حركية تنموية دؤوبة ببلديات مقاطعة الحراش
تحسين الإطار المعيشي بخطى مدروسة
- 222
نسيمة زيداني
انطلقت مصالح المقاطعة الإدارية للحراش، في تجسيد العديد من المشاريع المحلية التي تدخل في إطار التنمية المحلية. حيث لاحظت “المساء” خلال خرجتها الميدانية، حركية دؤوبة بمختلف البلديات التابعة للمقاطعة في عدة مجالات؛ على غرار المدارس، والطرقات، والسكن، والتجارة، والنقل؛ إذ تحولت الأحياء إلى ورشات مفتوحة لإنجاز المشاريع المسطرة في الرزنامة، واستكمالها في الآجال المحددة. وكان الوالي المنتدب لمقاطعة الحراش عبد الوهاب زيني، أعطى تعليمات صارمة خلال اجتماعه برؤساء البلديات، بالعمل على تسريع وتيرة تحقيق التغيير، وتحسين الإطار المعيشي للمواطن.
التشجير والتدفئة والإطعام بالمدارس..
وفي جو بهيج، شارك تلاميذ مدرسة “عبد القادر بوصاق” ببلدية الحراش، صبيحة الإثنين المنصرم، في عملية تشجير بمحيط المؤسسة التربوية. وهي المبادرة التي قال عنها أعضاء المجتمع المدني لـ “المساء”، تدخل في الإطار التربوي، والتحسيسي. حيث قام التلاميذ بغرس عدد من الشتلات بالمدرسة؛ مساهمةً منهم في تحسين الإطار البيئي والجمالي للمؤسسة، وتعزيز المساحات الخضراء داخل الوسط المدرسي.
كما يهدف هذا النشاط إلى ترسيخ ثقافة الحفاظ على البيئة، وتعزيز السلوك البيئي الإيجابي عند التلاميذ، وغرس قيم المواطنة، والحفاظ على المحيط، إضافة إلى تشجيعهم على المساهمة الفعلية في حماية البيئة، وتحسين نوعية الحياة. كما تندرج المبادرة ضمن الجهود الرامية إلى تجسيد برنامج التشجير المسطر، وإشراك مختلف الفاعلين، لا سيما المؤسسات التربوية في المبادرات البيئية الهادفة.
وبغرض متابعة ظروف التمدرس ووضعية التدفئة والاطلاع على سير امتحانات الفصل الدراسي الأول، قام عبد الوهاب زيني الوالي المنتدب لمقاطعة الحراش، بزيارة ميدانية لكل من مدرسة "محمد بوخاري" بحي برواقي، ومدرسة "الطاهر قادم" بحي الدهاليز الثلاثة ببلدية الحراش؛ للوقوف على وضعية التدفئة، وظروف اجتياز التلاميذ امتحانات الفصل الأول. وأسدى تعليمات للمصالح التقنية المختصة بإيجاد أرضية مناسبة لإنجاز مطعم مدرسي، بهدف تمكين التلاميذ من الاستفادة من خدمة الإطعام مستقبلا، وضمان جودة الوجبات المقدمة، وتوفيرها في الوقت المناسب بما يساهم في دعم التلاميذ خلال هذه الفترة البيداغوجية الهامة.
رفع درجة اليقظة تزامنا مع التقلبات الجوية
المتجول ببلديات مقاطعة الحراش يلاحظ استمرار عمليات التطهير والتنظيف التي انطلقت سابقا، والتي تحولت إلى سنّة حسنة، حسبما أكد لـ"المساء" مسؤولو البلديات، حيث أشرف عبد الوهاب زيني على حملات النظافة التي شملت حي "رشيد كوريفة" ببلدية الحراش، ومدرسة "طارق بن زياد" ببلدية بوروبة، وكذا محيط نفق وادي أوشايح، إلى جانب محيط متنزه النخيل، ومدخل حي “الهواء الجميل” بلدية باش جراح، وحي “المكان الجميل” ببلدية وادي السمار. وقد تضمنت هذه العمليات تنظيف المساحات المشتركة، ورفع النفايات المنزلية، والمخلفات الصلبة والخضراء، وتنظيف البالوعات، والمسالك المائية.
وعرفت حملات التنظيف مشاركة مصالح البلديات بالتنسيق مع وحدات الحراش للمؤسسات الولائية، في إطار تعزيز التدابير الوقائية، الرامية إلى الحد من آثار أخطار الفيضانات والتقلبات الجوية. حيث وقف زيني على عملية تنظيف وادي أوشايح ببلدية باش جراح، ومتابعة أشغال إزالة الرواسب والانسدادات؛ لضمان انسياب المياه بشكل طبيعي. كما عاين عمليات تنظيف البالوعات، وقنوات صرف المياه على مستوى شارع الجزائر ببلدية الحراش، إضافة إلى اطلاعه على وتيرة عمل الفرق الميدانية المكلفة بالتطهير والصيانة بمختلف النقاط بالبلديات. وأكد الوالي المنتدب في هذا السياق، على ضرورة مواصلة الحملات بشكل دوري، والتكفل الفوري بالانسدادات المحتملة، مع رفع درجة اليقظة؛ لضمان استعداد كامل للتعامل مع أي تقلبات جوية مرتقبة.
