الذكرى الـ 02 لرحيل مصطفى اسكندراني

علامة خالدة في تاريخ الموسيقى الجزائرية

علامة خالدة في تاريخ الموسيقى الجزائرية
مصطفى اسكندراني
  • 151
مريم . ن مريم . ن

أحيا بعض الفنانين وعشّاق فن الشعبي، مؤخرا، عبر صفحاتهم الالكترونية الذكرى العشرين لرحيل الموسيقار الكبير مصطفى اسكندراني(18 أكتوبر 2005) الذي رافق أجيالا من الفنانين تاركا بصمته التي لا تنسى، وقد وصفه هؤلاء بعبقري الموسيقى مستحضرين بعض ذكرياته وصوره ومقاطع من معزوفاته الرائعة على آلة البيانو الذي طوّعها وجعلها من الآلات الموسيقية الضرورية لاحتضان الأنغام الجزائرية .

ولد الموسيقار الراحل مصطفى اسكندراني يوم 17 نوفمبر 1920 بالقصبة، كان عازفا على آلة البيانو وملحنا للموسيقى الشعبية والأندلسية. كان عماه الراحلان حمّود ولحبيب اسكندراني من الأعضاء المؤسّسين والمسيّرين لنادي مولودية الجزائر العريق، حيث وقع مصطفى اسكندراني مع هذا النادي كمهاجم سنة 1935 وكان يحمل رقم 7، لكنه كان أكثر اهتماما بالآلات الموسيقية والنغمات الموسيقية. 

التحق بنادي مولودية الجزائر لكرة القدم عندما بلغ 17 من عمره. قضى وقته في العزف على البيانو داخل مقر النادي، وتلقى دروسا وبروفات على أيدي أساتذة مثل محي الدين لكحل، الحاج مريزق وغيرهما. اهتم به عمه حبيب اسكندراني وعلمه الفن والصنعة، وهو الذي علّمه العزف على آلتي الكويترة والمندولين، لكن البيانو كانت الآلة المحبّبة إليه أكثر من كلّ الآلات الأخرى، رغم أنّ البيانو لم يكن مستعملًا كثيراً من طرف الفرق الموسيقية الأندلسية والشعبية آنذاك.

ضمّه أحمد سبتي لفرقتة الخاصة في عام 1938، وهي أولى بدايات حياة مصطفى اسكندراني الاحترافية، كما خدم في الإذاعة كعازف على آلة البيانو مصاحب للسكاتشات (التمثيليات القصيرة)، والتي كانت تقدّم من طرف رشيد قسنطيني وماري سوزان، بعدها ضمه محيى الدين بشطارزي لكي يصاحب فرقته كعازف على آلة البيانو في جولاته داخل الجزائر وخارجها، ثم شغل منصب المايسترو بأوبرا الجزائر إلى غاية عام 1956، ليبدأ بالتدريس بمعهد الموسيقى بالعاصمة وفروعها أيضا منها الأبيار والحراش والقبة عام 1966، وشارك مصطفى اسكندراني على رأس خمسين موسيقي جزائري من فرقة الصنعة في إحياء أسابيع ثقافية جزائرية للموسيقى الأندلسية بمسرح الإليزيه بباريس عام 1972.

لحن مصطفى اسكندراني أكثر من 300 قطعة شعبية حديثة و187 قصيدة منها "يوم الجمعة"، "الحراز"، "كيفاش حيلتي"، "القهوة واللاتاي"، "بويا حنيني"، "البارح"، كما ألّف الراحل العديد من الأغاني لكبار فناني الشعبي، منهم الحاج محمد العنقا، عبد القادر شاعو، الحاج مرزيق، اعمر الزاهي، قروابي، وغيرهم.

 بعد أن كان قائدا للفرق الموسيقية، لكّل من الراحل الحاج امحمد العنقا، وقروابي، واعمر الزاهي، والعديد من المطربين الكبار، كرس المرحوم مصطفى نفسه للتدريس في المعهد الوطني للموسيقى في الجزائر العاصمة عام 1981، ومن أبرز تلاميذه، الهادي العنقا، عبد القادر شرشام وعمر طفياني وآخرين، ثم سير المعهد سنة 1985. توفي مصطفى اسكندراني يوم 18 اكتوبر 2005 في منزله ببلوغين عن عمر ناهز 85 عاما، ودفن بمقبرة سيدي امحمد بالعاصمة.