شهد قطاع الصناعة التقليدية والحرف بولاية غليزان، خلال السنة الجارية، انتعاشا ملحوظا بعد استفادة 734 حرفي وحرفية من برامج تأهيلية خاصة، تُمكّنهم من الحصول على بطاقة الحرفي، وترقية معارفهم التقنية في مختلف التخصصات. وأوضح جمال حشيش مدير الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف، أنّ هذه العملية تأتي في إطار إستراتيجية وطنية، تهدف إلى مرافقة الحرفيين، وتثمين نشاطهم، وإدماجهم ضمن المنظومة الاقتصادية المحلية.

الدورات التأهيلية شملت تخصّصات واسعة، من بينها ميكانيك السيارات، والبناء، والدهن، وطلاء العمارات، وصناعة الفخار والخشب والأواني التقليدية، إلى جانب الحرف النسوية؛ مثل الخياطة والتفصيل، والحلويات، والحلاقة والتجميل. وقد استفاد 168 حرفي من تكوينات تحسين المستوى داخل المؤسسات التكوينية، فيما خضع 201 آخرون لدورات تكوينية بالتنسيق مع مؤسسات تابعة لقطاع التكوين المهني. هذه البرامج، وفق المتحدث، من شأنها تعزيز قدرات الحرفيين، والرفع من جودة المنتوج الحرفي المحلي، وتمكينهم من مواجهة متطلبات السوق، خاصة أولئك الذين يستعدون لإطلاق مشاريع مصغرة في إطار أجهزة الدعم المختلفة.

شراكات بين الغرفة ومؤسسات داعمة

أكدت الغرفة أنّ تعاونها مع الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية "أناد" ، سيساهم في مرافقة الحرفيين الراغبين في إنشاء مؤسسات مصغرة، وتوسيع دائرة المنتوج الحرفي بالولاية، خصوصا في الصناعات التقليدية التي تشتهر بها غليزان؛ مثل النحاسيات، والزرابي، والفخار، والمنتجات الجلدية. كما يجري العمل على رقمنة بطاقة الحرفي، وضبطها عبر منصة وطنية، في خطوة تهدف إلى تنظيم القطاع، وتسجيل الحرفيين بصفة رسمية؛ ما يسمح لهم بالاستفادة من التكوين، والدعم، والمتابعة.

7386 حرفي مسجَّلون بغليزان

وحسب أرقام الغرفة الولائية، يبلغ عدد الحرفيين المسجلين بولاية غليزان، 7386 حرفي يمارسون مختلف النشاطات الحرفية والصناعات التقليدية. ويستفيدون سنويا من دورات تكوينية وتأهيلية لتحسين مستوى الأداء، وضمان استمرارية هذا الموروث الحرفي المهم. ويؤكد مسؤولو القطاع أنّ مواصلة برامج التأهيل والدعم ستساهم في خلق ديناميكية اقتصادية جديدة، وتعزيز مكانة الصناعات التقليدية كرافد تنموي، قادر على امتصاص البطالة، وخلق ثروة، خصوصا في المناطق الريفية.