المنظمات الفلسطينية تدعو إلى توفير الاحتياجات اللازمة لمواجهتها

انتشار الأوبئة والأمراض جراء المنخفضات الجوية في غزة

انتشار الأوبئة والأمراض جراء المنخفضات الجوية في غزة
  • 174
ق . د ق . د

حذر مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أول أمس، من انتشار الأوبئة والأمراض في قطاع غزة، في ظل الأوضاع البيئية المتدهورة، مناشدا المجتمع الدولي بتوفير الاحتياجات اللازمة لمواجهة فصل الشتاء.

قال الشوا في تصريح إعلامي أن الإمكانيات قليلة جدا سواء على مستوى المعدات أو على صعيد الخيام، حيث ما دخل من خيام هو فقط 40 ألف خيمة، في ظل الحاجة إلى 300 ألف خيمة على الأقل لمواجهة تداعيات النزوح القسري الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني، مشيرا إلى أن المماطلة والمنع هما الأساس الذي يتعامل به الاحتلال الصهيوني مع احتياجات قطاع غزة.

وتابع: "نبذل كل الجهود الممكنة والمتاحة لدينا لإغاثة المواطنين في قطاع غزة جراء المنخفض الجوي الذي يضرب البلاد حاليا ولكنها حتى الآن لا ترتقي لمستوى المأساة الإنسانية التي يعيش فيها سكان القطاع". وأضاف أن عدم توفر آليات ومعدات من أجل إسناد جهود إنقاذ أرواح المواطنين وكذلك سد تسرب المياه التي تأتي من المناطق الشرقية، مع تدمير الاحتلال للبنى التحتية وشبكات الصرف الصحي، تفاقم أوضاع المواطنين النازحين في مراكز الإيواء.

من جانبه، لفت خبير الأرصاد الجوية في غزة، ليث العلامي، إلى أن المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع منذ أكثر من 24 ساعة هو المنخفض الجوي الأكثر عمقا منذ بداية موسم الشتاء، حيث حمل كميات كبيرة من الأمطار تركزت في المنطقة الوسطى والجنوبية، مع انخفاض كبير في درجات الحرارة، ما سيخلف وضعا إنسانيا كارثيا على النازحين داخل الخيام. وكانت وكالة الأونروا قد حذرت من تفاقم تفشي الأمراض والأوبئة جراء المنخفض الجوي وتكدس النازحين في الخيام، وسط انعدام النظافة مع تهالك الخيام بعد عامين من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ما يجعل عشرات الآلاف من النازحين في مواجهة مباشرة مع ظروف مناخية قاسية.

من جهته، أعلن مدير المكتب الإعلامي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، أول أمس عن تضرر 22 ألف خيمة بالكامل وغرق آلاف أخرى جراء المنخفضات الجوية المتتالية وانعدام التجهيزات الأساسية في مخيمات النزوح بالقطاع. وأوضح، في تصريحاته أمس،، أن أكثر من 22 ألف خيمة تضررت بالكامل، وتحوّلت المخيمات إلى مساحات مليئة بالمياه والطين أن نحو مليون ونصف نازح يعيشون أوضاعا قاسية داخل المخيمات، بينما تقيم مئات آلاف العائلات في خيام مهترئة تضررت بفعل العدوان الصهيوني والعواصف الأخيرة، مضيفا أن أماكن الإيواء الطارئة شهدت انهيارا واسعا.

كما تعطلت شبكات المياه المؤقتة التي اختلطت بمياه الأمطار، ما زاد من التلوث والمخاطر الصحية، وأدى إلى تعطل 10 نقاط طبية متنقلة وفقدان مستلزمات طبية حيوية، إضافة إلى صعوبة وصول الطواقم الصحية إلى مناطق واسعة من المخيمات. وشدد الثوابتة على أن النازحين يفتقدون الحد الأدنى من مقومات الحياة ويعيشون بلا حماية من البرد والرياح والأمطار، مؤكدا أن الوضع الإنساني يحتاج إلى تدخل عاجل لتوفير المأوى ومنع وقوع كارثة أكبر، ولافتا إلى حاجة غزة فورا إلى 300 ألف خيمة جديدة، في حين لم يدخل إليها سوى 20 ألف خيمة منذ بدء الأزمة.

ولليلة الثانية على التوالي، غمرت مياه الأمطار مخيمات النزوح، بالتزامن مع تأثير منخفض جوي عميق، في أجواء باردة ودرجات حرارة منخفضة، مما يزيد من معاناة السكان والنازحين في المخيمات. ويعيش نحو 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح بقطاع غزة، تواجه البرد والسيول داخل خيام مهترئة، وفق تصريحات سابقة للدفاع المدني.وشنّ الكيان الصهيوني عدوانا همجيا استمر لأكثر من عامين، شمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، في تجاهل تام للنداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفه.وخلفت حرب الإبادة أكثر من 241 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.


أكد أن 80 بالمائة من المباني دمرت أو تضررت بشكل بالغ.. غوتيريش:

الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، مشيرا إلى أن أكثر من 80 بالمائة من المباني السكنية والعامة دمرت أو تضررت بشكل بالغ بفعل العدوان الصهيوني.

قال غوتيريش، في تقرير صادر عن الأمم المتحدة، أن غارات الاحتلال الصهيوني المتكررة على قطاع غزة "ما زالت تتسبب في سقوط أعداد كبيرة من المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية"، معربا عن قلقه العميق إزاء هشاشة الوضع الأمني واستمرار العدوان الذي يهدد اتفاق وقف إطلاق النار. في ذات السياق، أوضح أن "دخول المواد الغذائية إلى القطاع لم ينعكس بشكل كاف على الأوضاع المعيشية"، مشيرا إلى أن مصادر البروتين الأساسية لا تزال بعيدة عن متناول معظم السكان.

وشدد الأمين العام على ضرورة ضمان المساءلة الكاملة عن أي "جرائم فظيعة أو انتهاكات جسيمة للقانون الدولي"، مبرزا أن "غياب المحاسبة يقوض فرص تحقيق العدالة والاستقرار". يشار إلى أن مئات آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون ظروفا مأساوية، أين تنعدم مقومات الحياة الأساسية داخل الخيام، في ظل مواصلة جيش الاحتلال الصهيوني في منع إدخال المنازل المتنقلة والمستلزمات الضرورية لتجهيز أماكن الإيواء. 

وفيما يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، أدان أنطونيو غوتيريش التوسع الاستيطاني للكيان الصهيوني، مؤكدا أن جميع المستوطنات "غير قانونية وباطلة ولاغية وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي". وأوضح أن عام 2025 شهد أكبر توسع للمخططات الاستيطانية منذ بدء الرصد الأممي، محذرا من تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة "بمعدل خطير، لا سيما خلال موسم قطف الزيتون ما يزيد تفاقم التوترات ويقوض فرص السلام".  وأكد أن "استمرار هذه السياسات والانتهاكات يشكل تهديدا مباشرا للاستقرار الإقليمي"، داعيا إلى تحرك دولي فاعل لوقف العنف وضمان حماية المدنيين واحترام القانون الدولي.