التغذية السليمة والمتوازنة خلال موسم الأنفلونزا
خط الدفاع الأول لتعزيز جهاز المناعة في الشتاء
- 131
نور الهدى بوطيبة
يعود الحديث بقوة مع حلول فصل الشتاء، عن نزلات البرد، والأمراض الموسمية، ليعود السؤال من جديد: لماذا يمرض الناس أكثر من غيرهم خلال هذا الموسم؟ إذ ليس دائما السبب البرد؛ فقد يكون أحيانا نوعية الأكل. وبعيدا عن التهويل والوصفات السريعة، تشير الوقائع الطبية إلى عامل أساسي لا يمكن تجاهله، وهو التغذية اليومية، ودورها في دعم جهاز المناعة.
ويسجَّل وسط كثير من الأشخاص عادات غذائية خاطئة، أصبحت شائعة داخل المجتمع، غالبيتها لا نفع فيها، بل تُعد مضرة لصحة هؤلاء كالإكثار من السكريات، والاعتماد على الأطعمة المصنّعة، وإهمال الوجبات الأساسية، وكلها ممارسات تضعف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، في وقت لايزال الوعي بأهمية الغذاء المتوازن، محدودا، ويُختزل، أحيانا، في نصائح عامة دون فهم حقيقي لآلية تأثيره على الصحة.
وفي هذا السياق، تؤكد خبيرة التغذية آمال لعزوز، أن جهاز المناعة لا يعمل بشكل منفصل عن نمط الحياة، بل يتأثر مباشرة بنوعية ما نتناوله يوميا، موضحة في حديثها مع "المساء"، أن الخضر والفواكه الطازجة خاصة الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين أ وسي، تلعب دورا مهما في دعم الدفاعات الطبيعية للجسم. كما تشير إلى أهمية البروتينات في بناء الخلايا المناعية، سواء كانت من مصادر حيوانية أو نباتية. وتحذر الخبيرة من الاستهلاك المفرط للسكريات والمشروبات الغازية، معتبرة أنها من أكثر العوامل التي تضعف المناعة على المدى المتوسط، خاصة عند الأطفال والمراهقين، ومشددة على ضرورة شرب الماء بانتظام، واحترام مواعيد الوجبات، وعدم إهمال الفطور؛ لما لذلك من تأثير مباشر على توازن الجسم، وقدرته على مقاومة العدوى.
كما تلعب المعادن دورا لا يقل أهمية عن الفيتامينات في تقوية جهاز المناعة؛ مثل الزنك والحديد والسيلينيوم، والتي تساهم في تحسين استجابة الجسم ضد الفيروسات، والبكتيريا. وتشير الدراسات الى أن تقص هذه العناصر قد يؤدي الى ضعف المناعة، تشدد المختصة. وكل هذا ـ تضيف ـ يزيد من قابلية الإصابة بالأمراض؛ لذلك يُنصح بإدراج أطعمة مثل الحبوب، والفواكه الجافة، والمكسرات، والبقوليات، والسمك ضمن النظام الغذائي اليومي، باعتبارها مصادر طبيعية، وغنية بهذه المعادن الأساسية.
وأشارت المتحدثة الى أن النوعية لا تقل أبدا أهمية عن كمية الغذاء الذي نتناوله لسلامة الجسم. ولا يمكن، أيضا، إغفال العلاقة بين التغذية الصحية ونمط الحياة بشكل عام؛ كقلة النوم، والتوتر المستمر، وقلة النشاط البدني، وكلها عوامل تضعف المناعة. كما تُفقد قيمة الغذاء وفعاليته في دعم المناعة، مضيفة أن اتباع نظام غذائي متوازن يجب أن يترافق مع نوم كاف، وحركة منتظمة؛ حتى يتمكن الجسم من الاستفادة من العناصر الغذائية لتحقيق التوازن المطلوب؛ للحفاظ على سلامة الجسم.