للحد من تأثيراته البيئية على سكان قسنطينة وحقولها
نحو إيجاد حل جذري لغبار مصنع إسمنت حامة بوزيان
- 142
زبير. ز
يشتكي سكان المنطقة الشمالية بولاية قسنطينة وبالتحديد سكان بلديتي ديدوش مراد وحامة بوزيان، من مشكل التلوث البيئي الذي يخلّفه مصنع الإسمنت الواقع بالمنطقة الصناعية بن حميدة عيسى، بعدما عادت هذه المنشأة إلى نفث غبارها في الهواء الطلق، مشكّلة خطرا على الطبيعة، وعلى الإنسان.
وحسب سكان المنطقة الذين عانوا الأمرّين من غبار مصنع الإسمنت في سنوات خلت، فقد تحسن الأمر بعدما تدعم المصنع بمصفاة، حدّت، بشكل كبير، من الانتشار الكثيف لغبار الإسمنت المتطاير في الهواء، والتي أضرت بالسكان من جهة، وتسببت في أمراض الحساسية والربو. ومن جهة أخرى، أثرت، بشكل كبير، على الإنتاج الفلاحي، خاصة ببساتين حامة بوزيان.
سكان الجهة الشمالية من قسنطينة المتضررون من غبار مصنع الإسمنت، أكدوا أن المصنع عاد في الأشهر الأخيرة إلى سابق عهده، حيث بات ينفث الغبار بشكل مقلق، ما دفعهم إلى نقل الانشغال إلى الجهات المختصة، وعلى رأسها المديرية الولائية للبيئة. كما رفعوا الانشغال إلى منتخبي المجلس الشعبي الولائي خلال الدورة الأخيرة، حيث أكدت المنتخبة التي تم تكليفها بطرح الشكوى، أنها صاغتها في شكل سؤال كتابي، تم تقديمه إلى والي الولاية.
انشغالات سكان المنطقة حركت لجنة البيئة، وحماية المحيط بالمجلس الشعبي الولائي، وعلى رأسها نبيل طمينة الذي قام، خلال الأسبوع الفارط، بزيارة ميدانية إلى المصنع رفقة رئيس لجنة التشغيل وليد بوصلاح، من أجل الوقوف الميداني على مشكل الغبار الكثيف الذي يتم طرحه من طرف مصنع الإسمنت التابع لمجمع “جيكا” ، والذي لديه طاقة إنتاجية في حدود 1 مليون طن سنويا.
وحسب نبيل طمينة رئيس لجنة البيئة وحماية المحيط بالمجلس الشعبي الولائي الذي صرح لـ"المساء" أنه بعد الشكاوى التي تم رفعها بخصوص خروج دخان كثيف من مصفاة المصنع عدة مرات، تم الاجتماع بمدير الوحدة وإطاراتها، حيث تم تحويل هذا الانشغال إلى القائمين على تسيير هذا المصنع الذي يشغّل عددا معتبرا من العمال.
كما أكد رئيس لجنة البيئة وحماية المحيط بالمجلس الشعبي الولائي، أنه خلال الاجتماع وجد الآذان الصاغية من طرف إدارة هذا المصنع، حيث تم إخباره بأن سبب خروج الدخان بهذا الشكل الملاحَظ، تقني، ويعود إلى نهاية صلاحية بعض أجزاء المصفاة، التي باتت لا تؤدي دورها المعهود. وطمأن نبيل طمينة سكان المنطقة خاصة بعدما تلقّى ضمانات من إدارة المصنع، بأنه سيتوقف عن إنتاج مادة الإسمنت لمدة معيّنة، ضمن برنامج مسطر يدخل في إطار الصيانة الدورية، التي يتم مباشرتها من طرف أعوان مختصين في هذا المجال، مع نهاية كل سنة.
وأوضح رئيس لجنة البيئة وحماية المحيط بالمجلس الشعبي الولائي، أن إدارة المصنع وضعت برنامجا لتغيير الأجزاء المتضررة من المصفاة، مضيفا أن هذا الإجراء معمول به في هذا المصنع مع نهاية كل سنة؛ إذ من المنتظر، حسب ذات المتحدث، الانطلاق في تغيير الأجزاء المتضررة للمصفاة خلال شهر جانفي من السنة المقبلة، في خطوة لحماية المحيط والمواطنين من خطر الغبار الضار.