بينما تعمل الأمم المتحدة على توسيع نطاق المساعدات في غزّة

عشرات آلاف المرضى بحاجة للإجلاء الطبي العاجل

عشرات آلاف المرضى بحاجة للإجلاء الطبي العاجل
  • 99
ص. م ص. م

تتفاقم أزمة عشرات آلاف الجرحى والمرضى في قطاع غزة، الذين هم بحاجة ماسة للإجلاء الطبي في ظل مواصلة الاحتلال الصهيوني غلق المعابر وتضييق الخناق على دخول المساعدات الانسانية، خاصة الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية والمنقذة للأرواح. 

ناشدت منظمة أطباء بلا حدود، أمس، الدول بضرورة فتح أبوابها أمام عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة المحتاجين بشدة للإجلاء الطبي، محذرة من أن المئات استشهدوا أثناء انتظارهم العلاج. وقال منسق عمليات الإجلاء الطبي للمنظمة، هاني إسليم، في تصريحات صحفية إن "الأعداد التي استقبلتها الدول حتى الآن لا تشكل سوى قطرة في محيط"، مشيرا إلى أن الرقم الحقيقي للمحتاجين للإجلاء الطبي يتراوح بين ثلاثة وأربعة أضعاف المرضى المسجلين.

وبينما لفت إلى تباطؤ وتيرة الإجلاء منذ إغلاق معبر رفح في ماي 2024، حيث انخفض متوسط عدد المرضى المغادرين شهريا من 1500 إلى نحو 70 مريضا، حذّر من أن العملية الطويلة لقبول المرضى من الدول إلى جانب تركيز معظم الدول على الأطفال وتجاهل البالغين يزيد من معاناة آلاف المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل.

ودعا إسليم الحكومات إلى "إيقاف التعامل مع الإجلاء الطبي كقائمة تسوق والتركيز على الاحتياجات الحقيقية وإنقاذ الأرواح البشرية"، مؤكدا أن "تراجع وتيرة الإجلاء يهدد حياة الكثيرين ويزيد من أعداد الوفيات أثناء انتظار العلاج". وتواصل الأمم المتحدة مساعيها لتعزيز المساعدات لسكان غزة عبر برامج إنسانية وصحية متعددة، مع دعوات متكررة إلى فتح المعابر لضمان وصول الفرق الطبية، خاصة مع تصاعد النداءات الاستعجالية لتمكين عشرات الآلاف من الجرحى للإجلاء الطبي العاجل.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن المنظمة وشركاءها في المجال الإنساني "يعملون بلا توقف لتوسيع نطاق المساعدات المقدمة للمحتاجين بمن فيهم الأطفال"، مشيرا إلى أن شركاء الأمم المتحدة قدموا خلال العامين الماضيين، عشرات الآلاف من المواد الأساسية للأشخاص الذين عانوا بشدة نتيجة العدوان الصهيوني على القطاع.

وجدد دوجاريك، دعوة الأمم المتحدة إلى فتح جميع المعابر والممرات الحدودية المتاحة لضمان وصول فرق الطوارئ الطبية الدولية دون عوائق لتمكين المرضى من تلقي العلاج. ولفت إلى أنه في نهاية شهر نوفمبر الماضي، تم توزيع حوالي 160 خيمة للأنشطة الإنسانية مما أتاح لآلاف الأطفال الوصول إلى برامج الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي وخدمات إدارة الحالات.

وأشار إلى أن فريق منظمة الصحة العالمية، قاد قبل يومين عملية إجلاء طبي لـ18 مريضا و54 مرافقا من غزة لتلقي العلاج في الخارج، في الوقت الذي يحتاج فيه أكثر من 16 ألفا و500 مريض إلى رعاية استعجالية منقذة للحياة خارج القطاع. وفي اليوم العالمي للإعاقة كشفت وزارة الصحة الفلسطينية، عن أوضاع صادمة تعصف بالجرحى مبتوري الأطراف في قطاع غزة، خاصة الأطفال الذين حرمهم الاحتلال من كل شيء حتى من أدنى متطلبات الحياة في العلاج والتداوي.

وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية، 6 آلاف حالة بتر بجاجة إلى برامج تأهيل عاجلة طويلة الأمد، 25 بالمئة من اجمالي عدد حالات البتر هم من الأطفال الذين يواجهون إعاقات دائمة في سن مُبكرة. وهو ما يؤكد معاناة إنسانية عميقة يعيشها آلاف الجرحى وعائلاتهم تبرز الحاجة الملحة إلى خدمات التأهيل والدعم النفسي والاجتماعي. وعلى إثر ذلك دعت وزارة الصحة، المنظمات الدولية المعنية إلى توجيه دائرة الاهتمام العاجل للجرحى مبتوري الأطراف في غزة، وتعزيز فرص الرعاية التخصصية والتأهيلية.

