أكد المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، عن التزام الجزائر الثابت بتقاسم خبرتها وتجربتها المعترف بها دوليا في مجال إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية والإنقاذ والاسعاف مع باقي الدول، انطلاقا من مبادئها الإنسانية الرامية إلى تكريس التضامن الدولي والإقليمي ومدّ يد المساعدة لمن هو في حاجة إليها.

أكد بوغلاف في كلمة ألقاها خلال إشرافه على انطلاق دورة تكوينية لأطباء الحماية المدنية من الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية للحماية المدنية أمس بالجزائر العاصمة، أن الحماية المدنية الجزائرية ومن خلال برامجها العلمية والميدانية تولي أهمية بالغة لمجال طب الكوارث باعتباره محورا أساسيا في منظومة سلسلة الإسعاف والإنقاذ والعمل الإنساني، بحيث يهدف إلى تحسين جودة التدخلات الطبية الاستعجالية وخدمات الإسعاف لضحايا الكوارث وتطوير أليات التنسيق بين مختلف المتدخلين من الأسلاك الأمنية والمؤسسات المدنية خاصة الصحية منها وكذا المجتمع المدني. وأوضح أن هذه الدورة التكوينية المنظمة بالتنسيق مع المنظمة الدولية للحماية المدنية تدخل في إطار تبادل التجارب بين الدول في ميدان طب الكوارث، وتهدف إلى تعزيز قدرات الحماية المدنية في إدارة الأزمات ومواجهة الكوارث الطبيعية والتكنولوجية.

وأضاف بوغلاف أن تنظيم هذه الدورة يأتي في سياق تزداد فيه الأخطار تعقدا وتنوّعا، من زلازل، فيضانات، حرائق الغابات، الحوادث الصناعية، وانتشار الأوبئة، وكلها كوارث أصبحت تهدد الساكنة في بقاع العالم، مشيرا إلى أن المنظمة الدولية للحماية المدنية تعمل على تدعيم قدرات البلدان الأعضاء فيها من خلال تنظيم دورات التكوين في مختلف التخصصات لتأهيل الإطارات البشرية لأجهزة الحماية المدنية وتقديم المساعدة الفنية والتقنية لها لمواجهة الأخطار والكوارث. وفي هذا السياق ذكر بوغلاف بأن الجزائر تعتز بهذا الفضاء المشترك للتكوين الذي يجسد – كما قال – عمليا روح التضامن العربي والافريقي، ويكرس مبدأ التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة لبناء منظومة فعالة ومتجانسة لمواجهة الكوارث وتحقيق السلامة والأمن لسكان المعمورة.

من جهته أكد الطبيب العقيد بن عبد السلام محمد عمر بأن هذه الدورة التكوينية التي تدوم 5 أيام تعرف مشاركة أطباء من الحماية المدنية من المملكة العربية السعودية، وتونس، وفلسطين، والأردن، ولبنان، ومصر، والسودان، والبنين، والسنغال، وغينيا، وإفريقيا الوسطى، وكوت ديفوار، وبوركينافاسو، والنيجر ستعرض من خلالها الجزائر تجربتها وتختتم بتمرين في شكل محاكاة يتم خلاله تدخل الأطباء المتكونين في التمرين للإنقاذ بتطبيق التقنيات التي تلقونها للتأكد من مدى جاهزيتهم لإدارة مثل هذه الكوارث. وذكر العقيد فاروق عاشور بأنه وإلى جانب التكوينات التي تقدم الجزائر لضباط الحماية المدنية سنويا بطلب من عدة دول، فإنها تعد من البلدان التي تعتمد عليها المنظمة الدولية للحماية المدنية في هذا المجال بالنظر إلى خبرتها التي اكتسبتها في مجال إدارة الكوارث.