ملتزمة بتطوير تكنولوجيات الصحة في القارة

الجزائر تقود مسار السيادة الدوائية في إفريقيا

الجزائر تقود مسار السيادة الدوائية في إفريقيا
  • 108
أسماء منور أسماء منور

❊أيت مسعودان: إفريقيا تمتلك كل مقومات التحوّل إلى قطب صيدلاني عالمي 

❊قويدري: الجزائر تلعب دورا رياديا في تطوير الصناعة الصيدلانية بإفريقيا 

❊منظمة الصحة العالمية: الجزائر رمز لمرحلة جديدة في السيادة الصحية

 أكد وزير الصحة، محمد صديق آيت مسعودان، أول أمس، التزام الجزائر بتعزيز الإنتاج الدوائي وتطوير تكنولوجيات الصحة في إفريقيا، لا سيما في ظل امتلاك القارة لكل المقومات لتتحوّل إلى قطب صيدلاني عالمي، فيما عدد وزير الصناعة الصيدلانية وسيم قويدري مقومات الدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في تطوير الصناعة الصيدلانية بإفريقيا.

قال وزير الصحة، في افتتاح أشغال المؤتمر الوزاري الافريقي المشترك حول الإنتاج الصيدلاني وتكنولوجيات الصحة، بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالجزائر، إن الأزمة الصحية أبرزت الحاجة الملحة إلى تغيير هيكلي عميق يرسخ مفهوم السيادة الصحية المبنية على الاستقلالية الصيدلانية والابتكار والتضامن الإقليمي، مشدّدا على مسؤولية تحويل هذه الدروس إلى إجراءات ملموسة. واعتبر أيت مسعودان المؤتمر “فضاء للتبادل والتعاون في ظل مرحلة حاسمة بالنسبة لقارة تواجه تحديات كبرى”، مشيرا إلى أن الإنتاج الوطني الصيدلاني لم يعد مجرد رهان صناعي بسيط، بل أصبح ركيزة للأمن الصحي والتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي.

 وفي حين أكد أهمية تعزيز الصناعات الوطنية للوصول إلى الأدوية الأساسية والتحكم في تكاليفها  وتعزيز الثقة في المنظومات الصحية، دعا الوزير إلى الاهتمام بوضع إطار تنظيمي حديث قائم على المعايير الدولية وتطوير شراكات صناعية بنيوية تسمح بتأهيل رأس المال البشري. كما أبرز أهمية استخدام التكنولوجيات الصحية الحديثة باعتبارها عاملا حاسما في تقدم المنظومات الصحية، على غرار التقنيات الرقمية التي تساهم في تحسين المراقبة الوبائية، وتعزيز سلاسل الإمداد، وتأمين تتبع المنتجات، ورفع جودة الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تسهيل نقل التكنولوجيا والبحث التعاوني بين الدول الإفريقية.

  وقال الوزير، إنّ إفريقيا بثرواتها البشرية وإمكاناتها العلمية والاقتصادية، تمتلك كل المقومات لتصبح قطبا صيدلانيا عالميا، في حال توفر إرادة سياسية جماعية وتنسيق وثيق بين الدول وتفعيل الآليات الإقليمية للتعاون وإنشاء مراكز إنتاج دوائي ذات بعد قاري، مؤكدا التزام الجزائر الراسخ بالمساهمة الفعالة في الديناميكية القارية، وتعزيز قدراتها الوطنية، وتبادل خبراتها، والمشاركة في المبادرات الإقليمية الداعمة لإفريقيا.

من جهته، أبرز وزير الصناعة الصيدلانية، وسيم قويدري، دور الجزائر الريادي في تطوير صناعة دوائية محلية متطوّرة منذ إنشاء وزارة الصناعة الصيدلانية في 2020، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “الجزائر رفعت التحدي من أجل تحقيق السيادة الصحية، بجعل الصناعة المحلية هدفا أساسيا للحفاظ على الصحة العامة، في ظل الظروف الدولية، التي تؤثر على الأنظمة الصحية حتى المتطوّرة منها”. وبعد أن أشار إلى أن القطاع، يحظى بأولوية خاصة باعتباره واحدا من القطاعات المولدة للثروة وتعزيز الاستثمار، ذكر قويدري، بإرساء منظومة تشريعية وتنظيمية محكمة، وتأطير الصناعة الصيدلانية بمعايير الجودة ومرافقة المستثمرين، وفقا للمعايير العالمية والممارسات الحسنة للتصنيع، مشيرا إلى أن الجزائر تمتلك اليوم مصانع للإنتاج الصيدلاني بأزيد من 780 خط إنتاج لكافة الأشكال الصيدلانية والمستلزمات الطبية، مع طاقات إنتاجية تفوق 6,4 مليار وحدة بيع، للاستجابة إلى الحاجات الداخلية بنسبة 82 من المائة، مع إمكانية توجيه فائض الإنتاج للتصدير. ولفت إلى أن الجزائر التي رفعت تحدي تصنيع اللقاحات وتصنيع المواد الأولية للأدوية المضادة للسرطان والهرمونات وأدوية أمراض القلب ومضادات الالتهاب والأدوية البيولوجية المماثلة والمضادات الحيوية، تحرص على ضمان جودة وفعالية وأمن الأدوية عبر الدور المحوري للوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية، التي تتولى التسجيل والرقابة والتفتيش واليقظة الدوائية مستندة إلى مخابر حديثة وتجهيزات متطوّرة.