الاحتلال يواصل خرق وقف إطلاق النّار

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في يومه الـ53 على التوالي، خاصة في حيي الزيتون والتفاح شرق مدينة غزة. وسُمعت أصوات تفجيرات ضخمة نتيجة نسف مبان في حي التفاح، وأطلقت المروحيات ومدفعيته النار على أهداف في مدينة خانيونس جنوب القطاع وبلدة بيت لاهيا شمالاً. وبينما قال الدفاع المدني، إن طواقمه أجلت مساء أول أمس، شهيدين و15 جريحا إثر قصف مدفعي طال منزلا لعائلة قرب مفرق "السنافور" بحي التفاح، ذكرت مصادر محلية أن عدداً من المواطنين أصيبوا بقصف على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بحي الدرج شرق المدينة.

 وشهدت المناطق الشرقية في مدينة خان يونس جنوب القطاع قصفا مدفعيا وإطلاق نار من مروحيات ودبابات إسرائيلية، كما شنت الطائرات لحربية غارات على شرقي خان يونس، وقصفت المدفعية الإسرائيلية شرقي رفح جنوبي قطاع غزة. ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي، استشهد 359 فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى إصابة 903 آخرين بجروح متفاوتة.


تضمنت شهادات حيّة عن تجارب مؤلمة في المعتقلات الصهيونية

ندوة حول معاناة الأسرى الفلسطينيين بالجامعة العربية

شكلت "معاناة الأسرى الفلسطينيين والمعتقلين في السجون الصهيونية وواقع الأسرى المبعدين" موضوع ندوة احتضنتها، أول أمس، الأمانة العامة للجامعة العربية بمقرها بالعاصمة القاهرة تضمنت ثلاث جلسات رئيسية وشهادات حية، إلى جانب مشاركات مباشرة من أسرى سابقين حول تجاربهم الشخصية حول الانتهاكات والإجراءات الصهيونية بحقهم.

وشملت الجلسات استعراض واقع الانتهاكات في السجون الصهيونية، إلى جانب استعراض الأشكال المتنوعة لها، بما في ذلك التعذيب النفسي والجسدي والحرمان من الرعاية الطبية، مع الاستناد إلى تقارير دولية وفلسطينية، علاوة عن عرض فيلم تسجيلي يوثق معاناة الأسرى. وتناول المتحدثون في الندوة حالة الأسرى المبعدين خارج الأراضي الفلسطينية، الذين يواجهون صعوبات إضافية في التواصل مع عائلاتهم وكذلك مطالب الأسرى وآليات الدعم، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية الإفراج الفوري عن المعتقلين الإداريين وتوفير ضمانات للحقوق الإنسانية وفقا للمعاهدات الدولية.

كما سلطت الندوة الضوء على دور الدعم العربي الرسمي، بما في ذلك الضغط الدبلوماسي في المحافل الدولية لفرض عقوبات على سلطات الاحتلال الصهيوني، إلى جانب مناقشة آليات التعاون العربي المشترك في هذا الصدد، بما يشمل حملات توعية مجتمعية وتوفير دعم قانوني دولي، وتعزيز الجهود لإطلاق سراح الأسرى.

وأوضحت جامعة الدول العربية، في بيان لها، أن الندوة تأتي في سياق الاهتمام المستمر بقضية الأسرى الفلسطينيين، الذين يعانون من انتهاكات جسيمة في سجون الاحتلال الصهيوني، بما في ذلك التعذيب والإهمال الطبي والحرمان من الحقوق الأساسية، حيث يقدر عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين داخل هذه السجون بأكثر من 9 آلاف، وفقا لتقارير هيئة شؤون الأسرى، مع تزايد الانتهاكات في ظل التصعيد الأخير في الأراضي المحتلة. وأضافت أن الندوة تأتي كذلك في أعقاب سلسلة من الجهود العربية لدعم الأسرى الفلسطينيين، مجددة التأكيد على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين كجزء أساسي من الحل السياسي للقضية الفلسطينية.

من جانبها، أعربت المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية عن شكرها للجامعة العربية على استجابتها السريعة لطلبها بعقد هذه الندوة، مشددة على أن مثل هذه الفعاليات تعزز الوعي العربي والدولي حول معاناة الأسرى وتفتح آفاقا لدعم أكبر على المستويين الرسمي والشعبي في هذا الشأن. 


بعد الإعلان عن استشهاد مصوّر صحفي

ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 257 شهيد 

ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين  الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 257 شهيد منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على هذا الجزء المنكوب من الأرض الفلسطينية المحتلة، وذلك بعد الإعلان عن استشهاد أحد الصحفيين، الذي يعمل مصوّرا مع عدة وسائل إعلام محلية وأجنبية.

