" هيبورجيوس" و"أشنكض" في سيلا2025

دور فتية بطموح كبير

دور فتية بطموح كبير
  • 153
لطيفة داريب لطيفة داريب

 يتزايد عدد دور النشر الجزائرية رغم كلّ الصعوبات التي تواجه هذا القطاع الحسّاس من عملية صناعة الكتاب، في هذا السياق، توجّهت "المســــــــاء" إلى جناحيّ "هيـــبورجيوس" و«أشنكض" بسيلا 2025، وطرحت علي مديريهما أسئلة تخصّ مغزى اختيار اسميهما وظروف نشأتهما وكيفية استقطابهما لأسماء أدبية جزائرية معروفة وكـــــذا عن كونهما كــــــاتبين على رأس داري نشر، فكان هذا الموضوع.

عذراء بويونس (هيبورجيوس): نواصل اهتمامنا بالكتاب حتى بعد نشره

قالت الكاتبة ومديرة دار النشر "هيبورجيوس" عذراء بويونس لـ«المساء" إنّها أنشأت الدار في جويلية 2024، واختارت لها "هيبورجيوس" وهو الاسم القديم لعنابة ويقصد به "المدينة الملكية" تبرّكا بها، مضيفة أنّها تشارك لثاني مرة في معرض الجزائر الدولي للكتاب بأسماء أدبية كبيرة مثل واسيني الأعرج والأمين الزاوي وربيعة جلطي وعز الدين ميهوبي وإبراهيم قارعلي وخليفة بن قارة ومحمد الطاهر عساني ومحمد العيد بهلولي، بالإضافة إلى أسماء شابة لجأت للدار لنشر أعمالها إيمانا منها بتمسّك الدار بها ومتابعتها لشأنها بعد نشر الكتاب وتنظيم نشاطات ثقافية عنها والمشاركة في منتديات والتعريف بها.

أما عن قدرتها في استقطاب الأسماء الأدبية الكبيرة، قالت بويونس إنّ ذلك يعود إلى ثقة هذه الأسماء بالعمل الاحترافي للدار وتشجيعا لها،  في حين أكّدت المتحدّثة أنّ النشر في الجزائر اختلف عن سابقه، فبينما كانت الدار تنشر ما بين 500 نسخة إلى ألف لكلّ إصدار، ها هي اليوم تعتمد على الطباعة الرقمية التي يمكن أن تنشر بها كميات قليلة مثل 50 نسخة و100نسخة لتنخفض تكلفة النشر عن السابق. وهكذا يمكن للكاتب أن يروّج لعمله ويبيعه أيضا. خاصة وأنّه، حسبها، سعر الكتاب الجزائري في متناول الجميع.

تابعت المتحدّثة، أنّ "هيبورجيوس" شركة اقتصادية يهمّها العائد المالي لكن ليس بقدر مهمتها الثقافية خاصة وأنّ صاحبتها كاتبة وتدرك جيّدا قيمة الكتاب كما أنّها ناشطة جمعوية تحتكّ بجميع فئات المجتمع. أما عن مشاريع الدار فتتمثّل في نشر نسخ رقمية للإصدارات ومواصلة خدمة البيع بالتوصيل، كما دعت وزارة الثقافة والفنون إلى دعم دور الشباب التي تحمل في جعبتها مشروعا استراتيجيا. بالمقابل، تحدّثت الكاتبة عن انجذاب القارئ الجزائري للروايات الفنتازية التي تتناول قصص الرعب والجن والعالم الآخر، لتطالب بضرورة دراسة هذه الظاهرة . ولعذراء بويونس أربعة إصدارات من بينها "نادية نواصر في عيون النقاد"، و«دفاتر من رماد وضوء" و«جرعة مورفين".

علي ميموني (أشنكض): تسويق الأعمال الجديدة عنوان نجاح دور النشر

تحدّث علي ميموني لـ«المساء" عن ميلاد دار نشر "أشنكض" ويقصد بها "الغزال" بالترقية، منذ ثلاثة اشهر ونصف لتسجّل مشاركتها الأولى في معرض الجزائر الدولي للكتاب، فقال إنّه رغم النشأة الحديثة جدا للدار إلاّ أنّها تعرض في جناحها 37 إصدارا من بينها عناوين لكُتّاب معروفين مثل عبد الوهاب عيساوي وعبد الرزاق بوكبة ومحمد بوطغان والكاتبة التونسية فتحية دبش التي تحصّلت على جائزة  كتارا وآخرون.

وأضاف الناشر أنّه بفعل معرفة الوسط الأدبي له بحكم إصداره لعدة كتب وسمعته الطيبة، استطاع أن ينشر لأسماء معروفة بالإضافة الى أسماء شابة قيّمة أيضا، وحتى لمؤلفين من الخارج، علاوة على كون الدار الوحيدة في الجنوب الغربي للجزائر وبالتالي علاقتها قوية أيضا مع مؤلّفين من الصحراء الغربية.

عاد ميموني إلى الظروف الصعبة التي أنشأ فيها الدار، خاصة وأنّ كل ما يتعلّق بها أنفقه من ماله الخاص، حتى الدعايات التي سجلها لصالح الكتب الجديدة كلفته كثيرا ومن بينها فيديو ترويجي صوّره بالعاصمة، إلّا أنّه سعيد بها وفي هذا قال "التسويق للإصدارات الجديدة مهم فعلا، والكتب المنشورة تستحق ذلك، يجب أن تحوز دار النشر على خطة استراتيجية في التسويق وإلاّ فلن تنجح". ولم يتوان الناشر في رفع التحدي وفتح دار النشر الوحيدة بتندوف بل بمنطقة الجنوب الغربي كاملة، وهكذا لن يتحجّج أيّ شخص بهجران القراءة لأنّ المنطقة أصبحت تتوفّر على دار نشر تسلّط الضوء على كُتّابها فقصّرت المسافة بين القارئ والكتاب.

طبع ميموني من كلّ كتاب مئة نسخة معتمدا على مطابع في الجزائر العاصمة، وفي هذا قال "أتعامل مع مطابع محترفة في العاصمة، في انتظار تحقيق حلمي في إنشاء مطبعة بتندوف".عن مشاركته في سيلا 2025، ذكر ميموني أنّ الهدف من مشاركة الدار ليس مالي فهي دار غضة لكنّه يبتغي التعريف بها إلى درجة لم يتمكّن هذه المرة من المشاركة بإصدار جديد وهو صاحب خمسة أعمال وهي "زنزانة 1.1 " و"أكره سيارتي" و"علاها الغبار"و "أميدي" و"هيدات نيودات ".