الشاعر هـارون عـمري:
ضعت مع الشعر وأنا شاعر حتى في حياتي اليومية
- 151
لطيفة داريب
بعد ظفره بالجوائز الأولى في المسابقات الشعرية الوطنية والدولية، يصدر الشاعر الشاب هارون عمري ديوانه الأوّل الموسوم بـ«أولى المرايا وآخر الصور" عن دار "ضمّة" الذي يضمّ قصائد متنوّعة المواضيع تحوم فوقها شفافية هارون وصفاء كلماته وقوتها .
قال هارون عمري لـ«المساء" خلال جلسة توقيع بالبيع لديوانه "أولى المرايا وآخر الصور" بسيلا2025، إنّه قرّر إصدار ديوان شعري بعد اشتغاله بالشعر لسنوات طويلة، فمنح نفسه وتجربة الكتابة الكثير من الوقت حتى شعر بأنّه مستعد للنشر ففعل ذلك.
انطلاقة عمري في الشعر كانت منذ 12سنة، خاض بعدها تجربة التجريب على مستوى النصّ واللغة وقرأ للكثير من الشعراء والروائيين وأعمال فنانين، فكانت البداية مع المتنبي الذي حلم به وهو طفل صغير، وقرأ أيضا لبشارة خوري ولشاعر يحبه أكثر من الجميع..أبو علاء المعري.
عمري قال لـ«المساء" إنّه يعتبر بأنّ الشعر عبارة عن صراع ورغبة طافحة في الوجود، وهو مقاومة كإنسان وأداة لفهم هذا العالم، مضيفا أنّه يرتكز كثيرا على الذات. وباعتباره مواطنا وشاعرا وإنسانا، يكتب عن بعض المواضيع اليومية التي تدخل في السياق اليومي، وتتداخل فيها الشخوص والقضايا الوطنية وتلك التي تعنى بالحب والفلسفة.
ماذا عن مكانة التصوّف في شعر هارون؟، يجيب الشاعر بأنّه لم يشأ أن يكون التصوّف حاضرا بصفة ظاهرية، وإنّما انطلاقا من كون التصوّف، عملية تبصّر في الذات، فهنا يلتقي التصوّف والشعر في النظر إلى الذات باعتبارها كونا كاملا يحمل الكثير من الكواكب.
في سؤال آخر لـ«المساء" عن قدرة هارون على عدم الضياع بين قصائده التي تحمل كما من الجمال والروحانيات، قال إنّه ضاع وانتهى في الشعر فهو لا يستطيع التنصّل من كونه شاعرا حتى في حياته اليومية وهو ما سبّب له الكثير من الصعوبات في التعامل مع الآخرين وفي الحياة بصفة عامة.
وتابع أنّ وظيفة الشعر هي الجمع بين المتناقضات والجمع بين الكلمات المتناقضة، فدائما هناك من يقدح الكلمة بالكلمة حتى تحدث تلك الشرارة وهو نفس الأمر بالنسبة للإنسان هارون الذي يجمع بين المتناقضات في التفاصيل والأمكنة، فهو يحبّ أن يكون في مكانين في الوقت نفسه وهذا هو الإشكال الكبير.
وكشف الشاعر عن مشاركاته في الكثير من التظاهرات الشعرية في الوطن وخارجه، وحصوله على المراتب الأولى في العديد من المسابقات المحلية والدولية، مثل حصوله على الجائزة الأولى في مهرجان الصحراء الدولي بتونس، وكذا تأهّله إلى القائمة الطويلة لجائزة راشد بن حمد الشرقي وغيرها من الإنجازات.
بالمقابل، نشاط هارون بتونس أكبر من الجزائر ويعود ذلك الى الدعم القوي الذي يتحصّل عليه هناك، واستيعاب أكبر لتجربته الشعرية خاصة في بداياته وهنا قال "تصوّري أنّه حينما كنت أبلغ من العمر 19سنة، دعيت الى المشاركة في مهرجان الشعر العربي في تونس وألقيت قصائد مع الشاعر الكبير منصف وهايبي أمام وزير الثقافة التونسي وشخصيات مرموقة",
أما عن إصداره المقبل سيكون حول كتابة شعرية مختلفة تماما عما يكتب الآن ليتمنى أن يكتمل الكتاب في أكمل وجه.للإشارة، يضمّ ديوان "أولى المرايا وآخر الصور" للشاعر هارون عمري مجموعة من القصائد من بينها "أين يرقد الشعر؟" و«يد الراعي الذي يشرب النص" و«أنا آسف يا دمي"، و«بدوي العشق في سرى العين" و«سيرة الظل اليومي" و«مزاج على حافة المجاز" و«رماد البحر".