بعد المعاناة التي عرفها سكان بلدية سيدي بختي بولاية تيارت والمناطق المحيطة على غرار سيدي علال، خلال العشرية السوداء، من دمار وتردي الأوضاع الأمنية والتي حوّلتها الى منطقة معزولة، جاء الفرج بعد استتباب الأمن، وعودة الحياة الطبيعية الى سكانها الذين غادر بعضهم المنطقة بسبب تلك الظروف. حيث بدأت عودتهم جماعيا بعد تحسن الظروف، ومرافقة الدولة لهم ببرامج عديدة ومتنوعة في جميع مجالات الحياة.

وقد شهدت المنطقة خلال السنوات الأخيرة، تغيرا في ملامحها بعد تحسين ظروف تمدرس التلاميذ ببناء مؤسسات تربوية جديدة ومجمعات مدرسية ريفية، إضافة إلى تدعيم قطاع الصحة ببعض المنشآت؛ حيث خصّته الدولة بعناية خاصة؛ ببناء وتجهيز عيادة متعددة الخدمات بمقر بلدية سيدي بختي، وتعيين أطقم طبية وشبه طبية للتكفل بالمرضى، واستحداث مناوبة طبية تتكفل بالحالات الاستعجالية والمستعصية في عين المكان، مع تخصيص سيارة إسعاف مجهزة لنقل المرضى الى فرندة وتيارت في حالة الضرورة، ما ساهم في تكفل أنجع بمواطني البلدية ومنطقة سيدي علال التي استفادت، هي الأخرى، من قاعة علاج جديدة، ومجهزة تتكفل بصحة قاطنيها، بالموازاة مع تنفيذ كل البرامج الصحية الأخرى المتعلقة بالجانب الوقائي؛ كالتلقيح، وتباعد الولادات، والصحة المدرسية وغيرها.

كما استفاد سكان بلدية سيدي بختي في السنوات الأخيرة، من برنامج خاص بتزويدهم بالغاز الطبيعي الذي دخل حيز الخدمة، ووصل الى مساكنهم، ودّعوا على إثره سنين المعاناة مع قارورات غاز البوتان وصعوبة اقتنائها، ناهيك عن تعميم الكهرباء الريفية والفلاحية عبر أغلب المناطق الريفية؛ ما ساهم في تغيير كبير وجذري في ظروف عيش سكان بلدية سيدي بختي، وكل المناطق المتاخمة.

وفي سياق المشاريع التنموية الهامة، استفادت سيدي بختي من التهيئة العامة لطرقات البلدية بعد تخصيص أغلفة مالية كبيرة، بما في ذلك مسالك جديدة، وتأهيل الطرقات الموجودة داخل البلدية، ما ساهم في تحسن نقل سكان البلدية المتوجهين الى مقر دائرة مدغوسة أو الى عاصمة الولاية، ودائرة فرندة. كما إن الجانب الفلاحي الذي تتميز به بلدية سيدي بختي المتواجدة في قلب نسيج غابي كثيف، أخذ حيزا كبيرا من اهتمام السلطات؛ من خلال تكثيف برامج الدعم المباشر، ومرافقة الفلاحين لمساعدتهم في الاستقرار، والإنتاج الفلاحي والحيواني، خاصة أن المنطقة معروفة بتربية الماشية والأبقار.

منصة رقمية لمعالجة انشغالات المواطنين

استحدثت مصالح ولاية تيارت منصة رقمية إلكترونية جديدة، مخصصة، حصريا، لاستقبال انشغالات المواطنين، ومعالجتها في ظرف قياسي؛ بإشراك جميع المصالح المعنية. وتندرج هذه الخطوة في إطار مواكبة مسار التحول الرقمي، وتعزيز عصرنة الإدارة العمومية، وتقريبها من المواطن لتشكل آلية تكميلية للمنصات الرقمية الوطنية والمحلية، بما يضمن سرعة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وقد أسدى والي تيارت السيد سعيد خليل خلال لقاء جمعه بالمسؤولين المحليين والجهاز التنفيذي، تعليمات صارمة لمواكبة هذا التحول الرقمي، والسهر على الإصغاء، وتلقي انشغالات المواطنين، والعمل على تسويتها، وإيجاد الحلول في آجال مقبولة، مؤكدا أن هذه المبادرة جاءت لتعزيز التواصل المباشر مع المواطن، وتقريب الإدارة منه؛ من خلال التكفل الأنجع بانشغالاته، ودراستها، وتقديم الحلول.