عنابة تواصل التوعية بـ "أكتوبر الوردي"
صحة الفم جزء لا يتجزأ من المسار العلاجي الشامل
- 195
سميرة عوام
احتضنت المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بعنابة، مؤخرا، يوما تكوينيا مميزا لفائدة أطباء الأسنان، أشرف على إعداده البروفيسور عز الدين بومعزة والدكتورة بن غرس الله، في إطار فعاليات "أكتوبر الوردي"، الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي. وجاء هذا اللقاء العلمي الهادف لتسليط الضوء على الدور الحيوي لطبيب الأسنان في رعاية مريض السرطان قبل وأثناء وبعد العلاج؛ من خلال التركيز على أهمية صحة الفم كجزء لا يتجزأ من المسار العلاجي الشامل.
عرف اليوم التكويني حضور عدد كبير من أطباء الأسنان العاملين في مختلف العيادات والمراكز الصحية بالولاية، إلى جانب مهنيّي الصحة، وعدد من الطلبة؛ حيث قُدّمت عروض علمية ثرية ناقشت أبرز الجوانب الطبية والتقنية المرتبطة بتعامل طبيب الأسنان مع المرضى المصابين بالسرطان، لا سيما أولئك الخاضعون للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
وسلط البروفيسور بومعزة في مداخلته، الضوء على المضاعفات الفموية التي قد تصاحب علاجات السرطان؛ مثل التهابات الأغشية المخاطية، وجفاف الفم، وضعف المناعة الموضعية، مؤكّداً أنّ التدخّل المبكر لطبيب الأسنان يساهم، بشكل كبير، في الوقاية من المضاعفات، وتحسين جودة حياة المريض. كما شدّد على أهمية التواصل بين أطباء الأسنان وأطباء الأورام؛ من أجل ضمان متابعة طبية متكاملة، ومتناسقة.
ومن جهتها، قدّمت الدكتورة بن غرس الله عرضاً تفاعلياً حول الجوانب النفسية والتثقيفية لمريض السرطان، مركّزة على ضرورة توعية المرضى بأهمية العناية بصحة الفم أثناء فترة العلاج، واستعمال مواد طبية آمنة، وملائمة لحالتهم الصحية. كما أكدت على أن طبيب الأسنان لا يقتصر دوره على الجانب العلاجي فقط، بل يمتدّ إلى المرافقة، والدعم النفسي، والتثقيف الصحي.
وعرف اللقاء، كذلك، فتح باب النقاش، وتبادل الخبرات بين المشاركين؛ حيث طرح الأطباء الحاضرون تساؤلات حول طرق التعامل مع الحالات المعقدة، والتحديات الميدانية التي تواجههم؛ ما أضفى على اليوم التكويني طابعاً تفاعلياً مثمراً. كما تم التطرق لأحدث التوصيات العلمية الصادرة عن الجمعيات العالمية المتخصّصة في طب الفم لمرضى الأورام. وأكد القائمون على التنظيم أن هذا اليوم التكويني يندرج ضمن سلسلة من الأنشطة التحسيسية والتكوينية، التي تسعى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بعنابة، إلى تنظيمها دورياً؛ بهدف رفع مستوى التكوين المستمر للممارسين الصحيين، وتعزيز ثقافة الوقاية، والتكفل المتكامل بالمرضى.
وفي ختام الفعالية تم توجيه تحية خاصة للمشاركين والمساهمين في إنجاح هذا الحدث العلمي والإنساني، مع التأكيد على أن التوعية بصحة فم مرضى السرطان تبقى مسؤولية جماعية، تتطلب تضافر جهود جميع المهنيين في القطاع الصحي. يُذكر أن شهر أكتوبر الوردي يُعدّ مناسبة عالمية لتكثيف الجهود في مجال التوعية والكشف المبكر عن سرطان الثدي، إلى جانب تعزيز روح التضامن مع المصابات، وتشجيع الوقاية، والفحص المنتظم، وهو ما يعكس التزام الطاقم الطبي بعنابة، بمواكبة هذا المسار الصحي العالمي.