الروائي بشير مفتي:
أكتب لأقاوم الحياة و«حراس الأزقة الضيقة" مرآة لتناقضات المجتمع الجزائري
- 154
لطيفة داريب
بعد ست سنوات من الغياب، استعاد الكاتب بشير مفتي صوته الروائي من خلال عمل جديدة بعنوان "حرّاس الأزقة الضيقة" عن منشورات "اختلاف" ومنشورات "ضفاف".."المساء" حاورت الروائي على هامش توقيعه لروايته الجديدة بالمعرض الدولي للكتاب بالجزائر، فكان هذا الحوار.
❊ إلى ما يعود غيابك عن الساحة الأدبية لفترة طويلة؟
❊غيابي عن الساحة الأدبية لمدة ست سنوات كاملة يعود إلى عدّة أسباب وهي مرحلة الكوفيد، وإصابتي بـ«حبسة" أي أصبحت أكتب الروايات ولا أنهيها، فشعرت بالعجز واليأس، لكن في الفترة الأخيرة كعادتي في الكتابة، عندما أشعر أنّني جاهز أنطلق، أي حينما تكون كلّ حواسي وأفكاري مستعدة للكتابة، وكذا بفعل إصابتي بمرض دفعني إلى المقاومة اعتقادا مني أنّني أستطيع أن أشفى من خلال الكتابة. أشعر ككاتب أنني لا أقبض على الحياة إلاّ حينما أكتب، فأصبح المسيطر على الحياة وليس العكس.
❊ تصبح مسيطرا لأنّك تخلق عالما خاصا في الرواية، أليس كذلك؟
❊ الرواية عالم متخيّل لكنّه يستند إلى واقع، فلا يمكن للخيال أن يكون منفصلا عن المجتمع والأسئلة التي يطرحها هذا المجتمع. في هذه الرواية كنت قريبا جدا من المجتمع الجزائري، من خلال طرح بعض القضايا لا أقول المسكوت عنها ولكن التي لا نريد التفكير فيها أحيانا. فالروائي دوره تناول قضايا لا يستطيع الآخرون الكلام عنها، فهو يحفر في المجتمع بحثا عن أسباب بعض المشاكل الاجتماعية، فأحيانا نقول أشياء ونمارس أشياء أخرى، فنعيش التناقض بين القول والفعل، مثلا يدّعي شخص ما أنّه خلوق وأفعاله تعكس ذلك تماما، أو أنّه يدّعي التديّن ولكن الحقيقة غير ذلك، أنا لا أعمّم ففي المجتمع نجد الأمور الإيجابية والسلبية أيضا، كما أنّ الصراع بين الخير والشر أبديّ، لكن يجب عليّ كروائي أن أثير انتباه القارئ وهذا يعني ضرورة أن أمتلك أدوات فنية وأسلوبية وجمالية في الرواية التي أكتبها والتي تعتمد على القصة والبناء السيكولوجي للشخصيات والبناء الدرامي وعنصر التشويق. فطريقة الكتابة مهمة بجانب الفضاء، لأنّ الرواية في الأخير هي فضاء يشترك فيه الكاتب مع القارئ في موضوع معين.
❊ كيف تجلب القارئ إلى هذا الفضاء؟
❊ من خلال العناصر الجمالية للنصّ وكذا طبيعة الموضوع الذي تناولته في هذا العمل، فأنا مثلا كتبت في روايتي الأخيرة عن الازدواجية في المجتمع الجزائري والنفاق الاجتماعي، فنحن نعاني من أمور كثيرة، يحتاج المجتمع الجزائري إلى رؤية الكاتب والمبدع والسينمائي والفنان لها، لأنّها تختلف عن نظرة الإنسان البسيط، فالكاتب مثلا يفكّر في المجتمع ويحاول من خلال الكتابة نقل فكرة أو رؤية أو غيرها.
❊ ممكن ذكر تفاصيل عن روايتك "حرّاس الأزقة الضيقة"؟
❊ هي رواية فيها جانب بوليسي، تبدأ بحادثة سطو يتعرّض لها طبيب مختص في أمراض القلب، حيث تسرق منه كتبه وهو أعزّ ما يملك، ولا يفهم سبب سرقة كتبه فقط، وحينما يحاول اكتشاف الحقيقة، يجد نفسه متورّطا في أمور مختلفة، لكن الفرج والجواب عن سؤاله ينتظرانه في آخر الرواية. فلفهم القضية يجب الانتظار إلى غاية الصفحة الأخيرة من الرواية فأنا أحبّ النهايات في النهاية وليس قبلها.