أطفالها يموتون بردا وجوعا

غزة تواجه منخفضا جويا يعمّق جراح الإبادة الصهيونية

غزة تواجه منخفضا جويا يعمّق جراح الإبادة الصهيونية
  • 163
ص. محمديوة ص. محمديوة

يعيش آلاف النازحين في غـزة ظروفا صعبة جراء منخفض جوي عاصف جديد ضرب القطاع المنكوب وأدى إلى إغراق مناطق واسعة، كشف هشاشة البنية التحتية المتضررة جراء حرب الإبادة وعمق المخاطر الإنسانية التي تلاحق السكان وتزيد من معاناتهم اليومية تحت وقع حصار صهيوني لا يزال مشددا ويمنع دخول ادنى ضروريات العيش.

وغزت مواقع التوصل الاجتماعي صورا ومشاهد قاسية لآلاف الخيام المهترئة وهي تغرق في مياه الأمطار والأوحال، وقاطنوها يحاولون بأياديهم العارية وملابسهم البالية دفع المياه من داخل الخيام وحماية أطفالهم الذين يموتون تباعا إما بالبرد القارس أو الجوع. ويتكرر هذا المشهد المحزن مع كل منخفض جوي يعصف بغزة، التي يمنع الاحتلال عنها كل الاحتياجات الإنسانية الضرورية من مواد إيواء وغداء ودواء دون أن يحرك ذلك ضمير الإنسانية الذي لا زال أعمى فيما يتعلق بمآسي الفلسطينيين التي يتسبب فيها الاحتلال.

وهو ما جعل المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، حازم قاسم، يحذر مجددا من أن الفلسطينيين في قطاع غزة يواجهون كارثةً إنسانيةً متعاظمة بفعل الأحوال الجوية القاسية وما خلفته حرب الإبادة، مشيرا إلى غرق الخيام ومراكز الإيواء بالكامل في ظل غياب وسائل التدفئة وانخفاض درجات الحرارة نتيجة إدخال الاحتلال أقل من 10% من الوقود المتفق عليه.

وأوضح قاسم، في تصريح صحفي أمس، أن ما سمح بإدخاله من مستلزمات الإيواء لا يكفي شيئا، مشيرا إلى أن الخيام غير مهيأة للتعامل مع الظروف الجوية الراهنة، بما يؤدي إلى غرقها مع كل منخفض جوي ومحذرا من وقوع مزيد من الضحايا في أي منخفضٍ قادم. واعتبر أن ما يجري يمثل امتدادا لحرب الإبادة على قطاع غزة، حيث توقف القتل جزئيا بالقصف، لكنه مستمر عبر غرق الناس وموت الأطفال من البرد في وقت يقف فيه المجتمع الدولي عاجزا عن كسر الحصار المفروض على القطاع. ودعا الناطق باسم “حماس” الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق شرم الشيخ، إلى جانب الأطراف المشاركة في اجتماعات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى تحرك جاد على الأرض عبر إدخال إيواءٍ حقيقي يشمل البيوت المتنقلة والبدء الفوري بعملية إعمار غزة.

وأشار إلى أن الاحتلال يستخدم الملف الإنساني أداة للحرب، من خلال تشديد الحصار وتقييد المساعدات وتعطيل إدخال البيوت المتنقلة وعرقلة الإعمار، بهدف ابتزاز الشعب الفلسطيني. ليحذر من أن القطاع مقبل على كارثة محققة ما لم يتحرك العالم لإغاثته في ظل استمرار خروقات الاحتلال من قتل ونسف وتدمير وقصف ومنع للمساعدات وإغلاق معبر رفح.

