الانفتاح على أسواق القارة لرفع الصادرات خارج المحروقات.. جليد لـ"المساء":
الجزائر فاعل اقتصادي وشريك حقيقي للدول الإفريقية
- 151
زولا سومر
أكد البروفيسور في الاقتصاد جليد نور الدين أن الرهان الاقتصادي الإفريقي بالنسبة للجزائر لا يختزل في زيادة حجم الصادرات فحسب، بل في بناء وجود اقتصادي متكامل، مستدام، ومؤثر بالانتقال من التجارة الظرفية إلى الشراكة الدائمة، مشيرا إلى أن رفع حجم المبادلات التجارية بين الجزائر ودول إفريقيا إلى 5% يسمح بزيادة الصادرات بقيمة 5 ملايير دولار خارج المحروقات في 5 سنوات.
وأوضح جليد في تصريح لـ«المساء” بأن المتابعة المستمرة لرئيس الجمهورية والوزير الأول لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة خلال معرض التجارة البينية الإفريقية المنظم في سبتمبر الماضي بالجزائر، يعكس حرص الدولة على تطوير الشراكة الإفريقية وترقية الصادرات باتجاه القارة، مشيرا إلى أن قدرة الجزائر على مضاعفة حصتها من التجارة البينية الإفريقية من 2.2 إلى 5%، ستمكنها من إضافة ما لا يقل عن 5 مليارات دولار سنويا من الصادرات غير النفطية، مؤكدا أنه هدفا واقعيا قابلا للتحقيق. وأكد المتحدث، أن ذلك يتطلب رؤية متكاملة، تجمع بين دعم المؤسسات المنتجة، وتحسين اللوجستيات وتنشيط الدبلوماسية الاقتصادية، وترسيخ صورة الجزائر كفاعل اقتصادي موثوق وشريك تنموي حقيقي في القارة الإفريقية.
وذكر جليد بشراسة المنافسة في القارة الإفريقية، خصوصا من دول مثل الصين تركيا، والهند، والبرازيل التي ضاعفت استثماراتها التجارية والمالية، غير أنه يرى أن الجزائر تمتلك أوراق قوة تجعلها قادرة على فرض وجودها بتميز، برصيدها السياسي والتاريخي، الذي يمنحها ثقة دبلوماسية يمكن تحويله إلى مكاسب اقتصادية، بالإضافة إلى تمتعها بخبرة صناعية معتبرة في مجالات الطاقة، إنتاج الدواء، والاتصالات، يمكن أن تكون ركيزة لشراكات إفريقية مربحة.
وفي السياق يرى جليد بأن تعزيز القدرات التصديرية نحو إفريقيا يستدعي معالجة العوائق اللوجستية، خاصة في النقل البحري والبري لمواجهة صعوبات شحن السلع بسبب نقص الخطوط المنتظمة نحو العواصم الإفريقية، إلى جانب تفعيل آليات التمويل البنكي والتأمين التجاري، من خلال فتح فروع لبنوك جزائرية في عدد من الدول الإفريقية التي بدأت تسجل حضورها في السنوات الأخيرة لتأمين عمليات الدفع، وتشجيع التبادل بالعملات المحلية، وتسهيل إجراءات الجمركة والعبور وتقديم تحفيزات ضريبية للمصدّرين الجدد.
وألح جليد على أهمية إنشاء مراكز توزيع تجارية جزائرية في نيجيريا، السنغال، التشاد، والنيجر، وتنظيم معارض دورية للمنتجات الوطنية، لتعزيز حضور العلامة الجزائرية في الأسواق الإفريقية، مؤكدا أن تجربة معرض التجارة البينية الإفريقية الأخير بالجزائر كانت نموذجا ناجحا، بعد توقيع صفقات بـ48.3 مليار دولار على مستوى القارة.