تزامنا مع تساقط الأمطار والثلوج عبر ربوع البلاد
الدرك الوطني يضاعف الجهود لمجابهة حوادث المرور
- 141
نسيمة زيداني
❊ العاصمة تتصدر قائمة حوادث الطرقات
❊ ارتفاع في الحوادث وتراجع عدد القتلى والجرحى
❊ استحداث خلايا المطاردة في 22 ولاية
❊ تكوين دراجين ناريين بمدارس أمن الطرقات بعين مليلة وسيدي بلعباس
❊ حملة تحسيسية يوم 15 ديسمبر المقبل
كشف الرقيب الأول عبد الحميد عمراني من مركز الإعلام وتنسيق المرور بقيادة الدرك الوطني، لـ "المساء"، عن ارتفاع ملحوظ في عدد حوادث المرور، وتراجع وانخفاض في عدد القتلى والجرحى. حيث سجلت العاصمة أكبر حصيلة خلال شهر أكتوبر المنصرم بـ 30 حادثا، تليها ولاية تيبازة بـ 29 حادثا، والبويرة بـ 28 حادثا، والبليدة وبرج بوعريريج بـ 24 حادثا، والمسيلة بـ 23 حادثا، والشلف وعين الدفلى بـ 20 حادثا، وولايتا الجلفة والمدية بـ 19 حادثا.
وعلّق محدث "المساء" على حصيلة المرور خلال شهر أكتوبر 2025، قائلا إن "وحدات الدرك الوطني سجلت عبر إقليم اختصاصها، 604 حادث، أسفرت عن وفاة 250 شخص، وإصابة 969 آخر بجروح متفاوتة الخطورة"، موضحا أنه تم مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، تسجيل ارتفاع في عدد الحوادث بـ65 حادثا، وانخفاض في عدد الضحايا بـ20 قتيلا، مع تسجيل ارتفاع في عدد الجرحى بـ153 جريح.
وأما عن الأسباب المؤدية إلى هذه الحوادث، فأكد السيد عمراني أنها تأتي على رأس القائمة. السرعة المفرطة بـ 156 حادث، والتجاوز الخطير بـ 89 حادثا، وتغافل السائقين بـ 83 حادثا، والسير على اليسار بـ 77 حادثا، وعدم احترام المسافة الأمنية بـ 67 حادثا، وتغيير الاتجاه دون إشارة بـ 45 حادثا، والمناورات الخطيرة بـ 39 حادثا، وعدم احترام الأسبقية بـ 19 حادثا، وعدم احترام الإشارات بـ 19 حادثا، ناهيك عن السياقة في حالة سكر بـ 19 حادثا، والوقوف الخطير بـ 11 حادثا، فيما تَسببت حالة الطرقات والمحيط في 22 حادثا، وحالة المركبات في 35 حادثا، والمارة في 75 حادثا".
جهود جبارة لمجابهة الحوادث
وبخصوص المجهودات التي يقوم بها أفراد الدرك الوطني للحد من حوادث المرور، وفي إطار الاستراتيجية المنتهجة من قبل قيادة الدرك الوطني كشريك فعال للسلامة المرورية، أوضح مصدر "المساء" أن قيادة الدرك الوطني عمدت إلى تكوين موارد بشرية متخصصة، منهم دراجون ناريون بمدارس أمن الطرقات بكل من عين مليلة وسيدي بلعباس، وأيضا تقني علم حوادث المرور، وخبراء من المعهد الوطني للأدلة الجنائية والإجرام، وإطارات متخصصة في تنسيق النقل، مع القيام بدراسات مع الجامعات والمعاهد؛ لتشخيص ظاهرة الحوادث.
«كما يتم وضع مخططات عمل مدروسة، استنادا على نتائج الميدان ونتائج تحليل الإحصائيات والمعطيات المرورية المتحصل عليها من قبل المجموعات الإقليمية للدرك الوطني، كل حسب خصوصيات المنطقة"، يقول الرقيب الأول؛ للتقليل من هذه الحوادث، بالإضافة الى التنسيق مع الفاعلين في السلامة المرورية من خلال المشاركة في مختلف المجالس والدوائر الوزارية، لتقديم اقتراحات وحلول، ومتابعة حالة شبكة الطرقات، وإشارات المرور، والنقاط السوداء، ومراسلة الهيئات المختصة من أجل تدارك الأخطاء.
وتم، حسب المسؤول الأمني استحداث خلايا المطاردة في 22 ولاية لأفراد مختصين، وباستعمال مركبات مموّهة لمحاربة المناورات الخطيرة، وفرض الرقابة الدائمة على السائقين المتهورين. كما يتم استعمال كاشف المخدرات؛ كإجراء ردعي لحماية الشباب عن طريق التحليل، وكشف نسبة الكحول في الدم، وإرسالها للمعهد الوطني للعلوم الجنائية والإجرام، مع ثلاثة مخابر جهوية بكل من قسنطينة ووهران وورقلة.