وتزامن تحذير مسؤول “حماس” مع تحذير الأمم المتحدة من تصاعد خطر تجمد المواليد الجدد في قطاع غزة في ظل موجة برد قارس تضرب القطاع واستمرار القيود الإسرائيلية التي تعيق دخول المساعدات الإنسانية رغم الظروف الجوية القاسية التي تهدد حياة مئات الآلاف من النازحين. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، خلال مؤتمر صحفي أمس، إنّ الأمطار الغزيرة والطقس شديد البرودة خلال الأيام الماضية فاقما الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلا، مشيرا إلى أن خطر انخفاض حرارة الجسم لدى الأطفال حديثي الولادة بات يتزايد بشكل مقلق.

وأوضح أن المنظمة الأممية وشركاءها يواصلون توزيع مجموعات مساعدات خاصة للوقاية من حالات التجمد، إلى جانب الجهود المستمرة لإيصال المساعدات إلى الأسر الفلسطينية الأكثر ضعفا، رغم العراقيل التي تواجه فرق الإغاثة على الأرض. وأضاف أن موظفي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا” يؤكدون أن حجم الاحتياجات الإنسانية يفوق بكثير قدرة العاملين على الاستجابة في ظل القيود المفروضة على إدخال الإمدادات إلى القطاع.

ومع تكرار العواصف التي غمرت مناطق واسعة بالمياه في الأسابيع الأخيرة في قطاع غزة أعطت الوكالات الإنسانية الأولوية لتوفير مستلزمات الشتاء الطارئة فيما لا يزال نحو 1.3 مليون شخص حاليا بحاجة إلى مساعدات في مجال المأوى كما أن هناك قيودا كبيرة على العمليات الإنسانية، حيث لا يزال عدد الطرق المتاحة لنقل المساعدات محدودا وكذلك المعابر التي يسمح من خلالها بدخول الإمدادات.


"حماس" تحذّر من مخاطر الخروقات الصهيونية على ثبات وقف إطلاق النار

مساع أمريكية حثيثة للانتقال إلى المرحلة الثانية في غزة

عاد الحديث عن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في ظل استمرار ضغط الإدارة الأمريكية الراعية لهذا الاتفاق وباقي الوسطاء من أجل الانتقال إلى هذه المرحلة، التي تتضمن نشر قوة دولية لحفظ السلام في قطاع غزة المنكوب.

كشفت تقارير إعلامية، أمس، عن عقد القيادة المركزية الأمريكية مؤتمرا خاصا في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة ممثلين عن 40 دولة، معظمهم ممثلون عسكريون، بهدف بلورة قائمة الدول التي ستشارك في القوة العسكرية الأجنبية المزمع نشرها في قطاع غزة ضمن المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لاتفاق وقف إطلاق النار.

ووفقا لمصادر إعلامية أمريكية، فقد أعلنت دول استعدادها لإرسال قوات إلى قطاع غزة، إلى جانب دول لا تزال تدرس موقفها من بينها إندونيسيا وباكستان وأذربيجان ومصر وتركيا وقطر والأردن والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى عدد من الدول الأوروبية من بينها إيطاليا. وخصص اللقاء لمناقشة مهام القوة العسكرية الأجنبية وما إذا كانت ستعمل في مناطق خاضعة لسيطرة حركة “حماس” بهدف نزع سلاحها، أم في مناطق تخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

وبعد عامين كاملين من حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر أكتوبر الماضي، مع إعلان جيش الاحتلال انسحاب قواته نحو الخط الأصفر وفق ما نص عليه الاتفاق الذي وافقت عليه حكومة الاحتلال الليلة الماضية. وجاء وقف إطلاق النار ضمن اتفاق سياسي شامل رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر، إضافة إلى تركيا ويمثل المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب واحلال السلام في المنطقة.

غير أن الاحتلال الصهيوني لم يحترم التزاماته وارتكب سلسلة من الخروقات الخطيرة التي أدت بحياة المئات الفلسطينيين في عمل افتزازي واضح لجر المقاومة للاشتباكات مع قواته ثم تحميلها مسؤولية انهيار الاتفاق. وهو الفخ الذي أدركته المقاومة، التي أوفت بكامل التزاماتها المنصوص عليها، في حين أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وباقي الفصائل الفلسطينية مرارا تمسكها بالاتفاق لإنهاء الحرب نهائيا على غزة.

