رقمنة العربية صون للهوية وترسيخ للسيادة الثقافية.. عميد جامع الجزائر:
الدفاع عن اللغة دفاع عن السيادة والوحدة الوطنية
- 377
ع. م
اعتبر عميد جامع الجزائر، محمد المأمون القاسمي الحسني، أمس ببسكرة، الرقمنة معركة حضارية مهمة، تفرض دعم حضور اللغة العربية في الفضاء الرقمي، وتمكينها من أدوات العصر، حتى لا تبقى خارج حركة المعرفة الجديدة.
أوضح محمد المأمون القاسمي الحسني، في محاضرة ألقاها خلال ملتقى وطني، حول “اللغة العربية في الجزائر، إبان فترة الاحتلال الفرنسي: صراع الهُوية ومقاومة الهيمنة”، بجامعة “محمد خيضر” ببسكرة، أن مواجهة التحديات الراهنة، من عولمة ثقافية جارفة، وصعود نماذج معرفية دخيلة، تقتضي تجديد أدوات اللغة العربية، ورقمنة معاجمها، ومواكبتها للعلوم الحديثة؛ حتى تظل لغة قادرة على إنتاج المعرفة، لا مجرد وعاء لتراث الماضي، مبرزا استعداد جامع الجزائر لاحتضان مشاريع بحثية ورقمية تسهم في ترقية العربية وإدماجها في التطبيقات التكنولوجية.
وأجرى الشيخ القاسمي قراءة تاريخية عميقة في الموضوع، مبينا أن الاحتلال الفرنسي “أدرك مبكرا أن ضرب العربية هو ضرب لروح الأمة؛ ولذلك استهدف المدرسة والمسجد والزوايا”، مبرزا في هذا السياق الدور الريادي للزوايا العلمية “التي جاهدت بالتربية والتعليم، قبل الجهاد الميداني، فحفظت القرآن واللغة والعقيدة، في أحلك الظروف”.
وبعد أن أكد أن جمعية العلماء المسلمين التي شكلت امتدادًا لهذا الجهد، قامت بتحويل العربية إلى أداة وعي ومقاومة وبناء، دعا عميد جامع الجزائر إلى تعزيز حضور العربية في الجامعة والإعلام والإدارة؛ معتبرا الدفاع عن اللغة دفاع عن السيادة والوحدة الوطنية، وأن الجزائر تمتلك من الرصيد الروحي والعلمي ما يجعلها قادرة على قيادة مشروع لغوي حضاري رائد.
وأكد المأمون القاسمي في ختام محاضرته أن جامع الجزائر، برسالته الدينية والعلمية، سيظل حاضنا لكل المبادرات الوطنية التي تخدم العربية وتعلي من شأنها. للإشارة فقد تم في ختام الملتقى تكريم السيد العميد، من قبل جامعة “محمد خيضر” ببسكرة تقديرا لإسهامه الفكري في إنجاح الملتقى، وتثمينا لجهوده في صون اللغة العربية، والدفاع عن مرجعية الجزائر الدينية الجامعة.