غليزان
أيام تحسيسية بالجامعة حول خطر المخدرات
- 131
ن. واضح
اختُتمت فعاليات الحملة التحسيسية حول مخاطر المخدرات في أوساط العمل، التي نظّمها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء، بالتنسيق مع مفتشية العمل وجامعة أحمد زبانة بغليزان، مؤخرا، بعد ثلاثة أيام من النشاط المكثّف والتفاعل الواسع من قبل الطلبة الجامعيين.
جاءت هذه المبادرة في إطار الجهود الوطنية لتعزيز ثقافة بيئة عمل صحية وآمنة، خالية من كل أشكال التعاطي والسلوكيات المضرّة بالإنتاجية وسلامة الأفراد داخل أماكن العمل. خلال الأيام الثلاثة، شدّد المتدخلون من مختصين وأطباء ومفتشين على أنّ تعاطي المخدرات في الوسط المهني يمثّل تهديدًا مباشرًا للإنتاجية والأمن داخل المؤسسات، إذ يؤدي إلى ضعف التركيز، تكرار الحوادث المهنية، تراجع الأداء وارتفاع نسب الغياب. كما نبّهوا إلى أنّ الظاهرة بدأت تتخذ أبعادًا مقلقة في بعض القطاعات الحساسة، ما يستدعي استراتيجيات وقائية شاملة ترتكز على التوعية، الكشف المبكر، والتكفل العلاجي للمدمنين.
وتطرقت المداخلات إلى الأسباب الرئيسية لانتشار المخدرات في بيئة العمل، من بينها الضغوط النفسية والمهنية، بيئات العمل السلبية، ضعف التقدير، وسهولة الوصول إلى المواد المخدرة في بعض المهن. كما أُشير إلى أنّ الاضطرابات النفسية والاكتئاب والقلق تُعدّ من العوامل التي تدفع البعض إلى التعاطي بحثًا عن "الهروب المؤقت" من الواقع. وشدّد المشاركون على أنّ الوقاية من هذه الآفة تتطلب نهجًا شاملاً يجمع بين التوعية، التدريب، والدعم النفسي والاجتماعي.
ومن بين التوصيات التي خرجت بها الحملة تنظيم دورات تكوينية داخل المؤسسات حول كيفية التعرف على علامات التعاطي وطرق التعامل معها اعتماد سياسة صارمة تشمل الفحص الدوري خاصة في القطاعات الحساسة توفير خدمات مرافقة واستشارة نفسية للعمال. تحسين ظروف العمل وتعزيز روح الفريق داخل المؤسسات كما دعا المنظمون إلى تعاون فعّال بين المؤسسات ومراكز العلاج المختصة من أجل التكفل بالمصابين بالإدمان ومساعدتهم على الاندماج من جديد.
وفي ختام الحملة، وُجّهت رسائل توعوية خاصة للطلبة الجامعيين المقبلين على دخول عالم الشغل، كما ثم التأكيد على أن الوعي المبكر بالمخاطر السلوكية والمهنية يُعدّ خط الدفاع الأول ضد هذه الظواهر. وتمّ بالمناسبة التعريف بحقوق الطلبة في مجال الضمان الاجتماعي، بما في ذلك التغطية الصحية، التأمين على المرض والأمومة، وحوادث العمل، إضافة إلى الاستفادة من بطاقة الشفاء وفي السياق ذاته، قدّم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عرضًا حول الخدمة الرقمية الجديدة "بطاقة الشفاء الافتراضية – E-CHIFA"، الموجّهة خصيصًا للطلبة الجامعيين، والتي يمكن تفعيلها عبر فضاء "الهناء" دون الحاجة إلى البطاقة التقليدية.
وتُعدّ هذه الخدمة خطوة نحو رقمنة المنظومة الصحية، إذ تتيح الاستفادة من العلاج بسهولة عبر الهاتف الذكي وتحدّ من مشاكل ضياع أو نسيان البطاقة. ودعا المشرفون في ختام الأيام التحسيسية إلى تكثيف البرامج التوعوية داخل الجامعات ومؤسسات العمل، وإلى تبنّي مقاربة تشاركية تضمّ الهيئات العمومية، النقابات، الجامعات ووسائل الإعلام، لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد فئة الشباب وتعزيز ثقافة قائمة على الوعي، الصحة والمسؤولية الاجتماعية.