رغم الجهود المبذولة للتحسيس حول سرطان الثدي

المناطق النائية.. التوعية الصحية في بداياتها الأولى

المناطق النائية.. التوعية الصحية في بداياتها الأولى
  • 190
رشيدة بلال رشيدة بلال

تتواصل عبر مختلف المرافق الاستشفائية ومصالح الصحة الجوارية ومقرات الجمعيات بولاية البليدة، حملات التوعية والتحسيس حول سرطان الثدي. ورغم الجهود الكبيرة المبذولة لإقناع النساء بأهمية الإقدام على خطوة الكشف المبكر وعدم الخوف من الفحص، إلاّ أنّ هذه المساعي لاتزال تعطي نتائج محدودة؛ إذ تقتصر فعاليتها غالباً على المناطق الحضرية والمدن الكبرى، بينما يبقى الوضع مغايراً تماماً في القرى والمناطق النائية؛ حيث تبدو التوعية الصحية في بداياتها الأولى، حسب ما أكدت الطبيبة سعاد بوسليماني من مصلحة الصحة الجوارية بموزاية.

قالت الدكتورة بوسليماني في حديثها مع "المساء" على هامش إشرافها بالتنسيق مع جمعية "أحبة الرحمن" على تنشيط يوم إعلامي تحسيسي حول أهمية التشخيص المبكر بدار الشباب بالعفرون، "إنّ المجهودات المبذولة لحمل النساء على التنقّل إلى المصالح المختصة من أجل إجراء فحص الماموغرافيا رغم تعدّد أشكال التوعية عبر وسائل الإعلام وتخفيض أسعار الفحص، لم تؤت ثمارها بعد إلاّ في الأوساط الحضرية؛ حيث لمسنا نوعاً من الوعي الصحي، والرغبة في التقرّب من المصالح المتخصّصة؛ قصد التشخيص المبكر".

وأضافت الدكتورة أنّ "الوضع في المناطق النائية والقرى وحتى بعض المناطق المحافظة، مختلف تماماً؛ إذ لاتزال الفكرة غامضة عند كثير من النساء اللواتي يعشن مخاوف عديدة، ولا يملكن أدنى معرفة بمعنى التشخيص، أو الغاية منه". وأشارت إلى أنّ "الأدهى من ذلك هو وجود حالات تحمل المرض، وترفض التنقّل للفحص بدافع الخوف، أو الحرج الاجتماعي".

وتوضح الطبيبة بوسليماني أنّ العمل التحسيسي حول أهمية التشخيص المبكر، لا يقتصر على المناسبات الوطنية، بل يتواصل طيلة الشهر الوردي، وعلى مدار السنة خلال المعاينات الطبية الدورية، مؤكّدة أنّ "الإقبال خلال اليوم التحسيسي الأخير كان كبيراً؛ حيث توافد العديد من النساء للاستفسار حول طبيعة المرض، وأعراضه، وكيفية القيام بالفحص الذاتي". وأضافت أنّ الفريق المنظّم لاحظ وجود حالة من الخوف والخجل لدى العديد من النساء؛ " ما دفعنا إلى إشراك مختصة نفسية ضمن الفريق؛ لتبديد هذه المخاوف، وتعزيز الثقة ".

وفي ما يخصّ الخرجات الميدانية إلى المناطق النائية، أكّدت الطبيبة "تنظيم قوافل طبية إلى مناطق مثل حوش بوعزة جلول، وحوش الشهداء، وقرية أولاد حميدان"، مضيفة: "بحكم خصوصية هذه المناطق لم ننظَّم نشاطات في الساحات العمومية أو المراكز الثقافية، بل قمنا بطرق الأبواب والدخول إلى المنازل؛ للتواصل المباشر مع ربات البيوت بلغة بسيطة، ومفهومة".

وأوضحت المتحدّثة أنّ هذا العمل الجواري سمح بالتقرّب من الفئات التي يتعذّر عليها التنقّل إلى المصالح المختصة، مشيرة إلى أنّه "تم إخضاع بعض النساء للفحص الميداني. وتم اكتشاف حالات مشبوهة وُجّهت إلى المراكز الطبية، مع منحهم وصولات تخفيض على فحص الماموغرافي؛ لتشجيعهن على إجراء الفحص".

وختمت بوسليماني حديثها بالتأكيد على أنّ "الرهان اليوم لا يقتصر على توعية المرأة فحسب، بل على الوصول أيضاً، إلى اللواتي لا تصل إليهن المعلومة حتى لو تطلّب ذلك الدخول إلى منازلهن". وأشارت إلى أنّ "القوافل الطبية ستتواصل إلى غاية نهاية أكتوبر. وقد تمتدّ على مدار السنة من أجل استهداف أكبر عدد ممكن من النساء، خاصة أنّ احتمال الشفاء من سرطان الثدي، يبقى كبيراً جداً متى تم اكتشاف المرض في بدايته".