"حماس" شدّدت على إلزام العدو الصهيوني بتنفيذ ما يترتب عليه من التزامات

المقاومة تفرج عن آخر 20 أسيرا صهيونيا في صفقة تبادل

المقاومة تفرج عن آخر 20 أسيرا صهيونيا في صفقة تبادل
  • 200
ص. محمديوة ص. محمديوة

قالها أبو عبيدة المتحدث باسم "كتائب القسام" ذات يوم "لن تأخذوا أسراكم إلا عبر طاولة المفاوضات، ولو فتشتم كلَّ رمال غزة" في جملة وقف العالم كله أمس على تنفيذها حرفيا على أرض الواقع والكيان الصهيوني الذي دمر قطاع غزة وحوله إلى أرض منكوبة غير صالحة للعيش وقتل قرابة 5% من سكانه يستلم أسراه لدى المقاومة الفلسطينية بعد إبرام حكومته اليمنية المتطرفة اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برعاية الولايات المتحدة.

ووفقا لمضمون الاتفاق، باشر الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي أمس، عملية تبادل الأسرى تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر، حيث أفرجت "كتائب القسام" الجناح المسلح لـ«حماس" عن آخر الأسرى الإسرائيليين الأحياء وعددهم 20، إضافة إلى جثث اربعة آخرين بالتزامن مع وصول عشرات الأسرى الفلسطينيين إلى بيوتهم في الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت "القسام" في بيان لها أن "ما تم التوصل إليه من اتفاقٍ هو ثمرةٌ لصمود شعبنا وثبات مقاوميه"، معلنة التزامها بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه والجداول الزمنية المرتبطة به ما التزم الاحتلال بذلك. وجاء في البيان أنه "لطالما كانت المقاومة حريصةً على إيقاف حرب الإبادة وسعت لذلك منذ الشهور الأولى، ولكن العدو أفشل كل الجهود لحساباته الضيقة وإشباعا لغريزة الوحشية والانتقام لدى حكومته النازية".

وأكد فشل الاحتلال الصهيوني في استعادة أسراه بالضغط العسكري، رغم تفوقه الاستخباري وفائض القوة التي يملكها، وقالت "ها هو يخضع ويستعيد أسراه من خلال صفقة تبادل، كما وعدت المقاومة منذ البداية"، مشيرة إلى أنه "كان بإمكان الاحتلال استعادة معظم أسراه أحياء منذ شهور عديدة، ولكنه ظل يماطل ويكابر، وفضل أن يقوم جيشه بقتل العشرات منهم نتيجة سياسة الضغط العسكري الفاشلة".

وهو ما أكدته "حماس" في بيان لها، أمس، أوضحت فيه عن إفراج المقاومة عن الأسرى الإسرائيليين  يؤكد التزامها بتنفيذ التزاماتها، وشددت على أهمية عمل الوسطاء لإلزام العدو الصهيوني بتنفيذ ما يترتب عليه من التزامات بموجب الاتفاق واستكمال تنفيذ بنوده كافة. كما أكدت أنّ تحرير الأسرى الفلسطينيين، ومن بينهم أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية الذين قضوا عقودا طويلة خلف القضبان "هو ثمرة بطولة وصمود شعبنا العظيم في قطاع غزة وأبنائه في المقاومة الباسلة وهو وفاء من المقاومة بعهدها لشعبها وأسراها وتجسيد لإرادة التحرير التي لا تنكسر أمام بطش النازيين الجدد". وقالت إن نتنياهو وجيشه لم ينجحا على مدار عامين من حرب الإبادة والتدمير في تحرير أسراه بالقوة واضطر في النهاية للرضوخ لشروط المقاومة، التي أكدت أن طريق عودة جنوده الأسرى لا يكون إلا عبر صفقة تبادل وإنهاء حرب الإبادة.

وأشارات في السياق إلى أن "المقاومة بذلت كل الجهود للحفاظ على حياة أسرى الاحتلال، رغم محاولات مجرم الحرب نتنياهو وجيشه الإرهابي استهدافهم والتخلص منهم، وذلك في وقت يتعرض فيه أسرانا في سجون الاحتلال لكل أشكال الانتهاكات من تنكيل وتعذيب وقتل". وختمت "حماس" بيانها بالتأكيد على أن قضية الأسرى ستبقى على رأس الأولويات الوطنية لشعبنا ومقاومته ولن يهدأ لشعبنا الفلسطيني بال إلا بتحرير آخر أسير من سجون النازيين الجدد وإزالة الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا".

250 أسير فلسطيني على موعد مع الحرية

أكد مكتب إعلام الأسرى أن قوافل المحرَّرين في صفقة "طوفان الأحرار" تهل إلى الحرية اليوم، في مشهد تاريخي يسطره الشعب الفلسطيني بالدم والتضحيات تناقلته أمس مختلف وسائل الإعلام التي رصدت بهجة وفرحة عائلات الأسرى خاصة في الضفة الغربية ويهم يعانقون ذويهم الذين لم يروهم منذ سنوات وحتى عقود.

