التوقيع على اتفاقية بين صيدال وجلفار لتسيير مصنع لصناعة الأدوية في الجزائر
الجزائر والإمارات تتفقان على تعزيز تعاونهما الاقتصادي
- 1326
مكّنت الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، للجزائر، من تعزيز التعاون بين البلدين، لاسيما في المجال الاقتصادي، بالتوقيع على عقد شراكة في مجال الصيدلة. كما زار مسؤولون إماراتيون بالمناسبة، مصنع الرويبة للسيارات الصناعية، الذي يُعد مثالا لشراكة نموذجية بين الجزائر والإمارات والشريك الألماني مرسيدس بانز. واتفق البلدان، من جهة أخرى، على تفعيل التعاون في قطاعات أخرى، وعلى عقد الاجتماع الثاني للّجنة المشتركة العام المقبل بأبوظبي.
وتم التوقيع أول أمس بالجزائر على عقد شراكة بين مجمع صيدال لصناعة الأدوية والشركة الإماراتية للصناعات الدوائية "جلفار"، لتسيير مصنع لصناعة الأدوية في الجزائر، خلال اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية الإماراتية الـ 12، التي ترأّسها وزيرا خارجية البلدين رمطان لعمامرة والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، والتي عرفت كذلك توقيع ست اتفاقيات أخرى في مجالات التعليم والرياضة والإعلام.
واتفق الطرفان خلال أشغال هذه اللجنة، على عقد الاجتماع الأول لمجلس رجال الأعمال الجزائريين والإماراتيين بالإمارات العربية المتحدة، وتفعيل مذكرة التعاون الخاصة بتسيير عمليات البورصة ومراقبتها، وعلى عقد الاجتماع الثاني للّجنة المشتركة بين الجزائر والإمارات، التي تم تنصيبها في 2012 لمتابعة ملفات الاستثمار بالشراكة بإمارة أبوظبي العام المقبل؛ بغرض تقييم وضعية مشاريع الاستثمار بين البلدين، وعرض المشاكل التي تعترض بعضها.
وخلصت أشغال اللجنة أيضا إلى عقد اجتماع اللجنة الجمركية الجزائرية -الإماراتية بأبوظبي، وتشكيل لجنة مشتركة مكلَّفة بمتابعة اتفاقية التعاون السياحي بين البلدين.
وشدّد المشاركون خلال أشغال الاجتماع، على ضرورة الارتقاء بالاستثمارات والتجارة بين البلدين، وإزاحة معوقاتها؛ حيث جدّد وزير الخارجية رمطان لعمامرة إرادة الجزائر لتوسيع وترقية التعاون بينها وبين الإمارات، خاصة من خلال دعم الاستثمار والشراكة والعمل المشترك.
واعتبر أن الجزائر والإمارات حققتا مكاسب "معتبرة" في مختلف المجالات، على غرار الطاقة والخدمات والمالية والصناعة والسياحة، غير أنهما تحوزان على قدرات مادية وفنية وبشرية، تمكّن من استغلال أمثل للفرص الاستثمارية المتاحة في ظل قوانين مشجعة ومحفّزة، تقدّم ضمانات واسعة للمستثمر، وتتكفل بانشغالاته الأساسية.
ودعا في هذا الإطار إلى تكثيف اتصالات الهيئات المشرفة على الاستثمارات في البلدين، لتنشيط حركة المستثمرين، والعمل على تذليل الصعوبات التي تعرقل هذه الاستثمارات لتوفير جو من الثقة والاطمئنان لدى المستثمر.
ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإماراتي أن فرص التعاون والشراكة بين الجزائر والإمارات في عدة مجالات، "مهمة"، ولايزال هناك مساحة لتطويرها، خاصة على مستوى المبادلات التجارية، التي تُعد "ضعيفة جدا" حاليا؛ إذ لم تتعدّ عتبة نصف مليار دولار، حسب الأرقام التي قدّمها.
واقترح رفع عدد الرحلات الجوية المباشرة بين الجزائر والإمارات لإتاحة المزيد من فرص التبادل التجاري، وتقوية الزيارات بين الشعبين.