أما بالنسبة لمركز الإعلام وتنسيق المرور بقيادة الدرك الوطني، فتتم عملية المراقبة بالكاميرات، خصوصا بالمدن الكبرى، وعن طريق صفحة "طريقي" أو مكتب الإعلام والاتصال بالمركز. كما يتم التنسيق بين خلايا ومركز الإعلام، وتنسيق المرور ومصلحة الإجرام السيبراني بالقيادة، بالإضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي، والتركيز، أيضا، على كل هذه المواضيع عن طريق الحملات التحسيسية، خصوصا فئة الشباب.
مصالح الدرك الوطني تحذّر من سوء التقلبات الجوية
أكددت مصالح الدرك الوطني أن فصائلها خاصة العاملة بأمن الطرقات، في حلة تأهب قصوى، من خلال متابعتها النشرات الجوية لحظة بلحظة للتدخل في أي وقت، وتسهيل حركة المرور، وتوعية مستعملي الطريق في حال انسداد الطرقات، بسبب تراكم الثلوج، أو اجتياح سيول الأمطار، أو بسبب الأشغال، علما أن الوحدات تتواجد في الميدان خلال التقلبات الجوية بالتنسيق مع مختلف القطاعات، منها الأشغال العمومية، والشرطة، والحماية المدنية، وأفراد قوات الجيش الوطني، بهدف مساعدة وتقديم يد العون للمواطنين في المناطق المعزولة، وضمان وصول المؤونة والمواد الأساسية كهدف أول.
كما إن قاعة العمليات على مستوى كافة الوطن مجندة لمعرفة حالة كافة الطرقات بالتنسيق مع مراكز الإعلام والمرور بقيادة الدرك الوطني، وصفحة "طريقي"، ليتم تحديث حالة الطرقات والمغلقة منها في الحين، وتبليغ المواطنين بها عبر وسائل الإعلام أو عبر موقع "فايسبوك" لأخذ الحيطة والحذر، خصوصا المتوجهين إلى أعالي الجبال؛ على غرار الشريعة، وجرجرة، وتيكجدة، وتيزي وزو... وغيرها؛ لذا توجه مصالح الدرك نداءات متكررة بعدم المغامرة وعدم التنقل أثناء تساقط الأمطار والثلوج، التي تتسبب في إغلاق الطريق في أي لحظة.
وعلى إثر النشرات الخاصة التي تطلقها مصالح الأرصاد الجوية خصوصا المتعلقة بالتنبيهات من الدرجة الثالثة، تبقى قيادة الدرك الوطني في حالة تأهب تام للتدخل في كل الولايات، خاصة المعنية بالتقلبات الجوية؛ من أجل تسهيل حركة المرور، وضمان سلامة المواطن، منها الطريق الوطني رقم "15" و«33" بولايتي تيزي وزو والبويرة؛ بسبب تراكم الثلوج، والطريق الوطني "82" بتبسة، وكذا طرق سكيكدة وبجاية وجيجل التي تشهد ارتفاعا في منسوب المياه.
مندوبية أمن الطرقات تواصل حملاتها
وفي نفس السياق، تدعو المندوبية الولائية للأمن في الطرق لولاية الجزائر، كافة مستعملي الطريق إلى احترام قانون المرور لسلامة الجميع، تزامنا مع حلول فصل الشتاء، الذي يعرف تقلبات جوية، تصحبها الأمطار والثلوج والرياح وغيرها. وشددت هذه الأخيرة على خفض السرعة، والحفاظ على مسافة الأمان، واستعمال الأضواء، وتجنب التجاوز، ونظافة الزجاج، والمصابيح، والمكابح، وتجنب البرك المائية في الطريق إذا ساءت الأحوال الجوية.
وقامت مندوبية الطرقات الأسبوع المنصرم، بزيارة محطة "خروبة" للمسافرين؛ للتحسيس بخطورة السياقة في فصل الشتاء، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان السلامة المرورية، علما أن الغرض من ذلك هو تذكير مستعملي الطريق بضرورة ترسيخ ثقافة استخدام الإشارات المرورية، الى جانب التحضير لحملة تحسيسية أخرى ابتداء من 15 ديسمبر القادم. وفي هذا الصدد، تم تركيز الجهود على مرافقة مستعملي الطريق، وتحسيسهم بعواقب حوادث المرور، والتذكير بمخاطر الاستعمال المفرط للسرعة، والتجاوزات، والمناورات الخطيرة، وعدم احترام مسافة الأمان، إلى جانب التحذير من مخاطر استعمال الهاتف النقال، والإلهاء أثناء السياقة تحت تأثير التعب، والإرهاق.