في اليوم العالمي للتطوع
مساعٍ لاستقطاب الشباب خدمةً للبيئة
- 144
رشيدة بلال
توجهت الأنظار بولاية البليدة، تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للتطوع المصادف لـ5 ديسمبر من كل سنة، نحو المساحات الغابية والفضاءات البيئية؛ بهدف الاهتمام بها أكثر، وتنظيفها، وإعادة الاعتبار للمحيط. وأطلقت الجمعيات الفاعلة في العمل الخيري والبيئي مبادرات واسعة؛ لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المتطوعين، خاصة من فئة الشباب.
وأكد محمد شحمي، رئيس جمعية المشاة الهواة لمدينة الورود، أن الجمعية بادرَت بمناسبة هذا اليوم العالمي، بإطلاق حملة كبرى لتنظيف غابات بوعرفة؛ بهدف نشر ثقافة التطوع البيئي، وترسيخ قيمة الحفاظ على الطبيعة في وسط الشباب. وتقدّم ولاية البليدة في هذا اليوم العالمي للتطوع، نماذج متعددة في مجال العمل التطوعي، سواء في الجانب الإنساني الخيري الموجه للفئات الهشة والمحتاجة، أو في الجانب البيئي من خلال خروج مجموعات منظمة تحت إشراف الجمعيات، للقيام بأعمال تطوعية تخدم الصالح العام.
وتُعدّ جمعية المشاة الهواة من بين الجمعيات التي اكتسبت شعبية واسعة في هذا المجال، نظراً لتنظيمها المتواصل لنشاطات اجتماعية وبيئية ورياضية في أحضان الطبيعة، بما يساهم في توسيع دائرة الاهتمام بالمحيط الطبيعي. وأوضح شحمي أن ثقافة العمل الخيري البيئي متجذّرة لدى سكان البليدة، التي تضم واحدة من أجمل المساحات الغابية بالوطن، ممثلة في جبال الشريعة. وأضاف أن الجمعية اختارت هذه المناسبة لإطلاق حملة واسعة لتنظيف منطقة سيدي سالم في أعالي جبال بوعرفة بالأطلس البليدي، التي يُنتظر أن يزورها عدد كبير من السياح؛ للتمتع بجمال الثلوج التي تغطيها.
وأشار المتحدث إلى أن الرغبة في التطوع موجودة لدى الجزائريين، غير أن متطلبات الحياة اليومية قد تُبعد البعض عن ممارسة هذا النشاط غير المأجور مادياً، لكنه ذو مردود معنوي كبير. ولهذا تعمل الجمعية، يضيف، خلال اليوم العالمي للتطوع وعلى مدار السنة، على برمجة أنشطتها خلال أيام العطل الأسبوعية؛ لتحفيز الشباب على المشاركة. وأوضح شحمي أن الجمعية تطلق نداءات المشاركة عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل الانتقال إلى الميدان؛ لتنفيذ حملات النظافة، وتشجيع جميع الراغبين على المساهمة في الحفاظ على البيئة.
وفي رده على سؤال حول قيمة التطوع في الوسط الجمعوي، أكد شحمي أن الجمعيات تعمل على استقطاب الشباب من خلال تكثيف الحملات التطوعية، خاصة في المجال البيئي. وأضاف أن روح التطوع موجودة بقوة لدى شريحة من المجتمع متعودة على العمل الخيري، وهي موجودة أيضاً لدى باقي المواطنين، الذين يحتاجون فقط إلى التحفيز، والتذكير بأهمية مدّ يد العون ليس للإنسان والحيوان فقط، بل وللبيئة أيضاً ولو من خلال تخصيص يوم واحد لتنظيف مساحة من الغابة أو غرس فسيلة واحدة. وختم بالتأكيد على أن العمل الخيري لا يقتصر على نشاط واحد، بل يشمل كل المبادرات التي تخدم الصالح العام، وتساهم في نشر روح التضامن، والتآزر، وحماية البيئة.