وقال المكتب في بيان صحفي، أمس "يتحرر بموجب الصفقة الجارية 250 أسير من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية و1718 أسير من قطاع غزة الذين اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023". وأوضح أن "تحرر الأسرى اليوم هو ثمرة ملحمة بطولية ونضال طويل وعطاء متواصل قدمه أبناء شعبنا على مذبح الحرية والكرامة، وفاء للأسرى والمسرى والقضية المقدسة"، وشدّد على أن ما نشهده اليوم من تحرر الأسرى الأبطال وعلى رأسهم أصحاب المؤبدات، يرسخ لحظة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية.

ومع تنفيذ أولى مراحل صفقة التبادل، عبر الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيرس، عن ارتياحه لإفراج المقاومة عن آخر 20 أسيرا إسرائيليا حيا ودعا الطرفان إلى الايفاء بالتزاماتهما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار. من جانبه، اعتبر المستشار الألماني، فريدريك ميرز، تحرير الأسرى الإسرائيليين بأنه يمثل "بداية لمسار الشفاء وخطوة نحو السلام في الشرق الأوسط".

وبحسب مؤسسات الأسرى، يتجاوز عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال 11 ألف معتقل يعانون أوضاعا وظروفا كارثية تشمل التعذيب والتجويع والإهمال الطبي الممنهج ما أدى إلى استشهاد عدد منهم في الأسر. وبلغ عدد المعتقلين المحكومين بالسجن المؤبد 350 ومن تقدمت بحقهم لوائح اتهام تمهيدا لإصدار أحكام بالسجن المؤبد 40 معتقلا وعدد الأسيرات 53 من بينهن ثلاث من غزة وطفلتان، وبلغ عدد الأطفال الأسرى نحو 400 يقبعون في سجني "عوفر" و«مجدو"، فيما بلغ عدد المعتقلين الموقوفين دون محاكمة حوالي 3380 حتى شهر أكتوبر الجاري.


استرجع أسراه بالمفاوضات بعد مجازر إبادة غير مسبوقة في القطاع   

الحرب انتهت في غزة ونتنياهو يجر أذيال الخيبة

«انتهت الحرب".. هذا ما أكده رئيس وزراء الكين الصهيوني، بنيامين نتنياهو، أمس للرئيس الامريكي، دونالد ترامب، الذي يزور المنطقة في إطار مشاركته في قمة شرم الشيخ حول السلام في غزة في محاولة منه لتقديم صورة نصر وهمية، وهو الذي استرجع أسراه بالمفاوضات وليس بالقوة العسكرية التي دمر بها قطاع غزة.

ورغم أن نتنياهو وحكومته وكل كيانه لا يؤتمنون بالنظر إلى الوعود الكثيرة والمتعددة التي سبق وأن خالفها والالتزامات المتكررة التي نقضها ويمكن أن يستأنف عدوانه مجددا على غزة في أي لحظة خاصة بعد استرجاع كامل أسراه، إلا أنه وبقراءة بسيطة لما خسره الاحتلال الإسرائيلي في هذه الحرب المروعة على غزة قد يكون ذلك واحدا من أهم الأسباب التي دفعته ليؤكد انتهاء الحرب. فنتنياهو، الذي بحث على مدار عامين كاملين على صورة نصر يقدمها لشعبه وللعالم اجمع،  لم يحقق لا هو ولا من دعموه أيا من الأهداف التي روّج لها مع بداية العدوان على غزة غداة عملية "طوفان الأقصى" التي غيرت المعطيات والموازين في عالم انكشف نفاقه أمام مدينة صغيرة ظلت صامدة في وجه أعتى قوة مدججة بأحدث الأسلحة المتطورة والتكنولوجيا الحديثة ويحظى بدعم أكبر دول في العالم. فلا هو استرجع أسراه بالقوة ولا هو قضى على المقاومة ولا سكان غزة رغم التقتيل والتجويع والحصار والدمار تركوا بيوتهم واستسلموا لمخطط التهجير.

ودون الحديث عن ضغط الشارع وخاصة عائلات الأسرى التي تمسكت بمطلبها في إبرام صفقة تبادل شاملة تنهي الحرب وتعيد ذويها ودون الحديث أيضا عن الهبة العالمية لنصرة فلسطين والتغير الواضح في الرأي العام العالمي باتجاه فهم السردية الفلسطينية بعدما كان داعما للسردية الصهيونية التي انفضح زيفها على إشلاء وجثث أطفال غزة، فإن ما خسره الاحتلال الإسرائيلي جراء هذه الحرب ليس بالأمر الهين ولا يمكن تداركه في المستقبل القريب. وبلغة الأرقام، فقد تسببت هذه الحرب بخسارة لهذا الكيان المحتل بلغت 150 مليار دولار مع خسارة 7 آلاف جندي إسرائيلي قتلوا في غزة و25 ألف آخرين معاقين، علاوة على الخسائر التي كبدتها المقاومة في العتاد العسكري الصهيوني.

