وجّهت وزارة الصحة مراسلة إلى جميع المؤسّسات الاستشفائية، تأمرهم برفع مستوى خدمات التنظيف على مستوى الهياكل الصحية العمومية والخاصة، نظرا للجوء بعض المؤسّسات إلى إسناد هذه المهام لمتعاملين خارجيين، لا يراعون المواصفات التقنية أثناء القيام بمهام التنظيف البيولوجي.

أمرت وزارة الصحة، في المراسلة الموجهة إلى ولاة الجمهورية، المديرين العامين للمراكز الاستشفائية الجامعية إلى جانب مديري المؤسسات العمومية والخاصة، بإعداد دفاتر شروط دقيقة تتضمن مواصفات تقنية، لاعتمادها في الاتفاقيات المبرمة مع شركات التنظيف الخاصة التي تنشط على مستواها، مع متابعة تنفيذها بانتظام. وأكدت أن التلوّث في الهياكل الصحية يمثل أحد العوامل الرئيسة في نقل عدوى المستشفيات أو الأمراض التعفنية، ما يجعل التنظيف والتنظيف الحيوي أولوية قصوى، لتقليص مخاطر انتشار الأمراض المتنقلة، وتوفير بيئة صحية آمنة لمرتادي المستشفيات. 

وحسب دفتر الشروط الجديد، فإن أي اتفاقية مع شركات خدمات التنظيف، يجب أن تتضمن وصفا شاملا للمؤسّسة الصحية المعنية، سواء كانت مستشفى جامعيا أو مؤسّسة استشفائية متخصّصة أو مؤسسة خاصة، مع تحديد المصالح المعنية بالخدمة، المناطق الحساسة، الأنشطة وساعات العمل.

ويتعين على مسيري المستشفيات، إلزام شركات التنظيف بالتوقيع على الالتزام بالسرية المطلقة، وعدم الإفشاء بأي معلومة تخص نشاط المؤسسة أو مصالحها، مع التقيد بالنظام الداخلي لكل مصلحة.

وفي الجانب التنظيمي، يفرض دفتر الشروط على شركات التنظيف، ضمان كل الوسائل البشرية والمادية للتنظيف والتنظيف الحيوي، مع التبليغ الفوري عن أي تغيير في الأعوان، والالتزام بالبروتوكولات الوطنية الخاصة بالنظافة. أما على المستوى البشري، فيتعين عليها توفير عدد كاف من الأعوان المكونين والمؤهّلين في تقنيات التنظيف الحيوي، مع التصريح بهم على مستوى مصالح الضمان الاجتماعي، وإخضاعهم للفحوصات الطبية الدورية، والتلقيح ضد الأمراض المعدية كالتهاب الكبد الفيروسي "ب"، الدفيتيريا والتيتانونس. كما يتعين على مؤسّسات التنظيف، توفير زي رسمي موحّد وتجهيزات الوقاية الفردية، مع بطاقات تعريفية تحمل الصورة وفصيلة الدم واسم المؤسسة، فضلا عن إلزامية تكوين الأعوان بصفة دورية في مجال النظافة الاستشفائية. كما يشدّد دفتر الشروط على ضرورة أن تكون المعدات المستعملة مطابقة لمعايير السلامة.

بهذا الخصوص، اعتبر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة "فورام" البروفيسور مصطفى خياطي، اعتماد دفتر شروط جديد خاص بخدمات التنظيف في المستشفيات، خطوة هامة في تحقيق الأمن الصحي، لارتباط عدوى المستشفيات، بإصابة المرضى بتعقيدات صحية قد تكون خطيرة جدا. وقال في اتصال مع "المساء"، أن النظافة الاستشفائية، تتطلب متابعة صارمة لتطبيق هذه التدابير، مشيرا إلى أن دفتر الشروط يضع أسسا واضحة لتحقيقها، ليبقى المسؤولون عن القطاع مطالبين بمزيد من الصرامة فيما يخص الإجراءات الوقائية، في ظل غياب إحصائيات رسمية حول عدد الإصابات بالأمراض الاستشفائية.