أطلق عليها اسم المجاهد والدبلوماسي السابق بوعلام بسايح

الرئيس بوتفليقة يدشن أوبرا الجزائر

الرئيس بوتفليقة يدشن أوبرا الجزائر
  • القراءات: 2574
 م. ب / واج م. ب / واج

أشرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أول أمس، على تدشين أوبرا الجزائر والتي أطلق عليها اسم الدبلوماسي السابق ووزير الدولة المستشار الخاص والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية المرحوم بوعلام بسايح، الذي وافته المنية في 28 جويلية الماضي.

وقام رئيس الجمهورية خلال حفل التدشين الذي حضرته الرئيسة السابقة لجمهورية أندونيسيا ميغاواطي سوكارنو بوتري في إطار زيارة الصداقة التي أدتها للجزائر، قام بكشف اللوحة التدشينية لهذه المنشأة الثقافية التي تم إنجازها بمنطقة أولاد فايت غرب العاصمة. كما زار مختلف مرافق الأوبرا التي تتربع على مساحة 35000 متر مربع وتضم قاعة عروض وحفلات تتسع لـ 1400 شخص، وقاعات للتدريبات وتجهيزات خاصة بالاستعراضات وبالسمعي البصري وورشات فنية وغيرها من فضاءات الاستقبال. 

كما حضر رئيس الجمهورية خلال مراسم التدشين التي حضرها أيضا كل من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، والوزير الأول عبد المالك سلال وأعضاء من الحكومة بالإضافة إلى فنانين وعائلة الفقيد بوعلام بسايح، حفلا سنفونيا بقيادة المايسترو أمين قويدر.     

وتُعد أوبرا الجزائر التي وُضع حجر أساسها سنة 2012، هبة من الحكومة الصينية بقيمة 30 مليون أورو للجزائر بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الرئيس بوتفليقة لهذا البلد في 2006، وهي تحفة فنية ومعمارية تزاوج بين الجمال والحداثة في خدمة الفنون الاستعراضية. 

كما تُعد المنشأة الهائلة التي تتوسط أحواضا مائية كبيرة تنعكس الأضواء على جدرانها المرمرية، جوهرة هندسية تذهل عقول الزوار بزخرفتها المتوهجة وطرازها المستلهم من الفنون الحديثة. 

وتضم هذه المؤسسة الفنية ثلاثة طوابق وقاعة كبيرة للعروض وقاعات للباليه والتدريبات وقاعتي كافيتيريا إضافة إلى قاعات للمحاضرات والعمل. 

وتم تجهيز قاعة العروض الكبيرة بآخر الابتكارات التكنولوجية من حيث الإضاءة الموجهة لإبراز العروض؛ سواء كانت مسرحيات أو عروضا موسيقية أو عروض رقص، وهي تتوفر على قاعات خاصة مرتفعة مخصصة لضيوف الشرف، تقابلها مساحات واسعة صُممت خصيصا للعروض البهلوانية والرقص. 

وتحيط بقاعة العرض أروقة طويلة وعريضة تؤدي إلى فضاءات أخرى مخصصة لتدريبات الفنانين وللتكوين، مضاءة بثريا كبيرة من الكريستال بشكل دائري، تصدر أضواء بيضاء براقة. 

أما القاعات المخصصة للفنانين والتدريبات فهي ملائمة لمختلف العروض المسرحية والموسيقية والرقص، فيما تم تزويد الفضاءات المخصصة للتكوين بتجهيزات بيداغوجية حديثة مخصصة للفنانين المبتدئين والمحترفين. وتشكل أوبرا الجزائر، حسب القائمين عليها، الأداة الهامة والمهيكلة لتجسيد السياسة الوطنية في مجال الفنون الغنائية. وتتميز في المرحلة الحالية بدمج ثلاث مؤسسات فنية، هي الأوركسترا السنفونية الوطنية التي تتشكل من 60 موسيقيا، والباليه الوطني الذي يضم فنانين من المعهد الوطني للفنون الدرامية سابقا، والمجمع الوطني الجزائري للموسيقى الأندلسية التي تتكون من موسيقيين موهوبين. 

كما يُعد هذا الصرح العصري الذي يضاهي كبريات القاعات في العالم، رمزا للصداقة الجزائرية الصينية، ومعلما حضاريا يبرز كثافة التعاون الثنائي في المجال الثقافي، حيث تم إنجازها من قبل مجمع «بيجينغ» الصيني، تجسيدا لاتفاق التعاون الاقتصادي والفني الموقّع بين البلدين.

وبقرار من رئيس الجمهورية تمت تسمية هذا المعلم الثقافي الهام باسم الفقيد بوعلام بسايح المولود في 1930 بالبيّض، وهو مجاهد ورجل سياسي وأستاذ أدب سابقا ودكتور في الأدب والعلوم الإنسانية، كان عضوا بالأمانة العامة للمجلس الوطني للثورة الجزائرية من 1959 إلى 1962. 

وبعد الاستقلال شغل منصب سفير بعدة عواصم أوروبية وعربية، منها برن والفاتيكان والقاهرة والكويت والرباط، قبل أن يتولى مهام الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية في 1971. 

في 1979 دخل المرحوم بسايح الحكومة، حيث أشرف على عدة حقائب وزارية، وعُيّن، على التوالي، وزيرا للإعلام ووزيرا للبريد والاتصالات ووزيرا للثقافة قبل تعيينه على رأس وزارة الشؤون الخارجية عام 1988. وبهذه الصفة شارك بنشاط في اللجنة الثلاثية «الجزائر - المغرب - السعودية» التي أقرتها القمة العربية بالدار البيضاء في الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الأهلية في لبنان. 

وفي 1997 عُين عضوا بمجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي قبل انتخابه رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بالغرفة الثانية للبرلمان. وبعد أن شغل منصب سفير الجزائر في المغرب عُين في سبتمبر 2005 من قبل رئيس الجمهورية، رئيسا للمجلس الدستوري. 

وخلّف بوعلام بسايح عدة مؤلفات أدبية وتاريخية، لاسيما حول الأمير عبد القادر. كما كتب سيناريو الفيلم التاريخي «ملحمة الشيخ بوعمامة» (1983).

وقد كتب الرئيس بوتفليقة تقديم آخر مؤلفاته الصادر بمناسبة الذكرى الـ 50 للثورة « «L’Algérie belle et rebelle de Jugurtha à Novembre.

ويأتي تدشين رئيس الجمهورية لأوبرا الجزائر بعد نحو شهر ونصف شهر من إشرافه على تدشين المركز الدولي للمؤتمرات الواقع بنادي الصنوبر، الذي أُطلق عليه اسم المستشار الدبلوماسي السابق برئاسة الجمهورية، الراحل عبد اللطيف رحال.