ومن بين ما خسره الاحتلال الاسرائيلي، تصفية القضية الفلسطينية التي كانت تراهن علي طي صفحتها وقد فشلت خطتها في الاستيلاء علي قطاع غزة وتهجير سكانه، وخسرت سمعتها الدولية بعدما أصبح العالم أجمع ينظر إليها على أنها دولة مارقة وفوق القانون ويؤشر لمسؤوليها بأنهم مرتكبو إبادة جماعية مروعة لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيل. فخسرت هيبتها أمام شعوب المعمورة وسمعتها الأسطورية بسقوط مقولة "الجيش الذي لا يقهر" أمام ثلة من رجال المقاومة الفلسطينية.

خسرت كذلك علاقاتها الخارجية والتجارية وعديد البلدان قطعت علاقاتها وأخرى علقت شراكاتها معها وأخرى قادت وانضمت إلى الدعوات القضائية لمتابعتها على جرائمها في حق الفلسطينيين عبر القضاء الدولي. وحتى حكومتها بقيادة اليميني المتطرف، بنيامين نتنياهو، فقدت ثقة اليهود أنفسهم وأصبحت وحدتها وتماسك جبهتها الداخلية على المحك وفقد إعلامها مصداقيته أمام شعبها والعالم أجمع.. فأي نصر هذا الذي يتحدث عنه نتنياهو الذي بناه على جثت 68 ألف شهيد من أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل؟.


ما دخل منها غير كاف لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة

"الأونروا" تطالب بسماح دخول المساعدات إلى غزة

طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس، بالسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة المنهك من حرب ابادة مروعة خلقت قرابة 68 ألف شهيد غالبتهم أطفال ونساء وعشرات آلاف الجرحى وانهيار تام للخدمات وكل المنظومات الصحية والبيئة والتعليمية.

وشدّدت "الاونروا" في بيان نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها الجهة الوحيدة القادرة على إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى المحتاجين في القطاع. وقالت إنّ "الأونروا هي الجهة الوحيدة القادرة على إيصال المساعدات المنقذة للحياة بالحجم الذي تحتاجه غزة. لدينا الشبكة والخبرة وثقة المجتمع المحلي".

وأضافت "يجب على الكيان الصهيوني السماح للأونروا بإدخال الكميات الضخمة من المساعدات التي ما زالت عالقة في مستودعاتنا في الأردن ومصر منذ 2 مارس.. يجب السماح للأونروا بالقيام بعملها".

ويتزامن نداء الوكالة الأممية مع إعلان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دخول 173 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة أول أمس الأحد عبر المعابر وإلى قافلة مساعدات تضمنت 3 شاحنات محملة بغاز الطهي و6 شاحنات وقود مخصصة لتشغيل المخابز والمولدات والمستشفيات في ظل الحاجة الماسة لهذه المواد الأساسية نتيجة الحصار الطويل والدمار الواسع الذي خلفته الإبادة الجماعية التي شنّها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة.

وأشار البيان إلى أن الكميات التي دخلت ما تزال "محدودة جدا وهي عبارة عن نقطة في بحر الاحتياجات ولا تلبي أقل من الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية والمعيشية لأكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة وأن القطاع بحاجة إلى تدفق مستمر وكبير للمساعدات والوقود وغاز الطهي والمواد الإغاثية والطبية بشكل عاجل ومنتظم".

وأكد أن الجهات الحكومية تواصل تنسيقها مع المؤسسات الإغاثية والإنسانية الدولية لتنظيم عملية إدخال المساعدات وتوزيعها بعدالة وبما يضمن وصولها إلى جميع أبناء الشعب الفلسطيني. من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس، أن بعثة المراقبة التابعة له ستستأنف غدا الأربعاء مهامها في معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر.

جاء ذلك في منشور للممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس على وسائل التواصل الاجتماعين أوضحت فيه أن "بعثة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي في معبر رفح ستستأنف مهامها يوم 15 أكتوبر". ورغم أن المسؤولة الأوروبية، أكدت أن ضمان السلام في غزة سيكون "معقدا للغاية"، إلا أنها قالت إنّ هذه البعثة يمكن أن تلعب دورا مهما في دعم وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 10 أكتوبر الجاري، مشدّدة على ضرورة الدعم الدولي من أجل نجاح خطة وقف إطلاق النار في غزة ومؤكدة استعداد الاتحاد للقيام بدوره لضمان النجاح المنشود.

وفي إطار مساعي إعادة الحياة للقطاع المنكوب، قال الوزير الأول البريطاني، كيير ستارمر، إنّ المملكة المتحدة ستلعب دورا على المستوى الأول لإعادة بناء غزة، مشيرا إلى تخصيص مبلغ للمساعدات الإنسانية بقيمة 20 مليون ليرة أي ما يعادل 22 مليون و900 ألف أورو. ويندرج، هذا المبلغ الموجه لتلبية الاحتياجات المستعجلة لسكان القطاع وخاصة توفير الماء وخدمات النظافة،  في إطار مخطط واسع بقيمة 116 مليون ليرة سبق وأعلنتها الحكومة البريطانية لصالح غزة، والذي تم دفع 74 مليون ليرة منه للمساعدات الاستعجالية.