بلطرش يعرض رفقة والتسوفا برواق "عائشة حداد"

الفنان التشكيلي لا بد أن يمر عبر المدرسة الأكاديمية

الفنان التشكيلي لا بد أن يمر عبر المدرسة الأكاديمية
  • 169
لطيفة داريب لطيفة داريب

يحتضن رواق "عائشة حداد" بالجزائر العاصمة، معرضا جديدا للفنانين كمال بلطرش وماريا والتسوفا، يضم مجموعة من اللوحات، من بينها أعمال تُعرض لأول مرة. وقد تنوعت بين الطبيعة الصامتة، مشاهد من التراث الجزائري والطبيعة الخلابة، بالإضافة إلى بورتريهات مختلفة.

في حديثه لـ"المساء"، شدد بلطرش على أهمية التكوين الأكاديمي في مسار أي فنان، قائلا "من يتقن الرسم الأكاديمي يظهر ذلك جليا في أعماله. الفنان يمكن أن يتطور لاحقا إلى التجريد، لكن لا يمكن أن يبدأ به مباشرة، حتى بيكاسو أتقن الأكاديمي قبل أن يتجه إلى التجريد. لا ينبغي أن نختبئ وراء التجريدي." وأضاف أن المدرسة الأكاديمية تشكل القاعدة الصلبة لأي مسيرة فنية، معتبرا أن الفنان التشكيلي يشبه الطبيب العام، إذ يجب أن يتقن مختلف التقنيات، الرسم، النحت، السيراميك والفسيفساء، حتى يُحكم عليه بأنه فنان تشكيلي.

وتوقف الفنان السينوغرافي بلطرش عند مسألة "الفنان العصامي"، قائلا "الفن العصامي جميل ومهم، وهناك أسماء كبيرة أثبتت موهبتها، مثل حازرلي الذي أبدع في التجريد. لكنه لم يلقب نفسه بفنان تشكيلي شامل. الموهبة وحدها لا تكفي، إذ لا بد من تكوين ومعرفة تقنيات الألوان والأبعاد والبُعد السيميولوجي للصورة."

أما عن واقع الساحة الفنية، فقد عبر بلطرش عن أسفه لبعض العراقيل، منها اشتراط بعض الجهات المرور عبر أروقة خاصة، للمشاركة في فعاليات رسمية. وقال في هذا السياق، إنه يمثل نفسه في الفعاليات العمومية، ويحمد الله على أنه لا يقتات من فنه، مشددا على أن الأهم بالنسبة له، هو المتعة التي يتقاسمها مع الجمهور وتمثيل الجزائر بألوانها وهويتها.

وبعنوان "ألوان الجزائر"، يضم المعرض باقة من مشروع كمال بلطرش، المتمثل في رسم أبواب القصبة، الذي شرع في إنجازه منذ ثلاث سنوات. ويعرض الفنان في هذه التظاهرة، لوحات جديدة من هذا المشروع، مؤكداً أنه قد يختمه بعد عام أو أكثر، في حين قدم في لوحاته الجديدة عن أبواب القصبة، لمسته الفنية التي تتمثل في تلوين إطارات الأبواب بنفس لون الباب.

عن هذا المشروع، أوضح بلطرش أن هذه الأبواب تمثل ذاكرة حية، تعكس تاريخ الثورة وروح المكان، وأنه يسعى إلى ترجمة ذلك عبر ألوان مختلفة وتقنيات جديدة. كما أشار إلى إمكانية الانتقال من تقنية الأكواريل التي يعتمدها حالياً، إلى الأكريليك، أو رسم الأبواب كما هي في الواقع، وبجانبها رسمة أخرى، كما يتخيلها الفنان. وأشار إلى أن فكرة المشروع وُلدت خلال فترة الجائحة، حينما كانت القصبة خالية من المارة. كما يعرض إلى جانب ذلك، لوحات عن غرداية وأعمالاً تجريدية، ليعود مجدداً إلى التأكيد على أهمية الانطلاق من الرسم الأكاديمي، قبل خوض غمار الأساليب الأخرى، مثل التجريد.

من جهتها، قدمت ماريا والتسوفا لوحات تُعرض لأول مرة أمام الجمهور، رسمتها عن الطبيعة الصامتة، مؤكدة بدورها أهمية الانطلاق من الرسم الأكاديمي في مسيرة أي فنان. كما تقدم مجموعة من البورتريهات المستوحاة من الأزياء التقليدية الجزائرية، مثل "الحايك" ولباس التوارق، حباً منها في الصحراء والزي التقليدي الجزائري عموماً.

ورسمت والتسوفا أيضا، مشاهد لشمس العاصمة البرتقالية، وكذا عدة لوحات عن مسمكتها في ثلاثة أوقات مختلفة: فجرا، ظهرا وليلا، معبرة عن تأثرها باللون الأزرق للسماء بعد يوم ممطر.