لحماية الأبناء من إدمان التكنولوجيا في العطل
دعوة لاكتشاف الميول الرياضية والتوجيه مبكرًا نحو التفوّق
- 120
رشيدة بلال
دعا الدكتور علي توامي، أستاذ محاضر بالمدرسة العليا للرياضة وتكنولوجياتها، ورئيس قسم التدريب الرياضي في المستوى العالي، إلى البحث داخل العائلة عن نوع الرياضة التي اعتاد أفراد الأسرة ممارستها، وتشجيع الأبناء على الانخراط فيها؛ للحد من التأثيرات السلبية للتكنولوجيا، والإفراط في استعمال الهواتف الذكية.
أكد المتحدث أنّ للرياضة جانبًا وراثيًا لا يمكن إغفاله؛ حيث نجد بعض العائلات يتوارث أفرادها أبًا عن جد، التفوق والنجاح في رياضات معيّنة مثل كرة القدم، وهو عامل لا ينبغي إهماله، ويجب أخذه بعين الاعتبار.
وأوضح المتحدث أن عند الحديث عن الرياضة لا ينبغي تناولها من منظور أكاديمي فقط، بل لا بد من التركيز على بعدها العلمي أيضًا، مشيرًا إلى أن الرياضة رغم كونها نشاطًا وظيفيًا في حد ذاتها، إلا أنها في الحقيقة، مبنية على أسس علمية دقيقة. وأضاف أن الرياضة مرتبطة بالنتائج. وتحقيق النتائج يتطلب بلوغ مراتب أولى، وهو ما يستوجب فهم خصوصية الإنسان؛ لأن تحقيق الأهداف المرجوة مرتبط بدراسة الإنسان من مختلف الجوانب.
وفي هذا السياق، أبرز المتحدث أن المدرب مطالَب بالإحاطة بكل التغيرات والخصوصيات المرتبطة بجسم الإنسان؛ من أجل بلوغ النتائج المنشودة. فالإنسان كيان معقد؛ قد يكون مهيأً بيولوجيًا و فيسيولوجيًا وتدريبيًا، غير أن الجانب النفسي قد يشكل عائقًا حقيقيًا أمام تطوره. ومن هنا تبرز أهمية المقاربة العلمية في التدريب الرياضي. وأكد أن العامل الوراثي يُعد جزءًا من الجانب البيولوجي، إذ يتعلق بما يرثه الفرد عن الآباء والأجداد، حيث نلاحظ تفوّق بعض الأبناء داخل العائلة نفسها في رياضات معيّنة دون غيرها، مثل كرة القدم أو كرة السلة أو السباحة، وهو ما يستدعي دور الأولياء في الاستثمار في هذه الخصائص العلمية؛ لدفع الأبناء نحو النجاح، والتفوق، ومنه إبعادهم عن مخاطر إدمان الهواتف الذكية خاصة خلال العطل المدرسية
وأشار الدكتور توامي، في سياق متصل، إلى ضرورة التنبيه والتحذير من بعض المغالطات المنتشرة، خاصة تلك المتعلقة بمنع الأطفال من ممارسة تمارين القوة، سواء من قبل بعض الأولياء، أو حتى بعض المدربين. وبيّن أن القوة لا تعني بالضرورة حمل الأوزان الثقيلة، أو بلوغ أقصى درجات القوة، بل المقصود هو تدريب الأطفال على بناء العضلات، وتقوية الجسم منذ الصغر، كما هو معمول به في بعض المجتمعات المتقدمة.
وأضاف أن إشراك الأبناء في رياضات القوة يجب أن يتم وفق شروط وبرامج تدريبية مدروسة، تحمي الطفل، وتساعده على بناء عضلي سليم. كما شدد المتحدث على أن بلوغ هذه الأهداف يستدعي تحفيز المؤسسات التعليمية على إيلاء أهمية أكبر لممارسة الرياضة بطريقة علمية، معتبرًا أن المدرسة التي تفتقر إلى نادٍ رياضي مجهز بالمعدات اللازمة، لا يمكنها تحقيق الأهداف المرجوة.
ورغم الجهود المبذولة لترقية الرياضة إلا أنها لاتزال دون المستوى المطلوب، حسب تعبيره. وأكد في ختام حديثه، أن الجمع بين العامل الوراثي والعلمي من خلال دراسة مكتسبات الطفل مثل الطول، والسرعة، والقدرة على التحمل، يُعد أمرًا ضروريًا لتحديد نوع الرياضة الأنسب له علميًا، وهو دور تكاملي يجمع بين المدرب بحكم تخصصه والأولياء؛ لتحفيز الأبناء على ممارسة الرياضة، وتطوير قدراتهم.