قال إنّ تجربة مستشفيي تيزي وزو ووهران يحتذى بها...البروفيسور جلال:
مكاسب هامة حققتها الجزائر في التحوّل الرقمي الصحي

- 97

❊المؤسّسات الناشئة حققت طفرة نوعية في الحلول الذكية للمرضى
❊جائحة كورونا فرضت التحوّل نحو التسيير الصحي الرقمي
كشف البروفيسور عبد العزيز جلال، أستاذ متخصص في الصحة الرقمية بكلية الطب باريس 13، أنّ الجزائر حققت مكاسب هامة في مجال التحوّل الرقمي الصحي، الأمر الذي يترجم، حسبه، الإرادة السياسية القوية في تحسين التكفل بالمريض وتقديم خدمة عمومية تواكب التحوّلات العالمية، لاسيما بعد أن أبانت جائحة كورونا عن الحاجة الملحة للتحوّل نحو اعتماد الطب عن بعد، واستخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف الطبي.
قال البروفيسور جلال في مداخلة له، خلال اليوم الثاني من فعاليات معرض "أسبيتاليا إكسبو"، إنّ الجزائر تشهد تحولا رقميا صحيا، مع بروز عدة شركات ناشئة تقدم حلول ذكية لرفع مستوى التكفل بالمرضى، فضلا عن تقليص آجال المواعيد الطبية، وتحسين قاعدة البيانات الوطنية حول الأمراض، مشيرا إلى أن جائحة "كورونا" فرضت واقعا جديدا في القطاع الصحي، حيث تجلت أهمية استخدام التكنولوجيات الحديثة، في التشخيص والكشف، وظهرت تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الاعتماد الكبير على الكشف الطبي عن بعد. وأكد أن الجزائر تتوجه بخطى ثابتة، نحو رقمنة القطاع، حيث شهدت عدة مؤسّسات استشفائية جامعية على غرار مستشفيي تيزي وزو ووهران، تجربة رائدة في التحوّل التكنولوجي الصحي، من خلال رقمنة الأرشيف والملفات الطبية، ما سمح بتحسين التكفل بالمرضى ومواكبة المستجدات العالمية.
كما أشار إلى أن الجزائر تواصل خطواتها الاستراتيجية لتعزيز أمنها الصحي وتطوير قطاعها الطبي عبر مشروع غير مسبوق، يتمثل في إنشاء مصحة متخصّصة للتداوي بالخلايا الجذعية وعلاج الأمراض المناعية، في المدينة الجديدة سيدي عبد الله، مؤكدا أن المشروع الذي يجمع مجمع "صيدال" الرائد في الصناعة الصيدلانية والشركة القابضة "مدار"، يعكس رؤية وطنية واضحة لتحقيق نقلة نوعية في الخدمات الصحية الموجهة للمواطنين، والانتقال نحو المستشفيات الذكية.
وأكد الخبير، أن التحوّلات التكنولوجية في مجال الطب تفرض التوجه نحو مستشفيات ذكية، والتسيير المرن للمؤسسات الصحية عوض التسيير الأفقي التقليدي، مشيرا إلى أن المستشفيات الجديدة التي سيتم تشييدها يجب أن تستجيب للمقاييس العالمية.
وشدّد ذات المتحدث، على أهمية إدراج مقاييس أكاديمية جديدة في برنامج تدريس الطب، على غرار الحوكمة في القطاع الصحي والتكوين على أدوات الرقمنة، بما يسمح بإعداد جيل من الإطارات الطبية المؤهلة لمواكبة التطوّرات، مبرزا أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي الطبي سيساهم في الكشف الوقائي الاستباقي عن الأمراض، وبالتالي التقليل من الضغط على المستشفيات، وتخفيض نفقات صناديق الضمان الاجتماعي.
وخلص الخبير، إلى التأكيد على أهمية الاستثمار في الصحة الرقمية، الذي من شأنه تعزيز موقع الجزائر إقليميا، وجعلها نموذجا يحتذى به في بناء منظومة صحية متطورة، تستجيب لمتطلبات المواطنين.