تزامنا مع ترميم الضريح والمعلم التاريخي للمنطقة

فيلم جديد حول معركة الغوالم التاريخية  بوهران

فيلم جديد حول معركة الغوالم التاريخية  بوهران
  • القراءات: 1784
 رضوان.ق رضوان.ق

تستعد المنطقة التاريخية "الغوالم" ببلدية طافراوي بوهران، لاحتضان تصوير فيلم جديد حول المعركة الكبيرة التي شهدتها المنطقة، والتي حملت اسم المنطقة "معركة الغوالم"، وهي المعركة التي لايزال موضوعا ملهما للعديد من المخرجين والكتّاب بالنظر إلى المكانة التي تكتسبها لدى سكان المنطقة وكامل سكان الغرب الجزائري.

وتشكل معركة "الغوالم" التي حدثت سنة 1956وسقط فيها 300 شهيد، مادة دسمة للمخرجين والمبدعين، حيث كتب عنها مؤلفون وصُوّرت في شكل فيلم رأى النور منذ أشهر، وهذا في انتظار الشروع في تصوير فيلم آخر حول نفس الموضوع يحمل عنوان "ثوب الفخر"، حيث سينطلق التصوير رسميا بذات المنطقة التي شهدت معركة الثلاثة أيام، والتي خلّفت وراءها بطولات كبيرة تبقى عبرة للأجيال.

ويأتي تصوير الفيلم بالتزامن مع استفادة ضريح الولي الصالح من عملية تهيئة شاملة مست المعلم الذي بقي مهملا لسنوات، وذلك إلى جانب إعادة بناء المعلم التاريخي الشاهد على معركة "الغوالم"، وذلك بمبادرة أبناء المنطقة من الغيورين على تاريخ الغوالم، والذي ظل لـ 50 سنة مهملا وبدون متابعة ودراسة رغم المحاولات القليلة والضئيلة التي تناولتها خلال السنوات الماضية.

وفي هذا السياق، قال أحد سكان المنطقة لـ "المساء، إن معركة الغوالم ظلت منسية لسنوات طويلة من طرف السلطات المحلية، إلا أن سكان المنطقة الغيورين على تاريخ بلدتهم يسعون لإعادة بعث تاريخ الغوالم.

كما كشف المتحدث عن مشروع جديد لإنجاز متحف تاريخي بمنطقة الغوالم، والذي سيكون مربوطا مباشرة بالمتحف التاريخي المتواجد على مستوى مقر بلدية وهران بشارع الأمير عبد القادر، ليكون بذلك حلقة وصل بين الأجيال من مختلف مناطق الولاية، وهي المبادرة التي من شأنها جمع كل ما له علاقة بتاريخ المنطقة من أسلحة وذخائر استُعملت في المعركة، وكذا ألبسة للمجاهدين وصور تاريخية.

جدير بالذكر أن معركة الغوالم الشهيرة جرت وقائعها أيام 18، 19 و20 جويلية من سنة 1956، وذلك على بعد 17 كلم من جنوب وهران، وهي المعركة التي قادها القايد بوبرنوس، واستهدفت قوة فرنسية كان يقودها الجنرال أونيل، حيث قُتل خلالها ما لا يقل عن 300 جندي من المستعمرين، إلى جانب إسقاط طائرتين حربيتين بدون تسجيل استشهاد أي مجاهد، ليحل بعدها الجنرال السفاح أوبار، الذي كان وراء مجزرة راح ضحيتها 330 مواطنا من سكان المنطقة في عملية انتقامية، وذلك إلى جانب تسجيل 520 مفقودا من بينهم القايد بوراس والمجاهد زيتوني وغيرهم من أعيان العائلات الكبيرة بالمنطقة، التي تحولت إلى منطقة محرمة، فيما أُجبر السكان على الترحيل القصري نحو مدينة وهران ومدينة معسكر طيلة سنوات الثورة إلى غاية الاستقلال، حيث عاد المئات منهم إلى موطن إقامتهم لإحياء تاريخ المنطقة الذي كان مهمشا لمدة 50 سنة.

كما تعرف المنطقة سنويا إقامة وعدة سيدي غالم، التي تُعد من أهم الوعدات بالغرب الجزائري، تجمع كل أطياف المجتمع في جو من التسامح والتضامن.