كشف والي قسنطينة عن إحصائيات مشجعة جدا في تحصيل الحبوب والبقول الجافة، حققتها الولاية خلال هذا الموسم، متصدرة ولايات الوطن، فاتحا النار على الفلاحين الذين تأخروا في تسليم محاصيلهم للتعاونية، حيث توعدتهم بمتابعات قضائية، وبإدراجهم في القوائم السوداء، ومنعهم من الاستفادة مستقبلا من المزايا التي تقدمها الدولة في مجال دعم الفلاحة.

وحسب والي قسنطينة الذي تحدّث على هامش الطابعة السادسة للملتقى الوطني للحبوب الشتوية الذي احتضته دار الثقافة مالك حداد، يومي 29 و30 سبتمبر 2025، فإن الجهود المبذولة في الميدان سمحت بتحقق أرقام معتبرة. وأهّلت الولاية للريادة على المستوى الوطني بفضل تجند مختلف الإطارات، من فلاحين ومعاهد وسلطات، حيث حثّ الفلاحين على مضاعفة المجهودات لبلوغ الأهداف المسطرة خلال الموسم المقبل.

وبلغة الأرقام، قدّم والي قسنطينة إحصائيات حول الموسم الفارط في زراعة الحبوب، حيث احتلت قسنطينة المركز الأول على المستوى الوطني، بإنتاج في حدود 2 مليون و100 ألف قنطار من الحبوب والبقول الجافة، عادت فيه حصّة الأسد للقمح، في حدود 2 مليون قنطار، على مساحة إجمالية مزروعة في حدود 90 ألف هكتار.

وحسب مسؤول الجهاز التنفيذي الولائي، فإن المحصول الذي تم تجميعه على مستوى المخازن الموزعة عبر مختلف البلديات سواء القديمة منها أو الجديدة إلى غاية 29 سبتمبر 2025، بلغ مليونا و841 ألف قنطار، منها 1 مليون و52 ألف قنطار من القمح الصلب، خاصة أن الجزائر باتت تحقق اكتفاءها الذاتي في هذا النوع، في انتظار تحقيق الاكتفاء الذاتي على المدى القصير في أصناف أخرى، على غرار الفرينة.   

وكشف المتحدث بالمناسبة، أن عدد الفلاحين الذين لم يسلّموا محاصيلهم لمخازن الدولة، بلغ 220 فلاح، تم إعذارهم أو إحالة ملفاتهم على العدالة، واتخاذ تدابير صارمة في حقهم، مع إصدار قائمة سوداء بأسمائهم، ونشرها على مستوى مديرية الفلاحة والمديريات الفرعية، وبذلك حرمانهم من كافة أشكال الدعم الذي تقدمه الدولة، معتبرا أن دفع المحاصيل الذي كان آخر يوم فيه نهار أمس، هو تبرئة للذمة بعدما استفادوا من دعم الدولة، مضيفا أن سلوكهم هو شكل من أشكال التخزين غير المشروع وفق قانون المضاربة. وقال إن "غرفة الفلاحة ملزَمة بالتقدم من هؤلاء الفلاحين الذين وصفهم بالمتقاعسين؛ لحثهم على دفع محصولهم الفلاحي".

ومن جهتها، كشفت مصادر من تعاونية الحبوب والبقول الجافة بقسنطينة، لـ"المساء"، عن تسجيل مشروع جديد لوضع مخازن بطاقة استيعاب في حدود 1 مليون قنطار، في خطوة لرفع الطاقة الإجمالية لعاصمة الشرق، إلى نحو 3 ملايين طن، حتى تضع الفلاحين في أريحية، وبالتالي مساعدة الولايات المجاورة في تخزين الحبوب عند دخول هذا المشروع حيز الخدمة.