اختُتمت، نهاية الأسبوع الماضي بقسنطينة، فعاليات الهاكاثون الوطني للابتكار في الصناعة الصيدلانية وتثمين الزيوت العطرية والطبية في طبعته الأولى، والذي نُظم بجامعة قسنطينة 3 – صالح بوبنيدر، تحت شعار “كن جزءاً من مستقبل الصناعات الصيدلانية بالجزائر”، بمشاركة واسعة من طلبة وباحثين ومبتكرين من مختلف جامعات الوطن.

وقد شهدت هذه التظاهرة العلمية والتكنولوجية مشاركة أكثر من 130 مشروع مسجل، تم قبول 80 مشروعا منها تمثل 35 جامعة عبر الوطن، قبل أن تتوَّج المنافسة باختيار 10 مشاريع مبتكرة، عكست مستوى الإبداع، والقدرة الابتكارية للشباب الجامعيين في مجالات الصناعات الصيدلانية، وتثمين الموارد الطبيعية ذات القيمة الطبية. كما تم خلال الحفل توزيع الجوائز على العشرة المتوجين؛ تقديرا لجهودهم وأفكارهم المتميزة، وتشجيعا لهم على مواصلة البحث والتطوير، حيث تراوحت قيمة الجوائز المالية بين 10 ملايين سنتيم و70 مليون سنتيم بالنسبة للخمسة الأوائل، فيما استفاد بقية المتوجين من دعم مالي قُدر بـ 4 ملايين سنتيم لكل مشروع.

وفي هذا السياق، أوضح مدير حاضنة الأعمال الرقمية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الأستاذ رضا زاوش، أن معظم المشاريع المتوجة باتت قريبة من مرحلة الإطلاق. وتحتاج إلى مرافقة وتمويل، مشيرا إلى أنه سيتم توطين هذه المشاريع على مستوى “التكنوبول” مع توفير الدعم التقني، والمرافقة من طرف المؤسسات الصناعية.

وأضاف المسؤول أن تنظيم هذا الهاكاثون جاء في سياق دعم الابتكار، وتعزيز الشراكة بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية؛ انسجاما مع التوجهات الوطنية، الرامية إلى تطوير البحث العلمي، وترقية اقتصاد المعرفة، وبناء صناعة صيدلانية وطنية قائمة على الابتكار والتكنولوجيا. من جهته، أكد مدير جامعة قسنطينة 3 البروفيسور شعبان بعيطيش، أن تنظيم هذا الهاكاثون يهدف إلى ربط قطاع الصناعة الصيدلانية بمخرجات البحث العلمي الجامعي، وتمكين الطلبة والباحثين من تقديم حلول ابتكارية ذات أثر اقتصادي، فضلا عن إدماج المشاريع الواعدة في النسيج الصناعي الوطني، مشددا على أن قسنطينة بما تزخر به من مؤسسات صيدلانية وهياكل جامعية، تشكل بيئة محفزة لإطلاق شراكات فعالة بين الجامعة والقطاع الاقتصادي.

وعلى هامش حفل الاختتام، تم إبرام اتفاقية تعاون وشراكة بين جامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر ومؤسسة كوسيس، إنجيسيس، في خطوة تندرج لدعم سياسة الانفتاح الجامعي على المحيط الاقتصادي، حيث تهدف، حسب القائمين عليها، إلى تعزيز التعاون في مجالات الابتكار، والتكوين، وتبادل الخبرات، إلى جانب مرافقة الطلبة في تجسيد مشاريعهم الريادية، بما يساهم في ترقية الكفاءات الجامعية، وتشجيع روح المبادرة والمقاولاتية.

للإشارة، فقد حضر حفل الاختتام مستشار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الأستاذ أحمد مير، إلى جانب عدد من مديري الجامعات، وممثلين عن قطاع الصناعات الصيدلانية، وشخصيات اقتصادية. وتضمّن البرنامج زيارة لمعارض الممولين وأصحاب المشاريع؛ للاطلاع على الأفكار الابتكارية المقترحة، وفرص تحويلها إلى منتجات قابلة للتجسيد الصناعي.