه الخارجي للعمارات، وأعطيت الأولوية لتلك الواقعة بقلب العاصمة، على غرار شوارع العربي بن مهيدي، زيغود يوسف، حسيبة بن بوعلي، محمد الخامس، عسلة حسين وغيرها، وقد بدأت ثمار هذه المشاريع تؤتي أكلها، حيث ظهرت العمارات القديمة في حلّة جديدة اختفت من خلالها العديد من النقاط السوداء أخطرها تآكل أجزاء من الطبقات الإسمنتية للشرفات والنوافذ على رؤوس المارة. 

قفزة نوعية في مشاريع النقل

من جانب آخر، تعرف مشاريع النقل هي الأخرى قفزة نوعية من حيث تنويع وسائل النقل بين الترامواي والمترو والتليفيريك وتوسيع الطرق وتهيئة محاطات النقل الحضري وشبه الحضري لمواكبة النمو الديمغرافي وارتفاع حظيرة السيارات، ويجد المنتقل اليوم بالعاصمة عدة خيارات للوصول إلى ضواحي العاصمة، أخرها تدشين خط السكة الحديدية المكهرب الذي يربط زرالدة ببئر توتة ومنه لقلب العاصمة، وبوسط العاصمة يعد مشروع التليفيريك الرابط بين منطقة تريولي بباب الوادي وأعالي بلدية بوزريعة بالغ الأهمية، حيث اختصر هذا "الخط الهوائي" مسافات طويلة واختزل الازدحام الذي تشهده طريق بوزريعة وباب الوادي وبينام ومنطقة سيدي يوسف ببلدية بني مسوس.

إلى جانب ذلك يجري إنجاز العديد من الهياكل القطاعية الكبرى، والتي تم تدشين بعضها، على غرار "أوبرا الجزائر" الذي أضخم مشروع ثقافي في إفريقيا، كما تقدمت خلال السنة الفارطة وتيرة أشغال بناء "جامع الجزائر الأعظم" ببلدية المحمدية لتوشك على نهايتها، حيث سيكون هذا الصرح الدينية والعلمي منارة ومعلم إشعاع ديني وفكري.