وفي حين ذكر بأن منظمة الصحة العالمية توصي بنقل الإنتاج المحلي للأدوية في إفريقيا من 5% إلى 50% بحلول عام 2035، شدد الوزير على الدور الهام الذي يلعبه المؤتمر الإفريقي في تعزيز التعاون بين دول القارة، مؤكدا أهمية “إعلان الجزائر” في فتح آفاق واعدة للإنتاج المحلي وتسهيل تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا للصناعات الدوائية الموجهة للسوق الإفريقية ذات الاحتياجات المتزايدة.

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: الجزائر رمز لمرحلة جديدة في السيادة الصحية 

بدوره، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن الجزائر أصبحت رمزا لمرحلة جديدة في السيادة الصحية، بعد أن تمكنت من تلبية 82 من المائة من احتياجاتها محليا، بأكثر من 230 مصنع، مشيرا إلى أنها أصبحت مثالا يحتذى به في إفريقيا والعالم.  وقال غيبريسوس في كلمة مسجلة تم بثها في افتتاح المؤتمر الوزاري الإفريقي للإنتاج الصيدلاني، إن الحدث القاري يعد فرصة للدول الإفريقية للاستفادة من التجربة الرائدة للجزائر في مجال إنتاج الأدوية، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية، تسعى إلى تعزيز إنتاج الأدوية محليا وإقليميا، ونقل التكنولوجيا، من خلال اعتماد عديد الآليات الرقابية، على غرار وكالة الأدوية الافريقية. واعتبر هذه الآليات أساس تحقيق السيادة الصحية، ورفع قدرة الدول على مواجهة أي طارئ صحي، خاصة بعد الدروس المستخلصة من وباء كوفيد -19. من جانبه، أوضح المدير الإقليمي للمنظمة، محمد جنبي يعقوب، أن تعزيز الإنتاج المحلي للأدوية واللقاحات والتكنولوجيات الصحية، أصبح ضرورة أمنية واقتصادية مشتركة في القارة الافريقية. وأكد أن الجزائر لطالما كانت رمزا للتضامن الإفريقي وتقرير المصير، لتصبح اليوم رمزا للسيادة الصحية، لافتا إلى أن الدول المشاركة في المؤتمر تتقاسم نفس القناعات والرؤى الواضحة، بأن الصحة في إفريقيا تعتمد على وحدة الأنظمة الصيدلانية. وبدورها ذكرت المديرة العامة للوكالة الافريقية للأدوية، ديليز ميمي داركو، بأن الجزائر تدعم دائما جهود الوكالة، باعتبارها عضوا ناشطا في مؤتمر الدول الأطراف، مشيدة بسعيها الدائم إلى تعزيز الإنتاج المحلي للأدوية، وتطوير سلاسل إنتاج قارية للتقليل من التبعية للاستيراد. أما المدير العام للمركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، جون كاسيا، فأكد أن إنشاء وزارة للصناعة الصيدلانية في الجزائر، من شأنه النهوض بالإنتاج الدوائي في القارة، وتطوير الكفاءات الإفريقية في المجال، باعتبارها شريكا استراتيجيا في تحقيق الأمن الدوائي، خاصة وأنها تمكنت من بلوغ تغطية مقدرة بـ82 من المائة.


شدّد على أهمية توسيع الشراكات القارية.. صنهاجي:

"تجربة الجزائر في إنتاج الأدوية نموذج مفيد لإفريقيا

أكد رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، البروفيسور كمال صنهاجي، أول أمس، أن الجزائر تمكنت من بناء منظومة صناعية متكاملة للأدوية واللقاحات، مشيرا إلى أن تجربتها الرائدة تعتبر نموذجا يمكن للدول الإفريقية الاستفادة منه، خاصة وأن 30 من المائة من مصانع الأدوية في إفريقيا تقع في الجزائر. وقال صنهاجي في تصريح للصحافة، على هامش المؤتمر الوزاري الإفريقي حول الإنتاج المحلي للأدوية وتكنولوجيات الصحة، أن الجزائر ملتزمة بتوفير الدعم للدول الإفريقية، في إطار رؤيتها لتعزيز السيادة الصحية في القارة، من خلال نقل خبرتها في مجال إنتاج الأدوية واللقاحات، مشدّدا على أهمية إبرام شراكات واسعة مع هذه الدول، لتقليل الاعتماد على الاستيراد وإرساء قاعدة صلبة للاكتفاء الذاتي القاري ودعم الاستجابة السريعة للأزمات الصحية. وفيما يخص السلامة الصحية، أوضح المتحدث، أن جميع عمليات التصنيع تخضع للرقابة الصارمة، ولا يمكن تسويق أي دواء إلا بعد إخصاعه لسلسلة من التحاليل الدقيقة، لضمان سلامته وجودته، الأمر الذي يعكس حرص الجزائر على حماية صحة المرضى.