واتهم القيادي في حركة “حماس” وعضو الوفد المفاوض، غازي حمد، الاحتلال بارتكاب خروقات متعمّدة وواضحة وفاضحة تهدد الاتفاق بشكل كبير جدا وتجعله يترنح، مؤكدا أن المطلوب في الوقت الراهن أن يتحرك الوسطاء وجميع الأطراف المعنية باستمرار وقف إطلاق النار، لردع الاحتلال عن مواصلة ارتكابها.

وأوضح حمد، في تصريحات صحافية أمس، أن الاتفاق تم التوقيع عليه في التاسع من أكتوبر من عام 2025  بحضور الوسطاء في مصر وقطر وتركيا، وكذلك أيضا الوسيط الأمريكي وإشراف الإدارة الأمريكية على هذا الاتفاق ومضى على سريانه 66 يوما، مشيرا إلى أن نصوص الاتفاق واضحة ومفصلة ولا يمكن الالتباس فيها، لكن واضح أن الاحتلال الصهيوني يتلاعب بنصوص الاتفاق ولم تترك بندا من البنود إلا وخرقه وتلاعب فيه. وأوضح أن "حماس"، وبشهادة الوسطاء الذين تابعوا معها الأحداث اليومية في قطاع غزة، أكدوا أنها لم ترتكب خرقا واحدا منذ بداية الاتفاق والتزمت التزاما كاملا في مقابل ارتكاب الاحتلال الكثير من الخروقات المتعمدة والواضحة والمخطط لها. 

وشدّد على أن تكرار هذه الخروقات دليل واضح على أنها مخططة ومتخذة بقرار حكومة الاحتلال خاصة وانها شملت القتل والإعدام وإطلاق النار على المواطنين والقصف والاستهداف والاغتيالات في داخل القطاع. وكذلك تجاوز الخط الأصفر بمسافات كبيرة جدا وخروقات واضحة في موضوع المساعدات الإنسانية  وإغلاق معبر رفح وعدم إدخال المعدات.

وبالمجمل العام، فقد بلغت هذه الخروقات وفق القيادي في “حماس”، أكثر من 813 خرق منذ بداية الاتفاق تقريبا بمعدل 25 خرقاً  يوميا لاتفاق وقف إطلاق النار ارتقى على إثرها ما يقارب من 400 شهيد، 95% منهم مدنيون عزل. وختم حمد بالتأكيد على أن الحركة تتابع هذه الخروقات بشكل دائم وقد وضعت تقارير مفصلة بذلك وسلمتها للوسطاء بشكل يومي، والتي أيضا وصلت إلى الغرفة المشتركة التي كانت تجمع الأطراف المختلفة لمتابعة الاتفاق.


في خطوة استفزازية مرفوضة

"حماس" تدين اقتحام نتنياهو ساحة البراق بالأقصى

أدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أمس، اقتحام رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو ساحة البراق بالمسجد الأقصى المبارك وتدنيس قطعان المستوطنين لباحاته في خطوة استفزازية، أكدت أنها مرفوضة وتسعى لفرض التهويد على المسجد ومدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.

وشدّدت “حماس، في بيان لها، أن "خطوات الاحتلال الفاشي ومشاريعه التهويدية في القدس والضفة المحتلة، لن تفلح في تغيير هويتها الوطنية العربية، وأن شعبنا سيقف حائط صد أمام كل تلك المحاولات الاستعمارية". ودعت الأمتين العربية والإسلامية من حكومات وشعوب ومنظمات، للتحرك والدفاع عن قبلة المسلمين الأولى وحمايتها وإسناد الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني. كما طالبت المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته السياسية لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته الصارخة للقانون الدولي ولحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية.