المؤتمر الإفريقي للإنتاج المحلي للأدوية.. قويدري:
إبراز قدرات الجزائر ودورها في تعزيز الإنتاج الصيدلاني قاريا
- 107
أ. م
❊ تعزيز تصنيع الأدوية داخل القارة الإفريقية وتطوير قطاعها الصحي
❊ منصوري: بناء شراكات إفريقية متكاملة على أساس المنفعة المتبادلة
أبرز وزير الصناعة الصيدلانية وسيم قويدري، أول أمس، أهمية المؤتمر الوزاري الإفريقي للإنتاج المحلي للأدوية والتكنولوجيات الصحية في إفريقيا، الذي تحتضنه الجزائر نهاية نوفمبر الجاري، كونه سيسمح، حسبه، بالخروج بخارطة طريق قارية لتعزيز الإنتاج الصيدلاني، مع إبراز قدرات الجزائر في هذا المجال حيث تحوز ما يفوق ربع مصانع الدواء العاملة في القارة.
أوضح الوزير خلال ندوة صحفية نشطها رفقة كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلفة بالشؤون الإفريقية، سلمة بختة منصوري، حول المؤتمر الوزاري الإفريقي، الذي يقام من 27 إلى 29 نوفمبر الجاري، بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال"، بالعاصمة، تحت شعار "صناعة صيدلانية محلية.. من أجل إفريقيا مندمجة وقوية"، أن اللقاء يهدف لصياغة خارطة طريق مشتركة لتعزيز الإنتاج المحلي للأدوية في إفريقيا، وإبراز قدرات الجزائر في الصناعة الصيدلانية وتعزيز فرص التصدير نحو بلدان القارة، ميرزا الأشواط التي قطعتها الجزائر في الصناعة الصيدلانية، حيث ذكر بأنها تضم 27% من مصانع الدواء في القارة، (250 مصنع للأدوية من بين 650 مصنع في القارة الافريقية)، وتغطي 82% من احتياجاتها الوطنية من الدواء بالإنتاج المحلي، وبالتالي فهي ترغب في تقاسم خبرتها مع الدول الافريقية الأخرى.
وأضاف الوزير أن تجربة الجزائر الرائدة تمثل نموذجا يمكن البناء عليه في الإطار الإفريقي، لتبادل الخبرات وبناء شبكات تكامل صناعي بين دول القارة. ويتعلق الأمر أساسا بتعزيز الإنتاج المحلي للأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية وآليات نقل التكنولوجيا والمعارف في المجال الصيدلاني وتطوير سلاسل القيم المشتركة وتحسين الإطار التنظيمي وتسهيل التسجيل المتبادل للأدوية بين الدول الإفريقية، وكذا تحقيق أهداف السيادة الصحية.
وأوضح قويدري أن المؤتمر في طبعته الأولى يشكل فرصة لبحث سبل تعزيز تصنيع الأدوية داخل القارة الإفريقية وتطوير قطاعها الصحي، مشيرا إلى أن الجزائر تؤكد من خلال تنظيمها لهذه الفعالية القارية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، التزامها الثابت بمبادئ التضامن الإفريقي والتكامل الإقليمي انسجاما مع رؤية رئيس الجمهورية، الرامية إلى جعل إفريقيا قارة قوية بسيادتها، موحّدة بمصالحها ومتكاملة في تنميتها. وأضاف أن المؤتمر يندرج في إطار رؤية الاتحاد الإفريقي لسنة 2063 ويشكل مساهمة فعالة في تنفيذ الاستراتيجية الإفريقية للصناعات الصيدلانية التي تهدف إلى ضمان الوصول العادل والمستدام للأدوية والتكنولوجيات الصحية.
كما لفت الوزير إلى أن اللقاء سيتوّج بإعلان الجزائر الذي سيتضمن توصيات من شأنها الوصول إلى تكامل في مجال صناعة الأدوية في القارة الإفريقية، وسيكون منعرجا حقيقيا في مسار توطيد التعاون الإفريقي في المجال الصحي والصناعة الصيدلانية مع وضع أسس متينة لشراكات عملية تضمن لشعوب القارة الحق في الوصول الى الأدوية والصحة والتنمية. وسيعرف اللقاء مشاركة 15 دولة ممثلة بوزرائها، على غرار مصر، جنوب إفريقيا، نيجيريا، إثيوبيا، رواندا، تنزانيا، زيمباوبي، الكاميرون، كوت ديفوار، أنغولا وأوغندا، إلى جانب 700 مشارك و400 خبير، وفقا لما أوضحه السيد قويدري.
من جهته أكد ممثل منظمة الصحة العالمية بالجزائر، فانويل هابيمانا، أن هذا المؤتمر يشكل تحديا استراتيجيا هاما لإفريقيا وخطوة في طريق تحقيق السيادة الصحية لإرساء صناعة صيدلانية محلية قوية ومستدامة. وبعد أن نوّه بجهود الجزائر في تنظيم المؤتمر، أشار المتحدث إلى أن 70 إلى 90% من الأدوية المستعملة في إفريقيا مستوردة، وأن 99% من اللقاحات مستوردة مقابل وجود 650 مصنع دواء فقط في إفريقيا، معتبرا أن "الجزائر متموقعة جيدا لتقديم النموذج في مجال الاستثمار في الصناعة الصيدلانية للدول الإفريقية". من جهتها، أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلفة بالشؤون الإفريقية، التزام الجزائر بالديناميكية التي أبانت عنها خلال استضافة معرض التجارة البينية الإفريقية لتحقيق التكامل الاقتصادي الافريقي، ترجمة لرؤية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في بناء شراكات إفريقية متكاملة مبنية على المنفعة المتبادلة.