يواصل المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، أرقامه الجيّدة مع المنتخب الوطني، بعد التأهّل إلى كأس العالم 2026 بامتياز، ووسط سيطرة واضحة على منتخبات المجموعة السابعة رغم الانتقادات القوية المتعلّقة بالأداء، وطريقة اللعب المتغيّرة باستمرار، بالإضافة إلى اعتماده على اللاعبين القدامى دون التجديد، والقيام بتغييرات واضحة في صفوف "الخضر" قبل موعدي كأس أمم إفريقيا 2025، ومونديال 2026.

قاد بيتكوفيتش المنتخب الوطني منذ توليه المسؤولية في مارس 2024 في 17 مباراة بمختلف المنافسات، تصفيات كأسي أمم إفريقيا 2025، والعالم 2025، نجح خلالها في تحقيق هدف التأهّل بسهولة كبيرة، ومنه العودة إلى المونديال بعد غياب 12 عاما. وحقّق الفوز في 12 مباراة كاملة. وجاء ذلك أمام منتخبات بوليفيا (وديا)، وبوتسوانا مرتين، وأوغندا، والطوغو مرتين، وليبيريا مرتين، وغينيا الاستوائية، ورواندا، والموزمبيق، والصومال، في وقت كان التعادل سيد الموقف في ثلاث مباريات أخرى، أمام جنوب إفريقيا (وديا)، وغينيا الاستوائية وغينيا، في حين سقط في فخّ الهزيمة في مناسبتين، أمام كلّ من غينيا في أوّل مباراة رسمية له، وأمام السويد وديا. ومع بيتكوفيتش، سجّل خط الهجوم 44 هدفا، منها 25 هدفا في الشوط الثاني المعروف بشوط المدربين. أما خط الدفاع فتلقّى 17 هدفا.

وبغضّ النظر عن الأرقام الجيّدة التي سجّلها بيتكوفيتش مع "محاربي الصحراء"، فإنّه لم يسلم من الانتقادات، وعلى وجه التحديد ما تعلّق منها برفضه القيام بالتغييرات اللازمة والمتوقعة في التشكيلة الأساسية، والخيارات النهائية على العموم؛ حيث فضّل المدرب السويسري الاعتماد على نفس الأسماء التي كانت في المرحلة السابقة، والحرس القديم؛ على غرار رياض محرز، وعيسى ماندي، ونبيل بن طالب، وبغداد بونجاح، ورامز زروقي، وسعيد بن رحمة، قبل أن يقصي الثنائي الأخير من خياراته لمبارتي الصومال وأوغندا، وهو ما تسبّب له في حرج كبير أمام أنصار "الخضر"، الذين كانوا يطالبون بالتجديد، ومنح الفرصة للاعبين الموهوبين؛ على غرار إبراهيم مازة، وأنيس حاج موسى، بالإضافة إلى اللاعبين الذين لم تُتح لهم فرصة التواجد مع "الخضر" في وقت سابق، مثل رفيق بلغالي ومهدي دورفال، اللذين تم استدعاؤهما لمبارتي الصومال وأوغندا. ورغم الضغط الجماهيري إلاّ أنّ بيتكوفيتش يرفض التغيير الجذري حاليا، ويصرّ على ضخّ دماء جديدة بصفة تدريجية، خاصة أنّ الفترة المقبلة لن تسمح له بإجراء التجارب بالقدر الذي يريده الأنصار مع اقتراب موعد إجراء كأس أمم إفريقيا شهر ديسمبر المقبل.