7176 إطار مجنّد عبر 2093 وحدة كشف لمتابعتهم.. أيت مسعودان:
المدرسة فضاء أساسي لغرس الوعي الصحي
- 247
أسماء منور
❊ 93 % نسبة التغطية الصحية وسط التلاميذ في 2024
❊سعداوي: الإدمان الرقمي والمحتوى غير المراقب والمخدرات تتربص بالتلاميذ
❊تلاميذ أبلغوا إداراتهم عن حيازة مؤثرات عقلية خلال أسبوع الصحة المدرسية
❊صنهاجي: خارطة وطنية للأمراض المدرسية قيد التحضير
❊ممثلة اليونيسف: الجزائر وضعت الطفل في صميم أولوياتها التنموية منذ 1992
أكد وزير الصحة، البروفيسور محمد صديق أيت مسعودان، أمس، أن المدرسة أضحت فضاء أساسيا لتعليم السلوكيات الصحية السليمة للتلاميذ، باعتبارها البيئة الأكثر ملاءمة لغرس الوعي الصحي منذ السنوات الأولى، بما يضمن وقايتهم من الأمراض السارية والمزمنة التي تمثل السبب الأول للوفاة .
قال الوزير خلال إشرافه على إحياء اليوم الوطني للصحة المدرسية في طبعته الأولى، أن تنظيم هذا اليوم الوطني يأتي تتويجا لبرنامج وطني مسبق يهدف إلى تقييم النشاطات المسجلة في إطار البرنامج الوطني للصحة المدرسية، وترقية صحة الطلبة المتمدرسين ورفاههم، داعيا إلى تعزيز العمل المنسق بشكل مستدام وفعّال، حتى تكون الصحة المدرسية رافعة أساسية لنجاح المنظومة التربوية وتحقيق أهدف التنمية الوطنية.
وذكر أيت مسعودان، أنّ الوزارة تعمل على تسليط الضوء على الرهانات التي تواجه الصحة المدرسية وأثرها المباشر على المسارات التربوية والتحصيل العلمي، والعمل على إشراك كافة القطاعات المعنية والشركاء لتجسيد رؤية مشتركة نحو مدرسة سليمة وصحية، مشيرا إلى أن وزارة الصحة، أولت عناية خاصة بالصحة المدرسية، من خلال توفير 2093 وحدة كشف ومتابعة عبر الوطن، بالإضافة إلى تعبئة 7176 إطار صحي من أطباء عامين، أطباء أسنان، ممرضين، نفسانيين وأرطوفونيين، مع تسطير برنامج خاص باللقاحات، حيث بلغت نسبة التغطية الصحية واللقاحات 93 من المائة خلال السنة الفارطة. وشدد وزير الصحة، على أهمية حماية التلاميذ من سن مبكرة، بفضل تكامل أدوار الأسرة، المدرسة والقطاعات ذات الصلة.
من جهته، حذّر وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، من خطر ثلاثي يهدّد صحة التلاميذ في الوسط المدرسي، يتمثل في إدمان الشاشات واستخدامها المفرط، المحتوى الرقمي غير المراقب، والمخدرات والمؤثرات العقلية، حيث أكد أن المخدرات تعتبر خطرا زاحفا يجب الوقوف له بالمرصاد، كاشفا عن وجود تلاميذ تقدموا إلى إدارات مؤسّساتهم للإبلاغ عن حيازتهم لمؤثرات عقلية خلال أسبوع الصحة المدرسية. وتقدموا بمحض إرادتهم للخضوع إلى الكشف.
وقال الوزير إنّ وزارة التربية، بادرت بالتنسيق مع وزارة الصحة واللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، بتنظيم الأسبوع الوطني للصحة المدرسية من 21 إلى 25 سبتمبر الجاري تحت شعار "الصحة المدرسية.. من أجل مستقبل صحي آمن"، حيث تمّ تسطير برنامج متنوّع، شمل أنشطة تربوية وتحسيسية وورشات بيداغوجية، موجهة لمختلف المراحل التعليمية، بإشراف أساتذة مختصّين، وأطباء وموظفين من قطاع الصحة، وخبراء في مجالات الصحة العامة.
ودعا الوزير أولياء التلاميذ إلى تعزيز الرقابة الأسرية ومرافقة الأبناء داخل البيت والمدرسة وحتى في الشارع، من خلال تفقد محافظ وملابس أبنائهم بشكل منتظم، مؤكدا أن الظاهرة باتت بالغة الخطورة ولا يكفي مجرد الحديث عنها دون اتخاذ إجراءات عملية للحد منها. وأشار إلى أنه تم إطلاق مبادرات رقمية للتوعية لجعل الصحة المدرسية مسؤولية مشتركة، بين المدرسة والأسرة والمجتمع، مؤكدا بأن التلميذ الذي يتمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة، هو الأكثر قابلية للتعلم والابتكار ومواجهة تحديات الحياة.
وأوضح سعداوي أن القطاع، يطمح لأن تتحوّل الصحة المدرسية إلى ثقافة مجتمعية، من خلال تمكين وحدات الكشف والمتابعة، من تجهيزات وكفاءات وأدوات مناسبة، وأن يشمل هذا البرنامج، جميع ولايات الوطن، والمؤسّسات التعليمية، مع الحرص على تكامل الجهود مع استراتيجيات الصحة العمومية، بما فيها الوقاية من الأمراض، وصحة الفم والأسنان، النفسي والاجتماعي.
بدوره، أكد مدير الوكالة الوطنية للأمن الصحي، كمال صنهاجي، أن الوكالة بصدد التحضير لخارطة الأمراض التي يعاني منها التلاميذ، خاصة في ظل التزايد المقلق لحالات الإصابة بداء السكري، مؤكدا على ضرورة التكفل الشامل بصحة التلاميذ. وأشار إلى أن هيئته تواكب جهود وزارتي الصحة والتربية، من خلال الاستفادة من خبرة مختصيها، قصد إعداد مؤشرات علمية موثوقة من أجل بناء سياسة وطنية للوقاية والحد من انتشار الأمراض وسط الوسط المدرسي.
من جهتها، أكدت ممثلة مكتب اليونيسف في الجزائر، كاترينا جوهانسون، أن الجزائر حققت مكاسب هامة في مجال التكفل بصحة الأطفال، تجسيدا لالتزاماتها بالتنمية البشرية، من خلال وضع الطفل في صميم الأولويات، وتجسيد حقوقه كما وردت في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي صادقت عليها الجزائر سنة 1992.