شدد على بناء منظمة أممية أقوى وأكثر عدالة وفعالية.. بن جامع:

إصلاح مجلس الأمن الدولي ورفع الظلم عن إفريقيا

إصلاح مجلس الأمن الدولي ورفع الظلم عن إفريقيا
ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع
  • 205
ق. د ق. د

جددت الجزائر على لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع بنيويورك، دعوتها إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي ورفع الظلم عن إفريقيا، مبرزة التزامها الثابت بمبادئ ومقاصد الميثاق الأممي واستعدادها للعمل مع الدول الأعضاء الأخرى لبناء منظمة أمم متحدة أقوى وأكثر عدالة وفعالية للأجيال الحالية والقادمة. 

وفي كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن، أول أمس تحت عنوان “منظمة الأمم المتحدة : تأملات في المستقبل”، قال السيد بن جامع “ثمانون عاما تمر على دخول ميثاق الأمم المتحدة حيز النفاذ وعلينا ألا نكتفي بالتركيز على انجازات المنظمة وحسب، بل أيضا على قدرتها على التكيف مع هذا المشهد العالمي المتغير سريعا".

وأوضح أن ميثاق الأمم المتحدة الذي "يبقى ركيزة تعددية الأطراف وأساس السلم والأمن الدوليين، لايزال تنفيذه بالكامل يواجه تحديات جدية، بما في ذلك انتهاكات متكررة لمبادئه ومقاصده والمقاربات الانتقائية للقانون الدولي وازدواجية المعايير واستمرارية الانقسامات ضمن المجتمع الدولي". ونبه إلى أن “أحادية الجانب والتدابير القسرية والترجمة الانتقائية لمبادئ هذا الميثاق وفرض ازدواجية المعايير، كلها أمور تهدد الثقة الدولية وتقوض فعالية الأمم المتحدة".

وفي هذا الصدد، جدد السيد بن جامع، التأكيد على إيمان الجزائر الراسخ بأن الأمم المتحدة لابد أن تبقى منصة عالمية وشاملة بقناعة ان “تعزيز تعددية الأطراف يستوجب إعادة الثقة بين الدول الأعضاء من خلال احترام الميثاق والامتثال للقانون الدولي والالتزام المتجدد بالمسؤولية الجماعية". ومن هذا المنطلق، أوضح أن “معالجة الأزمة الحالية للثقة في النظام متعدد الأطراف تستوجب الإصلاحات الطارئة والشاملة لمجلس الأمن”، مبينا أن “الجزائر تعتقد اعتقادا راسخا بأن المجلس لابد أن يتم إصلاحه على مستوى تشكيلته وأساليب عمله لضمان تمثيل أكبر وشفافية كبرى ومساءلة كبرى".

واغتنم الديبلوماسي الجزائري الفرصة لتجديد دعوة الجزائر من أجل “تصحيح الظلم التاريخي ضد إفريقيا بحسب توافق إيزولويني وإعلان سيرت”، مبرزا بالقول أنه “ينبغي أن تكون الطموحات الشرعية لإفريقيا بالحصول على تمثيل كامل، أساسية لأي إصلاحات، حيث ومن خلال مجلس أمن أكثر ديمقراطية وانصافا وتمثيلا يمكننا أن نعزز شرعيته ومصداقيته والتصميم المشترك”.

بالإضافة إلى ذلك، يضيف السيد بن جامع، فإن تنشيط أعمال الجمعية العامة، يعد “المفتاح لتعزيز الدور الإجمالي للأمم المتحدة وبشكل خاص في المسائل التي تخص السلم والأمن". وهو الأمر "الذي يتطلب منا تمكين الجمعية العامة بوصفها الهيئة الأكثر تمثيلا في هذه المنظمة من أن تؤدي دورها المحق في النهوض بالدبلوماسية الوقائية والوساطة والتسوية السلمية للنزاعات". وأبرز في هذا الصدد “الأهمية القصوى التي توليها الجزائر للدور الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وآرائها التي تساهم في توضيح المسائل القانونية المتشعبة وفي تعزيز سيادة القانون”.

وفيما تباشر الأمم المتحدة بتنفيذ مبادرة الأمم المتحدة 80، دعت الجزائر على لسان ممثلها الدائم إلى "تنفيذ عملية إصلاحات تعزز ولا تخفض فعالية المنظمة وشرعيتيها وشمولها”، مشددة على أنه ومع اقتراب مهلة 2030 “لابد أن تقوم أي إصلاحات بتعبئة الأمم المتحدة بشكل طارئ كي تستجيب بشكل أكبر لاحتياجات الدول النامية في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة". وعليه شدد بن جامع على أن “مستقبل الأمم المتحدة ينبغي أن يسترشد بتجدد التضامن والتعاون المتعدد الأطراف”، معتبرا أنه “المسار الناجع الوحيد نحو الأمام لكونه يولي الأولوية للحوار على المواجهة ولتوافق الآراء على الانقسام وللعدالة على الانتقائية وازدواجية المعايير". 


للحفاظ على النظام والأمن العالميين

غوتيريس يؤكد على أهمية إصلاح مجلس الأمن

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي بما يشمل توسيع العضوية للحفاظ على النظام والأمن العالميين.

وفي كلمته أمام مجلس الأمن خلال نقاش مفتوح، أول أمس، لاستشراف مستقبل الأمم المتحدة تزامنا مع مرور 80 عاما بالضبط على دخول ميثاق المنظمة حيز التنفيذ وفي ظل مبادرة “الأمم المتحدة 80” لإصلاح المنظمة التي أُطلقت في مارس الماضي، أشار الأمين العام الأممي إلى أن المجلس الأممي "ضرورة حيوية وقوة دافعة للخير".

وأشار المسؤول الأممي إلى أن “شرعية مجلس الأمن هشة، حيث أنه في كثير من الأحيان، يتصرف أعضاؤه خارج نطاق مبادئ الميثاق"، بما جعله يؤكد أن إصلاحه "أمر ضروري وقد طال انتظاره للحفاظ على النظام والأمن العالميين وهذا يشمل توسيع العضوية". وأوضح في هذا السياق، أن توسيع عضوية المجلس، المكوّن من 15 عضوا منهم خمسة دائمو العضوية "لا يقتصر على العدالة فحسب، بل يتعلق أيضا بالنتائج، حيث يحمل في طياته القدرة على تجاوز الجمود وتوفير الاستقرار في عالم متعدد الأقطاب بشكل متزايد". وفي ختام كلمته أبرز الأمين العام الأممي أنه "من الواجب إنشاء هيئة قادرة على مواجهة تحديات الثمانين عاما القادمة، تحقق العدالة والأمان للجميع" مضيفا "اجعلوا هذه القاعة جديرة بآمال كل رجل وامرأة وطفل".