أكد أهمية زيارة الرئيس الصومالي للجزائر في مد جسور التعاون.. الرئيس تبون:
الجزائر- الصومال.. شراكة وتوافق حول الملفات الدولية
- 140
ق. س
❊ فرص للتعاون في الطاقة والزراعة والصناعة الصيدلانية
❊ تكوين 110 طالب صومالي السنة القادمة
❊ توافق حول دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته
❊ التأكيد على الحل السياسي الليبي-الليبي الجامع لحل الأزمة
❊ رفض التدخل السافر لتأجيج الفتنة والإضرار بالسودان الشقيق
❊ الرئيس شيخ محمود: دور بارز للجزائر في دعم السلام والعدالة في إفريقيا
❊ الصومال على أتم الاستعداد لتعميق شراكتها الاستراتيجية مع الجزائر
❊ سنظل نتذكر مواقف الجزائر المشرفة تجاه الصومال في أصعب مراحلهادالاتفاقيات الموقعة مهمة وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المتقدم
❊ إرادة في تحويل الصداقة التاريخية إلى تعاون عملي لفائدة البلدين والقارة
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، السيد حسن شيخ محمود للجزائر، تجسد الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، مبرزا توافق البلدين حول الملفات الدولية الراهنة على غرار القضية الفلسطينية ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
رحّب الرئيس تبون في تصريح إعلامي مشترك عقب المحادثات التي جمعته مع ضيف الجزائر والوفد المرافق له بمقر رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة التي "تعتبر الثانية من نوعها، تجسّد الإرادة المشتركة لتعزيز تعاوننا وحرصنا على مد جسور هذا التعاون وتبادل وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين". كما أشار رئيس الجمهورية إلى أنه تم خلال المحادثات التطرق إلى فرص التعاون في مجالات الطاقة والزراعة والصيد البحري والصناعة الصيدلانية والتعليم العالي.
فبخصوص التعليم العالي، قال رئيس الجمهورية "نسجل أننا أنجزنا خطوة لاستغلال الفرص المتاحة لتكثيف التعاون"، حيث "ستستقبل الجزائر 110 طالب صومالي للاستفادة من التكوين موسم 2026-2027"، مضيفا "نحن بصدد تعزيز هذه الخطوة وتقديم منح أخرى في مجال التكوين المهني والشرطي والدفاع".
وأوضح رئيس الجمهورية أن اللقاء سمح باستعراض عديد القضايا التي تبادل حولها الجانبان الرؤى على المستوى العربي والإفريقي، وأكدا خلال تطرقهما إلى القضية الفلسطينية دعمهما للشعب الفلسطيني من أجل "نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف".
وحظي الملف الليبي بالأهمية في المحادثات الثنائية، حيث أكد الجانبان على "أهمية الحل السياسي الليبي-الليبي الجامع من خلال انتخابات حرة تفضي إلى بناء مؤسسات شرعية وتحافظ على وحدة ليبيا وسيادة شعبها الشقيق على أرضه مع وضع حد للتدخلات الأجنبية في شؤونه"، يقول السيد الرئيس، الذي أشار إلى "التطرّق باستفاضة إلى المستجدات في منطقة الساحل والصحراء"، فيما قال بخصوص الوضع في السودان إن "هذا البلد الشقيق يشهد مأساة إنسانية حقيقية ويعاني من التدخل السافر لتأجيج الفتنة"، مضيفا بالقول "لقد عبرنا عن رفضنا للتدخلات وخيمة العواقب التي ما فتئت تمعن في الإضرار بهذا البلد الشقيق وتزيد من تأزم الوضع، متجاوزة كل المبادئ والقيم والأسس الأخلاقية والسياسية التي تقوم عليها تقاليد التعاون والتضامن والتعاون في المنطقة العربية والقارة الافريقية". وخلص رئيس الجمهورية إلى القول "أعرب عن بالغ ارتياحنا لما أفضى إليه التشاور ونتطلع إلى مزيد من التعاون والشراكة لفائدة البلدين الشقيقين".
من جانبه، أشاد رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية بدور الجزائر في تعزيز السلام والعدالة والتضامن الإفريقي، قائلا، "يشرفني ويسعدني أن أكون في الجزائر، البلد الذي يظل تاريخه المجيد في التحرر والقيادة والتضامن مصدر إلهام لنا جميعا، في إفريقيا وفي العالم العربي". وبخصوص المحادثات التي جمعته برئيس الجمهورية، أوضح الرئيس شيخ محمود أنها اتسمت بـ«روح الأخوة والتفاهم المتبادل والعزم المشترك على تعزيز الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين"، حيث تمّ خلالها تأكيد "التزامنا الدائم ببناء شراكة تقوم على الاحترام المتبادل". وشهدت المحادثات، يضيف الرئيس الصومالي، استعراض مجالات التعاون الرئيسية، بما فيها التجارة والاستثمار والتعليم والدفاع والأمن والزراعة وتنمية القدرات البشرية، حيث تمّ الاتفاق على "العمل سويا من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي والدفع بالتكامل الاقتصادي والمساهمة في تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي لآفاق 2063".
وجدد الرئيس حسن شيخ محمود دعم البلدين الثابت والمبدئي للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ضمن حدود 1967، مضيفا أن اللقاء عرف أيضا التطرق إلى جملة من القضايا التي تخص المنطقة العربية، على غرار الأوضاع في ليبيا والسودان والصحراء الغربية، حيث تم إبراز "أهمية وحدة وسيادة أراضي هذه الدول".
وإذ نوّه عاليا بـ«الدور الثابت الذي تضطلع به الجزائر في تعزيز السلام والعدالة والتضامن الإفريقي"، أشار الرئيس الصومالي إلى أن البلدين "سيواصلان العمل معا لضمان الحقوق الأساسية لهذه الدول"، معربا عن تقدير بلاده لدعم الجزائر المتواصل من أجل "السلام وترسيخ الاستقرار في الصومال". وقال بهذا الخصوص "سنظل نتذكر مواقف الجزائر المشرفة إلى جانب الصومال في أصعب المراحل التي مر بها"، مشيرا إلى أن بلاده "تتقاسم رؤية مشتركة مع الجزائر تجاه إفريقيا، ترتكز على الاعتماد على الذات وتبني صوت موحد يدافع عن حقوق الشعوب ومصالحها المشروعة".
وعرج الرئيس الصومالي على الاتفاقيات التي وقعها البلدان والتي وصفها بـ«المهمة، لكونها تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المتقدم" بين الجانبين، مبرزا أنها تعكس الرغبة المشتركة" في تحويل صداقتنا التاريخية إلى تعاون عملي ومنظم، يعود بالنفع على شعبينا ويسهم في تنمية منطقتنا وقارتنا الإفريقية". وأوضح بأنه تم الاتفاق على إنشاء لجنة وزارية مشتركة "تتولى متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه واستكشاف آفاق جديدة للتعاون"، ليخلص إلى التأكيد على أن بلاده "على أتم الاستعداد لتعميق شراكتها الاستراتيجية مع الجزائر وتوسيع مجالات التعاون الثنائي في جميع القطاعات والعمل يدا بيد على تحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين".