9 سنوات على ترجّل محمد الطاهر الفرقاني
إرث ما زال ينبض بالحياة
- 214
ق. ث
مرّت تسع سنوات، أمس الأحد، على رحيل عميد المالوف القسنطيني، الفنان محمد الطاهر الفرقاني، صاحب الصوت الجوهري. فبتاريخ 7 ديسمبر 2016 لم تفقد الجزائر فنانا فحسب، وإنما حارس شغوف بتراث عريق ضارب في القدم. رجل كانت كل أغانيه تحمل روح قسنطينة، حسبما يؤكد فنانون وعشاق للموسيقى.
وفي هذا الصدد، يقول مطرب المالوف مالك شلوق: “بحلول الذكرى التاسعة لوفاته، لا نكرم الرجل فقط، وإنّما الإرث الحي الذي خلفه من بعده”، مضيفا أن فن هذا المطرب الكبير مازال يلهم الأجيال، ويغذي حيوية طابع المالوف. ويتواصل هذا الامتداد الفني خاصة من خلال عائلته؛ حيث يُعد حفيده عدلان الفرقاني أحد أبرز حاملي المشعل؛ إذ يشارك في العديد من الحفلات على الصعيدين الوطني والدولي. وبدأ يكتسب الشهرة بشكل تدريجي في الساحة الفنية. وأصبح اسمه متداولا في عالم الموسيقى الكلاسيكية.
وعشية الذكرى التاسعة لرحيل الحاج محمد الطاهر الفرقاني، استحضر حفيده عدلان بتأثر، أولى خطواته في هذا المجال والتي يعود الفضل فيها إلى جده، قائلا: “بداياتي كانت تحت إشراف عملاق المالوف الذي كان جدي”. وأضاف: “لقد آمن بقدراتي الفنية. ودعم موهبتي. وكان فخورا برؤيتي أمثل الجيل الرابع من عائلة تحمل الفن القسنطيني الجزائري منذ سنة 1906”. أما ابنه سليم الفرقاني فلايزال هو أيضا إحدى الركائز الأساسية لهذا الإرث الموسيقيّ؛ حيث يواصل الإبداع في الطابع القسنطيني الأصيل. ويبقى من أبرز الأصوات المؤدية لطابع المالوف. ويواصل المسرح الجهوي بقسنطينة الذي يحمل اسم المطرب الراحل، تخليد ذكراه؛ من خلال احتضان محطات فنية كبرى، من بينها المهرجان الدولي للمالوف.
وكل تكريم للراحل محمد الطاهر الفرقاني يذكّر بالإرث المميز من الأعمال التي تركها من خلفه، والتي لايزال أثرها باقيا في المشهد الثقافي الجزائري. ولاتزال أعمال محمد الطاهر الفرقاني ترافق كل نوبة، وكل عرض، وكل صوت يصدح ليدافع عن هذا الإرث الاستثنائي؛ فهي تنير مستقبل موسيقى مدينة تدين له بالكثير. ويبقى محمد الطاهر الفرقاني أحد أكبر القامات الفنية في الجزائر، ومرجعا خالدا للمالوف القسنطيني.