ويتعلق الأمر بالمصوّر الصحفي، محمود وادي، الذي ارتقى بعد إصابته جراء قصف مسيرة إسرائيلية أثناء عمله، أول أمس، في وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ضمن منطقة بعيدة عن الخط الأصفر، كما أصيب في نفس القصف الصحفي محمد إصليح شقيق الشهيد حسن إصليح.

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وحمل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم النّكراء الوحشية.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة، كما طالبها بممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.


يدعم حل الدولتين

قرار أممي جديد يدعو إلى إنهاء الاحتلال الصهيوني

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أول أمس، قرارا جديدا يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، في فلسطين ودعم حل الدولتين الذي يحظى بتأييد غالبية أعضاء المجموعة الدولية باستثناء الكيان الصهيوني وبعض الدول الداعمة له.

ويدعو القرار الاحتلال الصهيوني إلى الانسحاب من كافة الأراضي التي تحتلها منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، وتحقيق الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة. وصوتت 151 دولة لصالح مشروع القرار، بينما عارضته 11 دولة في مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة وامتنعت 11 دولة عن التصويت، ويعيد التأكيد على مسؤولية الأمم المتحدة تجاه قضية فلسطين، ويطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة بعد عام 1967، إضافة إلى دعم حل الدولتين.

كما يطالب بوقف اعتداءات المستوطنين على أراضي الفلسطينيين وامتثال الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي، واستئناف المفاوضات وعدم الاعتراف بأي تغييرات في الحدود وزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.وأعرب القرار عن ارتياحه لوقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في غزة يوم 10 أكتوبر الماضي، ويشدد على رفض أي محاولات لتغيير التركيبة السكانية أو الوضع الجغرافي للقطاع، مؤكدا أنه جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.وفي كلمة لها خلال جلسة الجمعية العامة المنعقدة تحت بند "قضية فلسطين"، أكدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، على ضرورة حماية حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، داعية الدول الأعضاء إلى عدم ترك قرارات الأمم المتحدة حبرا على ورق.

وبينما لفتت إلى أن القضية الفلسطينية تكاد تكون على جدول أعمال الجمعية العامة منذ تأسيس الأمم المتحدة، أشارت بيربوك، إلى أن جرائم الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، التي أدت إلى استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، وعدوانه المتواصل في الضفة الغربية والقدس الشرقية يقوض بشكل مستمر إمكانية قيام دولة فلسطينية.

وهو ما جعلها تؤكد أن الصراع لا يمكن حله عبر الاحتلال غير القانوني أو الضم الفعلي أو القانوني أو عمليات التهجير القسري، وشددت على أن قرارات الأمم المتحدة ترسم الإطار اللازم لحل الدولتين. من جانبه قال مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور، إنه من الضروري تأكيد المعايير الدولية لإنجاز السلام الدائم والعادل، مؤكدا أن قطاع غزة "كان وما زال جزءا من الدولة الفلسطينية".

وقال منصور، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "قضية فلسطين تمر بمرحلة حاسمة بالنسبة للشعب الفلسطيني والمنطقة والمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة"، وأوضح أن قضية فلسطين والإجحاف بحق شعبها لم تحسم بعد 80 عاما من إنشاء الأمم المتحدة، في أمر دفع الجمعية لمواصلة اهتمامها وبذل جهودها للإسهام في حل عادل وسلمي.

وأشار إلى أن الناجين من الإبادة يبقون ضحية حرب مستمرة ضد حقهم وبقائهم ووجودهم على أرضهم وكرامتهم البشرية، ورغم ذلك وفي خضم الظروف العصيبة يواصلون محاولتهم للتعافي واستعادة الحياة بينما يحيط بهم الموت. وأضاف أن الطلاب يعودون إلى دراستهم على الأنقاض والمستشفيات المنهارة تستأنف عملها بعد إصلاحات عاجلة، والآباء يحاولون توفير المأوى المؤقت لأطفالهم في الشتاء القاسي، بينما تغرق الأمطار ممتلكاتهم والبرد يؤدي إلى انتشار الأمراض.

وأكد أن الفلسطينيين في غزة رحبوا أكثر من غيرهم باتفاق وقف إطلاق النار، لكنهم ما زالوا يقتلون بينما تواجه الإغاثة لإنقاذ الأرواح قيودا، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يريدون نهاية لكل ذلك وألا يفقدوا نصف غزة في تلك العملية، داعيا إلى احترام وقف إطلاق النار بشكل كامل "فلا مبرر لقتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين"، كما أوضح رياض منصور، في ختام كلمته أن الجمعية اليوم تعتمد قرارا تاريخيا يؤكد مجددا القواعد التي ينبغي الامتثال لها حتى وقت الحرب.