كما اعتبر أن فرص الاستثمار في الجزائر "كبيرة"، وأن إمكانات التعاون بين البلدين عديدة في مجالات مختلفة، مشيرا إلى بعض الشركات الإماراتية التي تمكنت من تحقيق نجاحات في الجزائر، على غرار الطاقة والنقل البحري.
وخلال زيارة لموقع إنتاج الشاحنات بالرويبة أدّاها وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، مرفوقا بمسؤول مديرية الصناعة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني اللواء رشيد شواكري، إلى جانب نائب الوزير الإماراتي للدفاع والأمن فارس المزروي، ورئيس مشروع الشاحنة لدى الألماني ديملر بانز جوردان جيرهارد، قال الوزير إن مشروع الشراكة مع الإماراتيين أصبح واقعا في مجال الصناعة الميكانيكية، في حين تبقى فرص شراكة أخرى محل استكشاف.
ودخل الموقع مرحلة إنتاج المركبات الثقيلة بفضل شراكة بين الشركة الوطنية للسيارات الصناعية والمجمع الإماراتي آبار ومرسيدس بانز.
وأكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أن زيارته للجزائر تندرج في إطار "تعزيز وتكثيف علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين".
وأشاد في تصريح أدلى به بالقاعة الشرفية بمطار هواري بومدين الدولي حين حلوله بالجزائر، بالعلاقات الجزائرية الإماراتية "المتميزة والقوية" في مختلف المجالات.
وبالمناسبة، أعرب عن تهاني رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتهانيه الشخصية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي حظي، كما قال، بـ "دعم كبير من طرف الشعب الجزائري" في الاستحقاقات الرئاسية لـ 17 أفريل.
وأكد المسؤول الإماراتي أن بلاده "لديها الكثير من الفرص لترقية الاستثمار في مختلف المجالات في الجزائر، التي تُعد فضاء أفضل في هذا الميدان بالنسبة للكثير من المؤسسات الخاصة الإماراتية".
كما تحدّث عن "البحث عن سبل تعميق التعاون بين البلدين"، وكيفية "العمل سويا أيضا لولوج أسواق مشتركة، لاسيما في أوروبا وإفريقيا، وتبادل وجهات النظر حول المسائل الإقليمية" ذات الاهتمام المشترك.
كما قال في تصريح للصحافة عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إن "هناك مجالات كبيرة في التعاون خاصة في مجال الاستثمار والاقتصاد"، داعيا إلى ضرورة "بحث فرص أكبر للاستثمار في قطاع السياحة والبنية التحتية والطاقة"، وذلك عن طريق المؤسسات الوطنية، ولكن أيضا "المختلطة والخاصة".
وأكد أن رئيس الجمهورية كان خلال اللقاء "مهتما بالشروحات حول تطورات العلاقة بين البلدين" التي قدّمها له، مضيفا أن الجلسة كانت أيضا "فرصة للاستماع من فخامة الرئيس لرأيه، ونظرته للأحداث العربية وتطوراتها".
ومن جهة أخرى، تطرق الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان للدورة الثانية عشرة للّجنة المشتركة الجزائرية - الإماراتية، التي انعقدت بالجزائر، ليؤكد أنها كانت "مثمرة".
واستقبل الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس، الوزير الإماراتي، حسبما أفاد بيان لمصالح الوزير الأول. وسمح اللقاء بإجراء تقييم للتعاون الثنائي وسبل ووسائل تطويره.
وتطرق الطرفان لسبل تعزيز الإطار المؤسساتي والقانوني المعمول به؛ قصد استكمال برامج العمل التي تم إعدادها أو تلك المستقبلية في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وحرص الطرفان على تجديد تأكيد التزامهما بالعمل من أجل تكريس وتنسيق التكفل بكل المسائل المتعلقة بترقية علاقات التعاون والشراكة الموجودة بين البلدين، يضيف البيان.
ومكّن اللقاء الذي جرى بحضور وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، من تبادل وجهات النظر حول جميع المسائل الراهنة ذات الطابع الإقليمي والدولي.