جديد الكاتب الباحث محند محرازي
موسوعة التعابير القبائلية المتعلقة بالجسد

- 122

أعلن الكاتب محند محرازي عن صدور كتابه الجديد الموسوم بـ«موسوعة التعابير القبائلية المتعلّقة بالجسد: رمزية وتصوّرات، رسوم توضيحية وسياقات" عن دار النشر "ميمونة".
كتب محرازي في صفحته الفايسبوكية أنّ هذا القاموس الموسوعي المكتوب باللغة الفرنسية، هو أكثر من مجرّد كتاب حول التعابير، بل هو استكشاف أنثربولوجي وثقافي حقيقي يسلّط الضوء على الثراء الرمزي للجسد في المخيال القبائلي. وأضاف أنّ كلّ تعبير يتم تحليله يفتح عالما من المعاني، ويكشف كيف يصبح الجسد لغة بحدّ ذاتها، حاملة للمشاعر وللأحكام وكذا لحكمة الأجداد التي تنتقل من جيل إلى جيل.
وتابع محرازي أنّه يهدف من خلال تأليفه لهذه الموسوعة، تحقيق غايتين، هما تصنيف وتفسير التعابير الاصطلاحية التي يستخدم فيها الجسد كرمز أو استعارة، وإعادة وضعها في سياقها الاجتماعي والثقافي والروحي. مشيرا إلى أنّ هذا النهج لا يتيح فهم الثراء التعبيري للغة القبائلية وحسب، بل أيضا القيم العميقة والتمثيلات الرمزية التي تشّكل فكر متحدثيها.
وذكر الكاتب أنّه لإعداد هذا العمل الضخم، اعتمد على مجموعة غنية ومتنوّعة من المصادر: القواميس الأمازيغية، والأمثال، والشعر، والأعمال الأدبية، والشهادات الشفوية (الروايات، والحكايات، والأمثال)، بالإضافة إلى الأغاني القبائلية. علاوة على تزويد العديد من التعابير برسوم توضيحية أصلية، تهدف إلى تسهيل الفهم وإثراء تجربة القراءة. وكشف أنه من أجل إتاحة هذا العمل لجمهور عريض (باحثين ومدرسين وطلاب ومتحدثين باللغة القبائلية ومهتمين بالثقافات البربرية)، تم انجاز الموسوعة في ثلاثة مجلدات، مضيفا أن المقاربة المتّبعة في هذا العمل دقيقة وسهلة الفهم، توفّق بين المتطلّبات العلمية والوضوح التربوي. في هذا يغوص المجلّد الأول، الذي يضم أكثر من 600 صفحة، بالقارئ في أعماق جسم الإنسان ورمزيته.
ويحتوي على أكثر من أربعين مدخلا، كل منها يتعلق بجزء من الجسم، مرتبة أبجديا حسب جذر الكلمة القبائلية. للإشارة، الدكتور محند محرازي حاصل على دكتوراه في علوم اللغة من جامعة ستاندال (غرونوبل -فرنسا)، كما أنّه مهندس في الهندسة الكهربائية (جامعة بجاية)، عمل أستاذا باحثا لعدة سنوات في جامعتيّ بجاية والبويرة. كما يُعدّ مؤلّفا غزير الإنتاج، إذ نشر أكثر من 15 كتابا إلى جانب العديد من المقالات العلمية على المستويين الوطني والدولي، في مجالات علوم اللغة والديداكتيك (علم التعليم) والمصطلحية التقنية. يندرج عمله أيضا في إطار مقاربة شخصية تهدف إلى تثمين اللغة والثقافة الأمازيغيتين، من خلال مؤلفات موجّهة إلى الجمهور الواسع، من بين مؤلفاته"قاموس الكهرباء" (فرنسي/أمازيغي) و«الأمازيغية في مواجهة مصيرها" و"قاموس الديداكتيك وعلوم اللغة" (فرنسي/أمازيغي، أمازيغي/فرنسي).
وروايتا "قصة قصتي" و"ذات مرة في فرنسا المهاجر". صدر للكاتب أيضا مؤلف بعنوان "ألغاز وأحجيات: درّب عقلك المنطقي!" وهو عبارة عن كتاب ثنائي اللغة (أمازيغي–فرنسي) يضمّ أكثر من 350 لغز وأحجية ومسألة ذهنية، صُمِّم لتحفيز الذكاء عبر الترفيه. ويجمع الكتاب بين التفكير والثقافة، ويقدّم تمارين متنوّعة تتراوح بين تحديات بسيطة ومسائل أكثر تعقيدا، استُلهم العديد منها من التراث القبائلي. كما أنّ الكتاب موجَّه إلى جميع الفئات العمرية، ويهدف إلى تنمية التفكير المنطقي والناقد والتحليلي بأسلوب تربوي ممتع ومفيد.
كما صدر له في جوان الفارط كتاب آخر موسوم بـ«معجم المصطلحية" عن دار النشر "ميمونة"، وهو عمل مكتوب بالكامل باللغة الأمازيغية. ويشكّل ثمرة مسار طويل من الترجمة والتكييف والاستيعاب النقدي لكتاب المعجم المنهجي للمصطلحية للباحثة راشيل بوتان-كينيل، إضافة إلى إسهامات باحثين آخرين متخصّصين في هذا المجال. يهدف هذا العمل أساسا إلى سدّ فراغ حيوي يتمثّل في غياب أداة مصطلحية منظَّمة تمكّن اللغة الأمازيغية من دعم حضورها واستعمالها في المجالات الأكاديمية والعلمية والبيداغوجية. وبهذا المعنى، يستجيب الكتاب لحاجة متزايدة إلى التقعيد والتوحيد اللغوي، وهي خطوة ضرورية لترسيخ الأمازيغية كلغة للمعرفة.
انطلاقا من خبرة المؤلّف في تدريس المصطلحية في الجامعة، سلّط الضوء على الصعوبات التي يواجهها الأساتذة والباحثون والطلبة في غياب مراجع وأدوات متخصّصة. كما يأتي هذا المعجم، الذي هو ثمرة تفكير معمّق ومؤسَّس على السياق اللغوي والثقافي الأمازيغي، ليُسهِم في تسهيل استيعاب المفاهيم العلمية بالأمازيغية، مع الحفاظ على منطق اللغة الداخلي وأصالتها.يندرج هذا الكتاب ضمن دينامكية لغوية وتربوية وسياسية في آنٍ واحد، إذ يشارك بفاعلية في تحوّل اللغة الأمازيغية من مجرّد موضوع للبحث والدراسة إلى أداة لنقل المعرفة وإنتاجها. ومن ثم، يُعدّ هذا العمل إسهاما علميا رائدا في تطوير العلوم الإنسانية الأمازيغية وفي تعزيز الاعتراف الكامل باللغة الأمازيغية داخل فضاءات المعرفة المعاصرة.