تعليمات استباقية صارمة
وأسدى الوالي المنتدب جملة من التعليمات والتوجيهات الهامة، الرامية إلى تعزيز الوقاية البيئية، تمحورت، أساسا، حول معالجة تسربات المياه، والتكفل باختلالات شبكات التطهير، ومتابعة عمليات التزويد بالمياه الصالحة للشرب والكهرباء، وضمان استمراريتها، ومواصلة وتنشيط حملات تنظيف الأودية، والمسالك، والمجاري المائية؛ للوقاية من أخطار الفيضانات، وكذا تكثيف عمليات التشجير، لا سيما على مستوى غابة بوروبة، مع صيانة المساحات الخضراء، وإصلاح الأعطاب التي قد تسجَّل بشبكات الإنارة العمومية عبر مختلف البلديات، بالموازاة مع إدراج عمليات التشجير ضمن برنامج حملات التنظيف الدورية المنظمة بداية كل أسبوع، مع تنظيف وإصلاح الأرضيات بمحيط محطات النقل، بما يضمن سلامة وتنقّل المواطنين في ظروف لائقة، وتنظيم عمليات تعقيم وتطهير المؤسسات التربوية خلال العطلة الشتوية. وشدد المسؤول، أيضا، على ضرورة التنسيق بين مختلف المصالح، مع المتابعة الميدانية المستمرة لتنفيذ التعليمات المسداة في مختلف الاجتماعات.
مشاريع تنجَز وأخرى في الأفق..
زائر بعض أحياء بلديات الحراش يلاحظ أن أغلبها تحوَّل إلى ورشة مفتوحة على غرار حي البدر بباش جراح، حيث تجري أشغال إنجاز ملحقة إدارية جديدة؛ لتخفيف الضغط عن البلدية. وقد كان مسؤول المقاطعة الإدارية تفقَّد، في وقت سابق، مدى تقدم الأشغال بالأساسات، وإنجاز الهيكل؛ حيث شدد على ضرورة احترام الآجال التعاقدية، ومعايير الجودة المعتمدة، والدخول في المرحلة الثانية للأشغال. كما عاين وتيرة الأشغال الجارية على مستوى مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 38 في شطره الواقع ببلدية بوروبة، مشددا على أهمية تسريعها مع التقيد بالمقاييس التقنية المعمول بها؛ لما لهذا المشروع من أثر بالغ في تحسين حركة المرور، وتعزيز الانسيابية في وقت استفادت مدرسة “طاهر قادم” بحي الدهاليز الثلاثة، من أشغال إنجاز أربعة أقسام توسعة.
تحسين خدمات النقل في الرزنامة
وتعمل مقاطعة الحراش على تحسين خدمات النقل بداية بمحطة القطار للمسافرين، التي تُعد من أهم المرافق؛ حيث يُنتظر أن تخضع للتهيئة. وقد تم في هذا السياق، استعراض مشروع تهيئة المحطة الذي يشمل مختلف الأشغال المبرمجة، والآجال المتوقعة، إلى جانب النقاط المتعلقة بتحسين ظروف استقبال المسافرين، وتعزيز السلامة داخل المحطة.
أما محطة سيارات الأجرة الواقعة بالطريق الوطني رقم 38، فستخضع هي الأخرى للعصرنة، والتغيير؛ إذ كان موقعها محل معاينة؛ حيث تم تسجيل مختلف النقائص التي تعرفها. وسيشمل مخطط التحديث التكفل بها في أقرب الآجال، بما يضمن تنظيما أفضل لحركة النقل، وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين. كما كانت محطة الحافلات بحي “نايلي” محل معاينة، مؤخرا، بهدف نيل حصتها من التهيئة، والعصرنة.
وقد تابعت مصالح مقاطعة الحراش، في نفس السياق، أشغال التهيئة الجارية بكل من الطريق الوطني رقم 38، وطريق الجزائر؛ حيث وقف الوالي المنتدب على وتيرة الإنجاز، ومدى احترام معايير الجودة، مع تقديم توصيات بتسريع وتيرة الأشغال، وتكثيف التنسيق بين مختلف المصالح التقنية؛ قصد تحسين ظروف حركة المرور، وضمان انسيابية أكبر في هذه المحاور الحيوية.