"المقاولاتية الخضراء "بتلمسان

إطلاق منصة للتواصل بين المؤسسات

إطلاق منصة للتواصل بين المؤسسات
  • 120
ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

أُسـدل الستار بقصر الثقافة "عبد الكريم دالي" ببلدية منصورة بولاية تلمسان، على فعاليات الدورة الثالثة لأسبوع المقاولاتية الخضراء 2025، نهاية الأسبوع الماضي، المنظم من قبل وزارة البيئة وجودة الحياة، وبالتعاون بين الوكالة الوطنية للنفايات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالجزائر، تحت شعار: "المقاولاتية الخضراء كرافعة للتنمية المحلية المستدامة". حيث تميز اليوم الأخير من هاته التظاهرة والذي حمل محور الابتكارات والتعليم وقصص نجاح الجيل الجديد من رواد الأعـمال البيئية، بجلستين حواريتين مهمّتين.

الجلسة الأولى تناولت موضوع الحوكمة الرقمية والابتكارات التكنولوجية في إدارة النفايات، حيث تمّ تسليط الضوء على دور الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية، في تطوير منظومة تسيير النفايات. أما الجلسة الختامية فخُصّصت لعرض قصص نجاح شباب رياديين، استطاعـوا تجسيد مشاريع ناجحة في مجال المقاولاتية الخضراء، لتكون مصدر إلهام وتحفيز للمشاركين، مع إطلاق مسابقة وطنية بين أصحاب المشاريع الشباب، لتقديم حلول خضراء مبتكـرة، لـتـتـوِّج هاته الفعالية نتائجها بتوصيات، وخارطة طريق وطنية لريادة الأعمال الخضراء، مـع توزيع شهادات المشاركة على جميع المشاركات في الدورات التدريبية التي نُظّمت طيلة أسبوع المقاولاتية الخضراء.

وقـد تمـيـزت فعاليات الدورة الثالثة لأسبوع المقاولاتية الخضراء 2025 التي نشّـطها عـدد من الشركاء الاجتماعـيين يمثلون عدة وزارات، بتنظيم معرض ضم مؤسسات، وشركات ناشئة، وجمعيات مختصة في تسيير النفايات والاقتصاد الدائري؛ حيث تم الوقوف على مشاريع مبتكرة، ومبادرات شبابية رائـدة، فـضـلا عن تنظيم ورشات عمل متخصصة، ومحاضرات علمية، ودورات تكوينية تناولت أهم القضايا المرتبطة بريادة الأعمال الخضراء، مـع إطلاق "تحدّي المقاولاتية الخضراء"، الذي يشكل منصة للتبادل والتواصل بين المؤسسات والشركات الناشئة وأصحاب المشاريع وممثلي الهيئات العمومية والخاصة؛ بهدف تحفـيز روح التميز والإبداع، وترسيخ ثقافة الاستحقاق، وتمكين الشباب من إبراز قدراتهم الابتكارية، وتطوير حلول فعّالة ومستدامة.

حيث دعـت الوكالة الوطنية للنفايات بالمناسـبة، كافة المهتمين من طلبة جامعـيين وأصحاب مشاريع ومؤسسات ناشئة في مجال تسيير النفايات وحاملي الأفكار الخضراء وممثلي المجتمع المدني، إلى المشاركة، والانخراط في مثل هذه التظاهرة؛ لما توفـره من تجربة متميزة، وآفاق واسعة في مجالي الابتكار البيئي والمقاولاتية الخضراء، باعـتبارها، أيـضا، فضاء عمليا لتقـوية جسور التعاون، وتكثيف الجهود الرامية إلى ترقية الابتكار البيئي، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة على المستويين المحلي والوطني، وخلق فرص عمل جديدة، ودعم الاقـتصاد الوطني، وتعزيز البحث العلمي في ميادين إدارة النفايات والابتكار البيئي؛ إذ يمثل تطوير الاقتصاد الأخضر في الجزائر تحديا محوريا، يرتبط وثيقا بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للأقاليم، خاصة في مجالات خلق فرص العمل، وتوليد الثروة.

وأكد، من جهته، يوسف بشلاوي والي تلمسان، أن ترسيخ ثقافة المقاولاتية الخضراء يشكّل ترجمة فعلية للإرادة السياسية، الرامية إلى جعل الاقتصاد الأخضر مكوّناً أساسياً في مسار التنمية الوطنية؛ باعتباره أحد محركات الاقـتصاد الحديث، وآلية مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية، ووسيلة فعالة لخلق فرص عمل مستدامة، والتزام السلطات العمومية بتعزيز المرافقة التقنية والإدارية لفائدة حاملي المشاريع، وتسهيل النفاذ إلى التمويلات المخصصة للمبادرات الخضراء، فضلا عن تطوير برامج التكوين بالشراكة مع الجامعات ومراكز البحث.

ورغـم التحديات التي تواجه هذا القطاع الواعد، إلا أن روافع مهمة لاتزال متاحة. ويمكن استثمارها لبناء أسس متينة تدفع القطاع محليا نحو مزيد من النمو. وتتحمل الجهات القائمة مسؤولية أساسية في تحديد المعوقات التي تحول دون تطويره، والعمل على وضع وتفعيل أدوات مؤسساتية وتنظيمية ومالية، قادرة على تمكين هذا التوجه، وتحويله إلى رافعة حقيقـية للتنمية المستدامة.